الأربعاء، 02 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

  استغلال قضية فلسطين للتلاعب بمشاعر المسلمين خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين!

       لوحظ خلال السنة الأخيرة نشوب توتر في العلاقات القائمة بين تركيا وكيان يهود، والذي ابتدأ في دافوس من خلال ردة فعل إردوغان التظاهرية، والذي تواصل من خلال منع كيان يهود من المشاركة في المناورات العسكرية التي نظمت في مدينة قونية، ووصل التوتر لذروته عقب قيام كيان يهود بالتعامل مع السفير التركي بصورة مذلة. إن مما يثير الانتباه أن تصعيد حكومة حزب العدالة والتنمية وتصلبها تجاه كيان يهود جاء متوافقاً مع وصول أوباما لرئاسة الأميركية. إن ردة فعل حكومة إردوغان هذه ليست إلا محاولة منها للعب دورٍ زائف عن "العثمانية" انسجاماً مع المهام الجديدة التي أنيطت إليها من قبل أميركا، وليست إلا محاولة منها لاستغلال قضية فلسطين للتلاعب بمشاعر المسلمين. إن عدم قطع حكومة حزب العدالة والتنمية علاقاتها مع كيان يهود وعدم توترها لا على الصعيد العسكري ولا الدبلوماسي ولا التجاري بالرغم من قيام كيان يهود بقتل 1330 مسلم في مدينة جنين عام 2002، وبالرغم من قتله عام 2004 الشيخ المقعد أحمد ياسين ومعه ثمانية من المسلمين بصورة وحشية، وبالرغم من قتل ما يزيد عن أربعين مسلماً بهدم منازلهم في رفح عام 2004، وبالرغم من قيامه بارتكاب مجزرة قانا الثانية عام 2006 والتي راح ضحيتها نتيجةً لتسوية منازلهم بالأرض 60 مسلماً بينهم 37 طفلاً، وبالرغم من ارتكابه مجازر وحشية في غزة بداية عام 2009 قتل خلالها ما يزيد عن ألف مسلم وأصيب منهم الآلاف، كل ذلك يظهر للعيان بصورة واضحة ساطعة لا تقبل الشك أن ما تقوم به حكومة حزب العدالة والتنمية الآن ليس إلا استغلالاً ممنهج. ومما تجدر الإشارة إليه أن إردوغان أجاب على سؤال "لماذا لا تقطعون علاقاتكم الدبلوماسية مع (إسرائيل)؟" الذي وجه إليه عقب ردة فعله الاستعراضية في دافوس بالقول: "مواصلة العلاقات مع اليهود أولى من قطعها"، ولهذا فإن إردوغان يسعى لتغطية المجازر الوحشية التي يرتكبها كيان يهود بقيامه ببعض الأعمال الاستعراضية تجاهه، ويسعى من خلالها حرف ردود فعل المسلمين المخلصة في العالم وبخاصة في تركيا. وإن لم يكن واقع الحال كذلك؛ فإذن:

 

          1. كيف تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية القيام بدور الوساطة في مباحثات السلام الخيانية بين النظام السوري وكيان يهود، بل والتفاخر بأنها مبعوث سلام؟

 

          2. وكيف تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بإعطاء الأراضي التي سيتم تنظيفها من الألغام على الحدود السورية لشركة (إسرائيلية)؟

 

          3. ولماذا لا تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بتحريك الجيش المسلم في تركيا كرد فعل على المجازر الوحشية التي يرتكبها كيان يهود؟ بل وبدلاً من القيام بذلك أرسلت الحكومة قوات عسكرية لأفغانستان لمساندة أميركا التي تقتل المسلمين في أفغانستان!

 

          4. ولماذا، على الأقل، لا تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بالاحتجاج أو الانزعاج من المذابح الوحشية التي ترتكبها أميركا أيضاً في أفغانستان والعراق ومؤخراً في باكستان! فهل قامت الحكومة باستنكار أي من المجازر الأميركية؟ وفي هذا وحده دليل ساطع على أن الحكومة تقوم باستغلال مشاعر المسلمين النقية المخلصة من خلال امتطاء قضية فلسطين، وتلعب دوراً زائفاً عن "العثمانية" انسجاماً مع متطلبات السياسة الأميركية والدور الذي أنيط إليه من قبلها! إن الحكومة تصف أعمال كيان يهود بالمجازر من جانب ومن الجانب الآخر تصف المسلمين الذين تقتلهم أميركا بالإرهابيين، ((قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)).

 

          5. وعلى الأقل كذلك، لماذا لم تسحب حكومة حزب العدالة والتنمية سفيرها بعد أن تعرض للإهانة والإذلال من قبل كيان يهود! إلا أن هذه الحكومة أعجز من القيام بذلك، فحتى هي لم تستطع إلغاء زيارة وزير دفاع كيان يهود (أيهود باراك) لتركيا، والذي حضر إلى تركيا بعد أيام قليلة من إذلالهم السفير التركي!

 

          أيها المسلمون في تركيا؛

 

          إن في ذلك كله مؤشرات ساطعة على أن إردوغان وأصحاب الصلاحية في الحكومة يخونون الله ورسوله والمؤمنين من خلال ردود فعلهم الممنهجة المصطنعة تجاه كيان يهود الهادفة إلى استغلال مشاعر المسلمين بامتطاء قضية فلسطين، أضف إلى ذلك فإن إجابة رئيس الوزراء إردوغان قبل توجهه لزيارة الإمارات العربية المتحدة عندما سئل عن التوتر الناشب مع كيان يهود التي جاء فيها: "... عند هذه النقطة، فإننا لا نفكر بالمضي قدماً بالأمر أكثر" وإجابته هذه بمثابة دعاية لأفعاله الاستعراضية، وفوق ذلك فإن الحكومة تسعى من خلال ردود فعلها هذه تجاه كيان يهود كسب أصوات انتخابية للانتخابات التي ستجرى العام المقبل. ولهذا فيا أيها المسلمون؛ لا تصدقوا ردود فعلهم المصطنعة هذه، ولا تفسحوا لهم المجال لاستغلال مشاعركم النقية المخلصة المتعلقة بقضية فلسطين، واعملوا على قلب النظام العلماني بما فيه هذه الحكومة العلمانية وألقوا بهم في مزبلة التاريخ وأقيموا دولة الخلافة الراشدة التي هي الحل الأوحد لقضية فلسطين، لتلحق فلسطين بالدولة الإسلامية، ولتطهر الأرض المقدسة التي غسلت بدماء الشهداء الزكية من رجس يهود.    

 

 

((وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون))

التاريخ الهجري :10 من صـفر الخير 1431هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 25 كانون الثاني/يناير 2010م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع