الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

هل هو اهتمامٌ بالدين؟! أم قلقٌ من النهضة الإسلامية؟! ( مترجمة )

تشهد البلاد الإسلامية الناطقة بالعربية نهضة إسلامية، فالاحتجاجات وعدم الرضا عن الحكام الدكتاتوريين مستمرة. الحكام الطغاة يواجهون ثباتاً وثقة بالنفس عند المسلمين، في الوقت الذي يعم الحكامَ شعورٌ بالضعف وفقدان الأمل، وها هم يغادرون العرش واحداً تلو الآخر. ذلك أن هؤلاء الحكام يعتمدون في أمنهم على الدول الكافرة: أمريكا، أوروبا وروسيا، لا على شعوبهم. يعملون لإرضاء أسيادهم على حساب مصالح شعوبهم. وبسبب الخوف من شعوبهم تراهم يعملون على إبقائها في قبضة حديدية ويستخدمون لذلك كل الوسائل والأساليب القذرة.

فكل واحد من هؤلاء الحكام يخشى النهضة الإسلامية في البلاد الإسلامية تجده يلجأ إلى مثل هذه الأساليب. وحكام طاجكستان الحاليون هم من جنس هؤلاء الحكام. وهم منشغلون في دفع موجة النهضة الإسلامية في طاجكستان، وما حصل يوم الجمعة 9|12|2011م في محافظة وحدات، في مسجد المحمدية أو كما يسمونه أيضاً مسجد آل توراجانوف، يجب أن يفهم ضمن هذا السياق. فقد انشغلت بالحدث كلُّ طبقات المجتمع، وكان موقف الحكم المحلي، العلماء، دائرة الأديان ومجلس العلماء، وآل توراجانوف أنفسهم، وعامة الناس يؤكد على بعض الحقائق. ونحن في هذا المقام لا نريد الخوض في تفاصيل ما جرى، فالتفاصيل منشورة على مواقع كثيرة على الإنترنت. إننا في حزب التحرير طاجكستان، بوصفنا حزبا إسلاميا سياسيا، ونحن نتابع الأحداث في طاجكستان رأينا أن نلقي الضوء على بعض جوانب ما حصل:

في الحقيقة إن بعض جوانب ما حصل تطرح تساؤلاً عن الذي دفع ممثلي الحكم المحلي، دائرة الأديان، ممثلي مجلس العلماء وموظفي المخابرات أن يقوموا بهذه الخطوة؟ يمكن الذهاب إلى أن الخوف من المد الشيعي وتحول السنة إلى شيعة هو السبب، أم أن هناك أسبابا أخرى...

1 - هذا العمل لم يكن ليتم دون تدبير وتخطيط حكام طاجكستان، وبالذات الرئيس إمام رحمانوف، حيث إن هذه الأجهزة كلها تأخذ أوامرها منه مباشرة.

2 - إذا كانت هذه الحكومة تغار على الدين، فتقف في وجه المد الشيعي، فلماذا لم تحرك ساكناً حين بُني في مركز العاصمة مسجد الإسماعيليين، ولم تقف في وجهه ولم تهتم له؟ لماذا تقرّ بصمت بعضَ القوانين التي تسمح للمسلم أن يعتقد بعقيدة أخرى؟ لماذا نجدها في كل وسائل الإعلام التابعة لها تدعو إلى عبادة النار؟! أليس هذا أمراً يحرمه الإسلام؟! لماذا نجد الحكومة وبعض المنظمات يدعون إلى عقيدة الغرب التي تخالف الإسلام، ولا ينكرون ذلك؟!

3 - لا بد من التأكيد على أن ما حصل لم يكن المرة الأولى، بل هي سلسلة أحداث مترابطة. أي أنه كلما ظهر نمو الإسلام نجد حكومة إمام رحمانوف تعمل بكل مكر على الوقوف ضد الإسلام. الناس يجتهدون في تطبيق أحكام الشرع: النساء تختار اللباس الشرعي، الشباب يملأون المساجد، الشيوخ يقبلون على تعلم الإسلام.

أما حكومة طاجكستان فهي على النقيض من المسلمين، فهي تهاجم الإسلام لتبعدهم عنه. وقد تبنت قانوناً حول "واجبات الآباء في تربية الأبناء"، حصرت عدد المصلين في المساجد، منعت مَن أعمارُهم دون الـ 18 سنة من الصلاة في المساجد، حصرت تعليم الإسلام في أشخاص معينين، أعلنت الحرب على لبس الجلباب وإعفاء اللحى.

4 -  تراقب الحركات الإسلامية التي تدعو إلى الإسلام، وتسن لذلك القوانين وتحظرها. وزجت بالكثير من الشباب في غياهب السجون لسنوات طويلة لا لشيء إلا أنهم قالوا: ربنا الله.

5 - الأئمة الذين يعلمون الناس الإسلام فُصلوا بفعل التقارير. وعينوا بدلاً عنهم أئمة موالين للحكومة يؤولون الدين كما يحلو للحكام. وكذلك يراقبون خُطبَ الجمعة ويتابعون الأئمة بشكل مستمر.

6 - يحجرون على العلماء المشهورين مثل حجي ميرزا .. وتورجان زاد، ويختلقون لذلك شتى المبررات.

مما سبق يتبين أن يوم عاشوراء كان مجرد واجهة للحدث وليس الخوف على الإسلام، وهذا الحدث كما الذي سبقه، الغرض منه الوقوف في وجه النهضة الإسلامية. هؤلاء الطغاة يحاولون إخفاء نواياهم، والله تعالى يقول:( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).

إن الطريق الوحيد الواجب لتغيير هؤلاء الحكام المجرمين، هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم فقط، وذلك بالصراع الفكري والكفاح السياسي. وهذا لا يكون بعمل فردي، بل كما فعل الرسول عليه السلام، بعمل جماعي عن طريق تكتل سياسي، وهذا فرض أيضاً.

نحن نحذر حكام طاجكستان أن يتوقفوا عن المضي في أكاذيبهم وإلا فبحول الله سيكون مصيرهم مصير حسني مبارك وبن علي.

أيها الحكام، إلى متى ستظلون تكذبون على شعبكم، تخفون الحقيقة وتذرون الرماد في عيون الأمة؟! إلى متى ستظلون تحاربون الإسلام والمسلمين تحت مسميات الحرب على الإرهاب والتطرف؟! أم أنكم تظنون أن الأمة لا تدرك أنكم من أجل أن ترضى عنكم أمريكا وأوروبا تصفون الإسلام بالإرهاب والأصولية ولا تصفونها هي بالإرهاب، فتقتلون وتسجنون المسلمين؟! ومهما كذبتم فإن كل حدث يحصل يكون ضدكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» أخرجه البخاري.

أيها العلماء، يا ممثلي دائرة الأديان، اتقوا الله، فلا تبيعوا آخرتكم بدنياكم، ولا تتعرضوا لعذاب الآخرة من أجل ملذات الدنيا، إننا نذكركم بكلام المصطفى عليه السلام حين قال: « إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ » أخرجه النسائي.

حتى إن سفيان الثوري يرى حرمة النظر إليهم، فقال: النظر إلى وجه الطاغية حرام. قال تعالى: ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ).

إذا أنتم لم توالوا هؤلاء الحكام، فلا تكونوا حياديين. أنتم تستحقون الأفضل في نظر هذه الجماعات الإسلامية.

أيها المسلمون في طاجكستان، يا حملة لواء الإسلام، إن هذه الأحداث كشفت مرة أخرى الوجه الحقيقي لحكام طاجكستان. وهي تدفعنا إلى العمل بقوة من أجل تغييرهم. هم لا يستمعون إلى آرائنا ويحاربون الإسلام والمسلمين جنباً إلى جنب مع الكفار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابٍ » رواه أبو داود والترمذي.

وحين نرى الظلم والقسوة، الخيانة والقذارة، تحليل الحرام، اضطهاد الدعاة إلى الخير، ولا نأخذ على يد الظالم، فلا غرابة أن يعمنا الله بغضبه.

إننا في حزب التحرير طاجكستان، ومنذ أكثر من عشر سنوات ندعوكم إلى عمل عظيم، إقامة الخلافة الإسلامية، لعل الله تعالى أن يحمينا بعملنا هذا من شرور هؤلاء الحكام الطغاة ولا يخزينا يوم الحساب.

روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ». رواه مسلم.

هذا الحديث يدل بوضوح على أن الواجب ليس فقط في الابتعاد عنهم وعدم مخالطتهم، بل وفي مقارعتهم بشكل دائم، وتنصيب خليفة مكانهم يحكم بالكتاب والسنة.

التاريخ الهجري :4 من صـفر الخير 1433هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 29 كانون الأول/ديسمبر 2011م

حزب التحرير
طاجيكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع