السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

«من حمل علينا السلاح فليس منا»

 

لم يجد ياسر عرفات وسلطته وسيلة يثبت بها لأمريكا وإسرائيل حسن سلوكه وقدرته على ضبط الأمور التي أوكلوها إليه بعد أن بَدَا عاجزاً عن ذلك للرفض الشعبي المتزايد له ولسلطته إلا ارتكاب جريمة بحق المسلمين راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من أبنائهم. وقد كان حرياً به عندما واجه هذا الرفض بعد أن أُتِيَ به بطريقة صناعية مثلما أُتيَ بحكام الكويت ومن قبل بسائر حكام الدول العربية على غير هوى الناس. كان حرياً به أن يرحل عن غزة فوراً، لا أن يعمل في أهلها قتلاً وجرحاً وسجناً على نحو لم يفعله أشد الناس عداوة للذين آمنوا في أكثر أيام الانتفاضة ضراوة وعنفاً.


وهو بهذه الفعلة الشنعاء إنما يطمع أن تستقر له الأمور كما استقرت له في المنطقة، وكما هي مستقرة لسائر حكام المسلمين بحد السيف بعد أن فشل في إقرارها واحتواء الناس فيما جاء به الحوار. والصحيح أن مثل هذه الجريمة لم تكن لتفاجئ أحداً من الذين لهم خبرة بياسر عرفات وأعوانه من هذه الأمة، ذلك أن من ترك العقيدة الإسلامية كأساس لسائر تصرفاته لن يجد ما يردعه من فعل أي شيء لتحقيق ما يراه مصلحة لنفسه، غير أن الجديد فيها هو ذلك التحدي العلني والسافر لمشاعر الناس وإرادتهم والانقلاب على من يُراد تحريرهم من زمرةٍ لطالما رفعت شعار التحرير والديمقراطية زوراً، وهي في نفس الوقت مصيبة ليست جديدة على الأمة التي جعل الكفار من أرواح أبنائها أداة لتنفيذ مخططاتهم، ومن بلادها أرضاً خصبة لبث بذور الفتنة فيها، ولم يكن الكفار لينجحوا في ذلك لولا تلك الاختيارات الفاسدة التي ما زال الكثير من الناس يتمسك بها، ولأجل التخلص من هذه المصائب التي تتوالى على الأمة ساعة بعد ساعة فإنه لا بد من التمسك بالاختيار الصحيح، اختيار الإسلام الذي يكفل لهذه الأمة خلاصاً من هذه الويلات، ووقفاً فوريا لجرحها النازف والتلبس فورا بما يمليه هذا الاختيار على هذه الأمة من العمل لاستئناف حياة إسلامية وإقامة دولة تشرف على تطبيقه في الداخل وتحمله إلى العالم رسالة. وما لم يضرب بكل الاختيارات الفاسدة عرض الحائط فإنه مثلما أن مذبحة الخليل لم تكن الأخيرة من يهود فإن هذه المصيبة لن تكون الأخيرة من عرفات وأعوانه.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

 

التاريخ الهجري :19 من ذي الحجة 1415هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 19 أيار/مايو 1994م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع