الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آه يا أمة محمد ﷺ!

الموت ذلاً أم العزة والنصر والتمكين؟!

 

آه يا أمة محمد ﷺ! أهل غزة بين الموت أو الموت، فهم إن لم يموتوا بالقصف وقذائف الموت يموتون جوعاً أو يموتون عطشاً أو يموتون مرضاً، فشمال القطاع محاصر حصاراً خانقاً دون طعام ولا شراب ولا دواء، فماذا أنتم فاعلون يا مسلمون؟

 

المغضوب عليهم دمروا المساجد والمستشفيات والبيوت وخزانات المياه وكل مرافق الحياة، ويسقطون حمم الموت على أطفالنا ونسائنا في مشهد دموي فظيع لا ينقل الإعلام منه إلا القليل، أتحسبون أن القنوات الفضائية تنقل إليكم نصف الحقيقة أو ربعها؟ إنها لا تنقل إليكم إلا يسيراً من الفظائع التي ينفطر القلب منها ألماً وكمداً.

 

آه يا أمة محمد ﷺ! أكثر من سبعين يوماً من المجازر تحصد أهل غزة حصداً، وأكثر من سبعين عاماً والمغضوب عليهم يدنسون مسرى رسول الله ﷺ، وقد رأيتم بأم أعينكم جبن اليهود في القتال فماذا أنتم فاعلون؟ أتبكون علينا أم تحوقلون وتسترجعون؟ أتحسبون اكتفاءكم بهذا سينجيكم في الدنيا والآخرة؟!

 

يا أمة محمد ﷺ: أتعلمون كم مليوناً من المسلمين قتلوا أو شردوا بسبب الحكام العملاء وغياب الخلافة على منهاج النبوة؟ هذه العراق والشام وليبيا واليمن وبورما والشيشان وأوزبيكستان وأفغانستان وتركستان...الخ، أتحسبون يا أهل الأردن ومصر والحجاز وباكستان أو تركيا أنه لن يصيبكم ما أصاب غزة أو الشام؟ ﴿‌أَوَلَا ‌يَرَوْنَ ‌أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾، أما آن لكم أن تعتبروا؟ لقد غزا التتار بلاد المسلمين فقُتل من المسلمين بسبب الخيانة والجبن والتخاذل نحو مليونين، واحتل التتار حواضر المسلمين في العراق والشام حتى بلغوا تخوم مصر، ولم يتوقف الذبح في المسلمين إلا بقيادة مخلصة مجاهدة دحرت التتار في عين جالوت وحررت حواضر المسلمين بعشرين ألفاً من المجاهدين.

 

ومن قبل ذبح الصليبيون نحو مليوني مسلم في الغزو الصليبي منهم 70 ألفاً في القدس بسبب الخيانة والفرقة والتخاذل، ولم يتوقف الذبح في المسلمين إلا بظهور قيادة مخلصة مجاهدة فسحق الناصر صلاح الدين الصليبيين في حطين بخمسة وعشرين ألف مجاهد.

 

أما آن لكم أيها المسلمون أن تدركوا أن حقن دمائكم لا يكون إلا بوجود قيادة مؤمنة مخلصة لله ورسوله، فكم من دمائكم ستسفك حتى تدركوا هذه الحقيقة؟! كم من الخوف والجوع ستعانون حتى تدركوا هذه الحقيقة؟! كم مليوناً من المسلمين سيقتل في ظل هذه الأنظمة العميلة حتى تدركوا أن دحر عدوكم لا يكون إلا بقيادة مخلصة مؤمنة؟! متى ستدركون أن الأثمان الباهظة التي تدفعونها من دمائكم وأطفالكم ونسائكم، وأموالكم وبيوتكم وأرضكم، لن تدفعوها إن توجهتم إلى القصور الرئاسية وخلعتم زمر الخيانة وبايعتم قيادة مخلصة لله ورسوله؟!

 

أما آن لكم يا جيوش المسلمين أن تدركوا مبلغ حاجتكم إلى قيادة مخلصة لله ورسوله تقودكم من عز إلى عز ومن نصر إلى نصر؟!

 

أما آن لكم يا جيوش المسلمين أن تدركوا أن زمرة الخائنين السيسي وملك الأردن وابن سلمان، وزمرة العملاء في باكستان وتركيا والعراق والمغرب العربي... هم من يسحقون أمتكم، وأنهم لن يوفروا لكم عيشاً كريماً ولن يحرروا لكم أرضاً ولن يجلبوا لكم نصراً؟!

 

أما آن لكم أن تبصروا أن هؤلاء وأمثالهم هم رأس الخيانة وأداة الكفار، وبسبب أمثالهم ذبح الصليبيون والتتار ملايين المسلمين، وهم من سلموا المسجد الأقصى ليهود، وهم الذين يمدون كيان يهود بأسباب الحياة، وهم الذين يمنعون الأمة وجيوشها من نصرة غزة، وهم الذين يمزقون الأمة ويحولون دون وحدتها، وهم الذين يحاربون المخلصين ويمنعون وصولهم إلى الحكم؟!

 

يا أمة محمد ﷺ: نخاطبكم من الأرض المباركة مسرى رسول الله ﷺ، من أرض الأنبياء التي انطلقت منها دعوة حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية، بقول الله تعالى: ﴿‌أَلَمْ ‌يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾.

 

نخاطبكم أيها المسلمون والألم يعتصر قلوبنا، متى تلبون نداء الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ‌انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾؟!

 

نخاطبكم أيها الأركان والضباط، متى تنصرون الله ورسوله فتعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ؟ متى ستطيحون بالحكام العملاء الخائنين لله ورسوله؟

 

يا أمة محمد ﷺ: إن الذي يحقن دماءكم ويحرر المقدسات ويوفر العيش الكريم لكم ولأبنائكم، ويجعلكم في عزة ونصر وتمكين ورضوان من الله أكبر، هو قيادة مخلصة لله ورسوله تحكمكم بما أنزل الله، وتجاهد في سبيل الله، وتقيم القسط بين الناس، وهذا ما يدعوكم إليه حزب التحرير ويصل الليل بالنهار قارعاً به أسماعكم ويستنصر جيوش المسلمين لتحقيقه، فمتى تلبون نداء العزة نداء الله ورسوله فتعطوا البيعة على إقامة دين الله في الأرض؟!

 

يا أمة محمد ﷺ: إن إقامة دين الله في الأرض، وتحرير بيت المقدس، ونصرة المستضعفين من الناس شرف عظيم لا يجريه الله على يد الخائنين لله ورسوله، هذا الشرف العظيم لا يقوم به إلا المؤمنون حقاً، ولا يجريه الله إلا على يد المتقين، فأبصروا يا أولي الأبصار، واعتبروا يا أولي الألباب.

 

وفي الختام نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * ‌وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.

 

اللهم بلغ عنا هذا الخير، واشرح صدور المسلمين به وإليه، واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً...

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

التاريخ الهجري :8 من جمادى الثانية 1445هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 21 كانون الأول/ديسمبر 2023م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع