بسم الله الرحمن الرحيم
براءة ممن تخاذل عن نصرة حلب
تَحترقُ حلب والعالم يرى ويسمع ويتابع، وبعضه يُشارك ويتآمر، وبعضه يتفاوض على دمائهم، وبعضه يصمت ويتخاذل.
تُقتل اﻹنسانية وتدفن تحت أنقاض حلب، فلا عذر لمن قَتل ودَمَّر وأَحرق وشارَك وتآمر ودعم وساهم وتفاوض، بل ﻻ عذر لمن تخاذل وصمت فكلهم شركاء.
فلتسقط كل مؤامرات جنيف وأخواتها وحِيلها وعبثية مفاوضيها، وليسقط نظام هذا العالم ومواثيقه ومنظماته وهيئاته الدولية واﻹقليمية المتوحشة.
اللهم إنا نبرأ إليك منهم جميعاً، اللهم ارحم ضعفنا وهواننا على الناس أنت ربنا ورب المستضعفين، اللهم كن ﻷهلنا في سوريا، فقد تكالبت عليهم قوى الشر فأوغلت فيهم تقتيلا وتدميراً فأهلكوا حرثهم ونسلهم، وأحرقوا أخضرهم ويابسهم، ﻻ لشيء إﻻ ﻷنهم أرادوا العيش الكريم في بلادهم، فدمروا عليهم بيوتهم وأحرقوها فوق رؤوسهم، مجازر تلو اﻷخرى تعجز عنها الوحوش.
نصرة أهلنا في الشام وحلب واجب على كل المسلمين أفراداً وجماعات، وعلى كل من بيده القوة والنصرة، وأشد وجوباً على جيوش الأمة وأشد وجوباً على الجيش الأردني كونه الجيش المتماسك الوحيد في بلاد الشام.
فيا إخوتنا في جيشنا الأردني وجيوش عالمنا اﻹسلامي، إن الزمان كما ترون يستدير لكم وﻷمتكم كي تُمسكوا بزمام اﻷمور، وتنصروا الله وأهلكم وأمتكم برفع الظلم عنهم، وتأخذوا على يد هؤﻻء الحكام السفهاء الخونة المتخاذلين المتآمرين، الذين ﻻ همَّ لهم إﻻ بقاء كراسيهم حتى لو أفنوا أهل البلاد جميعا، نعم يستدير لكم الزمان لتأخذوا مواقعكم الحقيقية مواقع البطولة والعز والكرامة، صفحات الزمان فُتحت لكم لتسجلوا فيها أسماءكم في قائمة الرجولة والبطولة كما سطرها أسلافكم من قبل، نستنصركم فأنتم لنا وﻷمتكم ونحن لكم نرفعكم فوق الهامات، ونعلم أن فيكم الرجال والرجولة، وأن فيكم كذلك اﻷبطال وصانعي البطولة، فتقدموا يرحمكم الله إلى عز الدنيا ونعيم اﻵخرة، وﻻ تخافوا إﻻ من الله وأخلصوا له العمل، فأين سعد وأين عمرو وأين خالد وأين أبو عبيدة وشرحبيل ومعاذ وأين أسامة ورفاق مؤتة وأين اﻷبطال؟
وها أنتم تشاهدون إخوانكم في بلاد الشام كيف يصمدون وهم عزل أمام جبروت طغاة العالم أجمع ومؤامراته حتى أصاب صمودهم هذا العالم المجرم في مقتل فجن جنونه فأصبح يحرق الأرض بحممه من حولهم، ولكن هيهات هيهات بعد أن أعلنوها أنها لله، فلا تخذلوهم وتتثاقلوا إلى اﻷرض فما عند الله خير وأبقى.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.
فيا خيل الله اركبي، ويا جند الله هلُمُّوا إلى عز الدارين، وﻻ تخذلوا أهلكم وأنفسكم فتكونوا مع الخوالف الخائفين المرتجفين، فأطفال ونساء أمتكم ينادونكم، وعيون المستضعفين ترقب تحرككم.
فاستجيبوا لقول ربكم: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾.
واعلموا أيها اﻹخوة أنكم قوتنا وأن هذا الجيش ﻷمته وأهله، فلا خيار لنا بعد الله إلا أنتم، وﻻ خيار لكم إﻻ أن تكونوا مع أمتكم بعدما تخاذل الحكام ﻻ بل وبعد أن أعلنوا عداءهم السافر ﻷمتنا وتلطخت أيديهم بدمائنا، وتعانقت مصالحهم مع كيان يهود.
اللهم إنا نبرأ إليك من تخاذل حكام الضرار الذين تحكموا في البلاد والعباد، ونتبرأ من صمت الصامتين على جرائم المجرمين في بلادنا، ونتبرأ من تآمر المتآمرين على أهلنا في الشام، ونتبرأ من عبث المتفاوضين على دماء أهلنا ومعاناتهم، ونتبرأ من كل من بيده القوة وخذل ويخذل المسلمين في الشام وحلب.
أهلنا في الأردن: إننا في حزب التحرير / ولاية الأردن نستنهض هممكم ونستفز عزائمكم، أفلم تعلموا أن لا حل إلا تحريك الجيوش لوقف ما يجري من مذابح في حلب، إن الجيوش هم أبناؤكم، ويجب أن يتحركوا لنصرة أهلهم في الشام، دون أن يخشوا من حاكم أو ظالم، بل يقلعوه إن وقف في وجههم، فالله أحق أن يُخشى وهو العزيز الحكيم.
اللهم يا فارج الكرب وكاشف الهم والغم اللهم بلغ عنا كل مخلص بيده خير لنصرة الشام وثورتها ونصرة حلب وأهلها، وفرج كربنا، وامنن علينا بنصر وتمكين حتى نرفع الظلم عن المظلومين، ويكون الدين كله لله.
اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد، اللهم فاشهد.
التاريخ الهجري :26 من رجب 1437هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 03 أيار/مايو 2016م
حزب التحرير
ولاية الأردن
4 تعليقات
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
جزاكم الله خيرا