بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة الأردن مشكلة نظام لا مشكلة غلاء "لا حل لها إلا بالخـلافـة"
يعاني الناس في الأردن من غلاء الأسعار المتصاعد فكل يوم هناك ارتفاع جديد يصيب معظم السلع الأساسية، ويرافق هذا الغلاء الفاحش رواج قصص فساد المسئولين الكبار والصغار، ويتداول الناس أخبار الفساد والغلاء بشكل اعتيادي ، ورغم رواج انتقاد النظام بين الناس إلا أن الامر يبقى في دائرة الحديث من غير استعداد للعمل، ولهذا وجب ان نلفت نظر المسلمين في الأردن إلى أمور هي :
1. إن المشكلة في الأردن تكمن في واقع الكيان وواقع النظام، فالأردن كبلد اقتطعه الغرب الكافر من أصله بلاد الشام، بعد هدم دولة الخلافة، واختاروا لحكمه عملاء مخلصين، وتم ترسيم حدوده ليكون كيانا عازلا لكيان يهود، وقد حرصوا على أن لا يكون للأردن قوام بنفسه، ليبقى محققا للغاية التي وجد من أجلها، فبقي معتمدا على المساعدات الخارجية والديون التي تتراكم سنة بعد سنة، مع الحرص على بقائه يرزح تحت هذه الديون، فقد كان رصيد الدين العام سنة 2006م (7349,67 مليون دينار) وفي نهاية 2007 اصبح (8199,64 مليون دينار) أي بزيادة (849,97 مليون دينار خلال عام واحد فقط) وعلى الرغم من شراء الأردن (1677 مليون دينار) من ديونه الخارجيه فقد بقي رصيد الدين العام حتى الربع الأول من هذا العام (7732 مليون دينار) وهذا الرقم مرشح للزيادة.
2. يلاحظ أن الثروات الموجودة في الأردن لا يتم استغلالها وتعطل كل المحاولات لاستغلال هذه الثروات بشكل يعود بالنفع على الاقتصاد الأردني، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالفوسفات تم خصخصة شركته رغم وفرة الانتاج وكلفته القليلة والطلب المتزايد عليه وما يحتويه من مواد ذات قيمة عالية فكمية اليورانيوم الموجودة في الفوسفات تقدر بـ (130 ألف طن) بحسب تصريحات رئيس هيئة الطاقة النووية الأردنية، وكذلك مشروع استخراج النفط من الصخر الزيتي ومشروع جر مياه الديسي كلها مشاريع تراوح مكانها، وحتى لو تم البدء بأي مشروع لاستغلال احدى هذه الثروات فيكون بعد بيعه للمستثمرين الاجانب!
3. عمليات بيع الممتلكات العامة لشركات استثمارية من مثل بيع ميناء العقبة وما أشيع عن بيع أراضي قيادة الجيش والمدينة الطبية والمخابرات العامة، ومن قبلها صفقة كازينو البحر الميت، وتفويض أراضٍ في البحر الميت، كل هذه الصفقات المشبوهة وما سبقها وغيرها مما خفي على الناس يوجه الإعلام فيه اصابع الاتهام إلى وزراء ورؤساء وزارات ومسئولين من هذا المستوى أو أدنى منه، مع العلم بأن هؤلاء الفاسدين الصغار ليسوا سوى موظفين لتسهيل مثل هذه الصفقات، فصفقات بالمليارات لا يمكن أن تتم دون إشارة من رأس النظام، وهو أمر أصبح مكشوفا يعرفه القاصي والداني، وما إشارة الإعلام بأصابع الاتهام إلى الفاسدين الصغار إلا تغطية على الفاسد الأكبر، على الرغم من أن أولى جهة بالمحاسبة هو رأس النظام لأن بيده كل السلطات وتدار هذه الصفقات برعاية مباشرة منه.
أيها المسلمون في الأردن، لقد بلغ بكم الذل والهوان مبلغه، وقد عتى عليكم النظام في الأردن عتوا كبيرا، فهو يسرق أقوات ابنائكم، ويغتصب أملاككم، وينهب ثرواتكم، ويتآمر على أمتكم لصالح الغرب الكافر، وانتم صامتون لا تحركون ساكنا، مما يزيده عتوا وطغيانا. أيها المسلمون في الأردن، إنه لا منجى لكم مما أنتم فيه إلا بالخـــلافـــة، فهي فرض ربكم، ومبعث عزكم، وقاهرة عدوكم، ومحررة ارضكم، وهي منارة الخير والعدل في ربوع العالم. فالخــلافــةَ الخــلافــةَ ... أيها المسلمون.
في الثانيَ عشَرَ منْ رَجَبٍ الفردِ من سنةِ ألفٍ وأربعِ مِئةٍ وتسعٍ وعشرينَ للهجرةِ
الخامسَ عشَرَ من تموزٍ من سنةِ ألفينِ وثمانيةٍ للميلادِ
التاريخ الهجري :13 من رجب 1429هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 03 آب/أغسطس 2008م
حزب التحرير
ولاية الأردن