الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أستراليا

التاريخ الهجري    30 من جمادى الثانية 1432هـ رقم الإصدار: 10/11
التاريخ الميلادي     الخميس, 02 حزيران/يونيو 2011 م

 

في حين تتوالى الأنباء من أفغانستان وآخرها خبر مقتل جنديين من القوات الأسترالية العاملة هناك هذا الأسبوع، فقد أصبحت ضرورةُ سحب القوات وإنهاء المشاركة الأسترالية في غزو أفغانستان أكثرَ وضوحاً من أي وقت مضى.

لقد آن أوان مواجهة الواقع.

 

إن الحرب في أفغانستان كانت وما تزال فشلاً مدويّاً، فهي حربٌ استمرت لعشر سنوات طويلة وشاقة، ومن غير أن يكون لها أي نهاية واضحة في الأفق. وهي حربٌ قُتل فيها ألفان وخمسمائة جندي من قوات التحالف، بلغ رصيد أستراليا منها ستة وعشرين جندياً. ستة وعشرون نفساً، ستة وعشرون عائلة مُّزقت وفُجعت بمن تحب إلى الأبد... لأجل أيّة غاية؟

 

أما بالنسبة لأثر الحرب على شعب أفغانستان فإن الحكاية أكثر بشاعة، حكاية مأساة إنسانية لا تستطيع الكلمات التعبير عنها، قتل فيها عددٌ لا يحصى من الناس الأبرياء، والذين هم، وإن تمّت معاملتهم كمجرد أرقام واختزالهم تحت مسمى "الخسائر العَرَضِيّة" من قبل هؤلاء الذين يديرون هذه الحرب، فإنهم بشرٌ أيضاً، بشرٌ لديهم عائلات ولديهم أحباب، ولكن أعدادهم ليست في العشرينات، أو حتى المئات، بل هم بالآلاف.

 

ففي الوقت الذي يوجد فيه ستة وعشرون مقعداً فارغاً على موائد العشاء في أستراليا، فإن هناك الآلاف من المقاعد الفارغة على الموائد في أفغانستان. وهذه الحقيقة المرعبة تستوجب التوقف والتفكير مليّاً.

 

إذا ما استمرت هذه الحرب فإن النتيجة معروفة مسبقاً: قتْلُ المزيد من الجنود ومن المدنيين الأفغان، مما سينتج عنه المزيد من الكراهية والمزيد من دوافع الانتقام في حلقة مفرغة ومن غير أيّة نهاية مرجُوّة في الأفق. إنها حرب خاسرة بالنسبة لقوات التحالف المحتلة، وحرب من غير الممكن ربحها، فالغالبية العظمى من المناطق الأفغانية خارج سيطرة قوات التحالف، وهي الحال نفسها بعد عشر سنوات من الاحتلال، فماذا يمكن أن نتوقع بعد عامين أو ثلاثة أو حتى عشرة أعوام، كما أشار رئيس الوزراء الأسترالي في العام الماضي؟

 

إن مرور السنين لا يبدو أنه يؤثر في قرارات الساسة الأستراليين فيزدادوا حيطة وحذراً، ولِمَ يفعلون ذلك؟ وما يزال بإمكانهم تكرار التجارب نفسها مراراً. فمنذ مقتل أول جندي أسترالي في عام 2002 وحتى حادثة الأسبوع الماضي، لا تنفك ردود الساسة تكرّر الرسالةَ عينها: استغلال العواطف والنزعات الوطنية لتبرير ما لا يمكن تبريره.

 

إنه لمن الجليّ لأي مراقب محايد أن المسئولين الأستراليين، إنما يتبعون هوى المخطط الأمريكي شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ، وبالتالي فهم يوظّفون أرواح وموارد الأستراليين لتحقيق المصالح الأميركية السياسية والاقتصادية، سواء عندما تسابقوا لمساعدة جورج بوش في أول الأمر، أو في اتباعهم الأعمى لإدارة أوباما كما هو الحال حاليّاً، وفي حقيقة الأمر، فإن هذه الحرب هي حرب أمريكية، وما يعود على أستراليا منها إن هو إلا فتاتٌ لا يستحق الدم الذي يُراق من أجله.

 

لقد فقد كلٌ من الحكومة والمعارضة الأسترالية على حدٍّ سواء صوابَهما في ما يتعلق بالحرب في أفغانستان؛ ففي بادئ الأمر، في عام 2001، كان الهدف المعلن للحملة على أفغانستان الانتقام لهجمات الحادي عشر من أيلول، والآن وبعد عقد من الزمان تغير ذلك الهدف وأصبحوا يزعمون أن الحملة هي لإنقاذ نساء أفغانستان مما هنّ فيه من اضطهاد، وأيضاً لتعزيز الأمن القومي الأسترالي! يبدو أن السياسيين قد نسوا أن أفغانستان تبعد أكثر من عشرة آلاف كيلومتر عن أستراليا، وأن مئات الملايين من أموال دافعي الضرائب التي تستخدم في أفغانستان، من الأوْلى أن تُنفق محليّاً لمساعدة آلاف الأسر الأسترالية التي تكافح يوميّاً لتغطية نفقاتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم.

 

وبغض النظر عن الأهداف التي وضعت لهذه الحرب، وعن السرعة التي تتغير فيها، فإن أيّاً منها لم يَتحقق، بل على العكس نجد أن العالم، بما فيه أستراليا، قد أصبح أقلَّ أماناً منذ انطلقت "الحرب على الإرهاب".

 

لقد كانت هذه الحرب دائماً في نظر الشعب الأفغاني احتلالاً ظالماً لأرضهم، بما تضمّنته من انتهاكات منهجية من قبل قوات التحالف أمثال ما حصل في قاعدة "باغرام" الجوية، ومن تدمير كلّي لأفغانستان، قرية تلوَ قرية، ومحافظة تلوَ أخرى. وفي المقابل يتلطخ اسم أستراليا جنباً إلى جنباً مع اسم أمريكا سيّء الذكر أساساً.

 

إنه لا خير يُرجى من أي سياسيّ بعد الآن، وإنّ الأمر متروكٌ لكم يا شعب أستراليا كي تحاسبوا السياسيين وتعيدوهم إلى رشدهم. إن الرسالة المكتوبة بالدم على جدران أفغانستان واضحة تقول: واجب على الاحتلال أن ينتهي وعلى القوات أن تنسحب.

 

انتهى

 

لمزيد من المعلومات أو أي أسئلة و تعليقات، الرجاء الاتصال بالأخ عثمان بدر - الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا على البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أو هاتف 0438 000 465. يمكن أيضاً الرجوع لموقع الحزب في أستراليا www.hizb-australia.org

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أستراليا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA
تلفون: +61 438 000 465
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع