الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

تسخير الكويت لتعمل كقاعدة لقوات الاحتياط الأميركية


تناقلت وسائل الإعلام المختلفة نبأ زيارة رئيس الحكومة الكويتية للولايات المتحدة الأميركية وزيارة قاعدة أندروز العسكرية، ولقائه بنائب الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية ورئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي. وذكرت وسائل الإعلام أن المباحثات تناولت الوضع المستقبلي للقوات الأميركية في الكويت بعد انسحاب القوات الأميركية المعلن من العراق، وخلال هذه المباحثات شكر رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي "الأدميرال مولن" الكويت على ما تقدمه من تسهيلات ومساعدات للقوات الأميركية في المنطقة. هذا وقد أوردت صحيفة القبس بتاريخ 30 سبتمبر 2011م تحت عنوان: (معلومات عن طلب أميركي لإقامة قاعدة عسكرية لقوات الاحتياط) ما نصه: "أن الولايات المتحدة الأميركية اقترحت أن تعمل الكويت كقاعدة لقوات الاحتياط والتدريب الدورية التي يمكن نشرها إلى العراق إذا تطلبت الأحداث هناك زيادة وجود القوات البرية الأميركية على الأرض في المنطقة بعد انسحاب معظم القوات الأميركية الموجودة في نهاية العام".


ومن هذا يفهم أن أميركا تخطط لإخراج جزء كبير من قواتها من مستنقع العراق والبقاء قريباً منه (في الكويت) لتكون هذه القوات قريبة كذلك من أسطولها البحري في البحرين وقيادتها العسكرية في قاعدة "السيلية" في قطر. وبالطبع سيتبع استخدام الكويت كقاعدة لهذه القوات تقديم مساعدات لوجستية وأمنية لتسهيل عمل هذه القوات، حيث ما فتئت أميركا تشكر الكويت على أدائها وحسن تعاونها في هذا الصدد.


إنه في الوقت الذي تناور فيه أميركا لمحاولة تغطية وجودها في العراق، تارةً بذريعة طلب الحكومة العراقية لتمديد وجود القوات، وتارةً أخرى بذريعة الدعم والتدريب، فإنها لا تجد حرجاً ولا ممانعة في إعادة انتشار قواتها إلى الكويت، وكأن الأخيرة قد صارت حديقة خلفية أو صحراء شاسعة صالحة لاستقبال وإقامة القوات الأميركية بكل أمن وآمان! وكأن البلد لم يكفها التمركز الأميركي منذ بداية تسعينات القرن المنصرم وما ترتب على ذلك من ويلات على المنطقة وعلى بلاد المسلمين ودمائهم، فزاد عليه تسخير البلد لإعانة أميركا على ترسيخ احتلالها ونفوذها في العراق!


أيها المسلمون،
إن قلوبنا تتفطر ونحن نرى ما آلت إليه الأمور في بلدنا هذا في علاقته مع أميركا؛ قواعد عسكرية أميركية، اتفاقيات أمنية طويلة تُجدد مراراً وتكراراً، نقطة عبور للقوات، تيسير غزو العراق ودعم احتلاله... وما يزيدنا حسرة وعجباً هو أن تمر هذه المصائب والقواصم مرور الكرام، فلا نقاش ولا محاسبة ولا إنكار! فإن كان أمر أميركا وعداؤها للإسلام والمسلمين خافياً علينا فتلك مصيبة، وإن كان أمرها معلوماً فتلك والله قاصمة الظهر!


أيها المسلمون،
إن هيمنة أميركا، وغيرها من دول الكفر، على بلدنا لمنكر عظيم، قال تعالى:(وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(النساء:141)، واستخدام البلد قاعدة عسكرية للانطلاق منها لاحتلال بلاد المسلين منكر عظيم، قال تعالى:( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) (المائدة:2)، وتقديم الإسناد للجيش الأميركي منكر عظيم، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء ) (الممتحنة:1)، ومشاركة الكافر في قتل المسلمين وتشريدهم وترويعهم منكر عظيم، قال تعالى: ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93).


فهل أعددنا جواباً لسؤال الجبار الكبير المتعال عن هذه المنكرات؛ ماذا فعلنا حيالها؟ وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده، فتدعونه فلا يستجاب لكم »! ( سنن الترمذي)


إن الواجب على كل مسلم رفض الهيمنة الأميركية وإنكارها، ورفض الاتفاقية الأمنية وإنكارها، ورفض التعاون العسكري مع أميركا وإنكاره، ورفض تقديم التسهيلات للقوات الأميركية وإنكاره، كل بحسب قدرته وموقعه، كاتباً، نائباً، خطيباً...


أيها المسلمون،
التخلص من الهيمنة الأميركية والنفوذ الأميركي يكمن في إنهاء الاتفاقيات العسكرية وغيرها معها، وقطع العلاقات السياسية معها، وهذا ما يجب على الحكام... أما وإن كان الحكام يريدون ويعملون عكس ذلك، فلا خلاص إلا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، تقول ما تفعل وتفعل ما تريد، ترضي رب العالمين وترعى مصالح المسلمين -وليس مصالح أميركا!- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به » (صحيح مسلم).


( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (النور:51)

التاريخ الهجري :10 من ذي القعدة 1432هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 09 تشرين الأول/أكتوبر 2011م

حزب التحرير
ولاية الكويت

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع