السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا جنيتم من الجمهورية خلال 89 عاما كي تنتظروا الذكرى المئوية لتأسيسها؟!


في هذه الأيام التي تختلط فيها فرحة الكماليين العلمانين بعيدهم بفرحة المسلمين بعيدهم الذي يقدمون فيه الأضاحي تقربا إلى الله، تُقام هناك الاحتفالات بمناسبة تأسيس الجمهورية في التاسع والعشرين من تشرين الأول، حيث لا تحتفل الدولة بعيد المسلمين ولا يحتفل المسلمون بعيد الدولة. أما فرحة الجمهورية فإنها لا تتعدى المراسيم الرسمية والاحتفالات التي تُقام في المدارس عنوة وحفلات الرقص التي يحضرها أركان الدولة فقط وكذلك الحفلات الموسيقية التي تنظمها البلديات. علاوة على ذلك فإنه يتم تسويق هرطقة الجمهورية على أنها من الإسلام ومن على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحمل المسلمين على القبول بهذا "العيد" الكاذب. مع العلم أن للمسلمين عيدين لا غير، فعندما قدم الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة بُعيد الهجرة مباشرة ورأى الناس هناك يحتفلون بيومين قال عليه الصلاة والسلام: "لقد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما، يوم الفطر والأضحى" رواه أبو داود.


فقبل 89 سنة خلت وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923م حيث أُعلن فيه عن إقامة النظام الجمهوري ولحقه في 3 آذار 1924 إلغاء نظام الخلافة الذي دام ثلاثة عشر قرنا، وبذلك تحقق للكفار حلمهم واكتملت فرحتهم. فهذا النظام، نظام الجمهورية الفاسد، قد أخرج الناس من عبودية الله إلى عبودية العباد، وانتزع الحاكمية من الله الخالق ومنحها للبشر المخلوقين، وهو النظام الذي أدى إلى شقاء الناس خلال العقود المنصرمة. ففي الوقت الذي كانت سحائب الرحمة والبركات تُظلل العباد وكل الخلائق بسبب تطبيق شرع الله، فقد حل محلها نظامُ الجمهورية الذي اصطلى الناس بناره وبآثامه وويلاته. ومنذ ذلك الوقت والمسلمون يقاسون ضنك العيش ويعانون ويلات الحياة الآثمة، فهو نظام جاهلي جبري متسلط على رقاب الناس. فالاحتفال بتأسيس هذا النظام الجاهلي حرامٌ شرعا، وكذلك هو عبثٌ من الناحية العقلية والسياسية.


تُرى هل أراد مؤسسو الجمهورية، وحُرَّاسها خيرا بأهل تركيا المسلمين؟ وهل أتوا بخير لهم حتى هذا اليوم؟ إنهم لم يقدموا لأهل تركيا غير سفك دمائهم الزكية في سبيل الحفاظ على النظام الجاهلي! وقد جعلوا الشعب عدوا لهم! فبأي نظام يفتخر ويحتفل هؤلاء وهم يريدون، إن استطاعوا، أن تكون الدولة علمانية إلى الأبد؟ في الوقت الذي يعتبرون فيه الإسلام بأنه متخلف وأن حكم الله غير صالح لهذا الزمان، ومن ثم يبعدون الناس عن دينهم بشكل فاضح! إن هؤلاء الذين يقومون بالتخطيط من الآن للاحتفال بالذكرى المئوية للجمهورية قد نسوا، بل تناسوا، ما اقترفوه خلال الـ (89) سنة الماضية! وإننا نُذكِّرهم في ذكراهم السنوية التاسعة والثمانين بالجرائم التي ترتكب في عهدهم وفق ما نشر من معلومات وإحصاءات: يتم ارتكاب جريمة كل 39 ثانية! ويُسرق بيت أو محل عمل كل 9 دقائق! ويُعتدى على شخص واحد كل 4 ساعات! ويُختطف مراهق واحد على رأس كل ساعة، وطفل واحد أيضا كل 13 ساعة! فأي سعادة ومستقبل يَعِدُ بها هؤلاء في ظل هذا النظام؟ وكيف يستطيع الناس أن يعيشوا بأمان في ظل هذا النظام، وفي ظل سلسلة الجرائم المتصاعدة: شخص واحد من كل ثمانية أشخاص يُعَدُّ مجرما، و 8,7 مليون شخص متهم في سجلات الشرطة، وفي كل 19 دقيقة يحاول شخص واحد الحصول على حقوقه بطرق غير قانونية لأنه فقد الثقة بالعدالة وبكامل النظام؟! فكيف يفرحون بانتظار الذكرى السنوية المئوية لهذا النظام الذي يدفع بالناس إلى شفا حفرة من النار والسقوط في الهاوية؟ كيف يتم التحضير لهذه الذكرى السيئة والإبقاء على هذا النظام؟! وكل هذه الأرقام تفضح فظاعة مساوئه؟!


أيها الحكام:


إن ما تسعون له من أجل الإبقاء على نظام الجمهورية الذي عفا عليه الزمن، وما قدمتموه من نظام رئاسي وإصلاحات دستورية وعمليات تطهير لتراكمات الماضي العميقة بغرض ترميمه لن يحول دون انهياره. وما تفعلونه لن ينفعكم بشيء، بل هو كمن يقوم بدباغة جلد متعفن فإنه لن يصلحه. إن الله سبحانه وتعالى والمسلمين لا يرضون بالفساد والإفساد، فاتقوا الله واعملوا على تطبيق الإسلام في معترك الحياة الذي هو رحمة وبركة للناس بدل أن تنتظروا الذكرى السنوية المئوية لهذا النظام المتعفن، وقدموا الدعم لإقامة الخلافة من جديد، ففيها يكمن خلاص الناس جميعا، وليس فقط المسلمين، وأنتم تعلمون هذا جيدا.


أيها المسلمون:


إن نظام الجمهورية هذا لهو الذي أدى بكم إلى هذه المآسي وهذا المستنقع. فلا تسمحوا لحكامكم أن يماطلوكم أكثر من ذلك ويُمنّوكم بهذا النظام الذي دفع بأبنائكم إلى مطحنة الجريمة المنظمة، وعجز عن حماية أعراض فلذات أكبادكم، وفشل في تقديم الحلول الصحيحة لمشاكلكم، لأن الحل الصحيح لا يوجد إلا في الإسلام، فثقوا بأنه لن يتغير أي شيء نحو الأفضل ما دام هذا النظام قائما، لا في الذكرى التاسعة والثمانين ولا في الذكرى المئوية، هذا إن بقيت لهم جمهورية! لذا عليكم أن تعملوا على إقامة دولة الخلافة الراشدة التي بها يرضى عنكم ربكم وتجدون السعادة والهناء بتطبيقها، وقِفوا بقوة في وجه الذين لا يريدون حكم الإسلام، فهم على غير هدى بل في ضلال..


قال تعالى: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [المائدة 50]

التاريخ الهجري :13 من ذي الحجة 1433هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 29 تشرين الأول/أكتوبر 2012م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع