السبت، 11 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أستراليا

التاريخ الهجري    9 من ذي الحجة 1446هـ رقم الإصدار: 1446 / 11
التاريخ الميلادي     الخميس, 05 حزيران/يونيو 2025 م

 

بيان صحفي

 

التأمل في غزة، والاقتداء بإبراهيم عليه السلام، والدعوة العاجلة إلى النصرة

 

مع دخول الأمة أيام التشريق المباركة، وبينما يؤدي الحجيج مناسكهم، نتذكّر أن الحج ليس مجرد رحلة جسدية، بل هو رحلة روحية، وفريضة إلهية تعبّر عن خالص الطاعة والتسليم لله سبحانه وتعالى. إن شعائر الحج تجسّد سيرة النبي إبراهيم وزوجه الصالحة هاجر وابنهما إسماعيل عليهم السلام، تلك الأسرة التي علّمت الأمة معنى التوكل، والطاعة الكاملة لأمر الله، ولو خالف منطق البشر.

 

وفي هذه الأيام المباركة نفسها، وقع حدث عظيم آخر بعد قرون من زمن إبراهيم عليه السلام، حيث التقى نفر من المؤمنين من الأوس والخزرج بالنبي ﷺ سراً عند العقبة. ولم تكن بيعتهم لنجاتهم الفردية فحسب، بل كانت بيعة حرب، نصرةً لدين الله بالسلطان، وتمكيناً لحكم الإسلام. لقد غيّرت تلك الليلة التاريخ، وأحدثت تحوّلاً من دعوة مضطهدة إلى مشروع دولة، وأطلقت الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، فظهر الإسلام كقوة سياسية عالمية.

 

أما اليوم، فإن الأمة تعيش في حال من الذل، لا لضعف في الإيمان، ولا لنقص في الأعداد أو الموارد، بل لغياب القوة. فنحن ممزقون ومضطهدون، من غزة إلى كشمير، ومن تركستان الشرقية إلى السودان، بينما يتحكم بنا طغاة خانعون، ويتلاعب بنا أعداؤنا. أما جيوش الأمة، أبناء خالد بن الوليد وصلاح الدين، فيلتزمون الصمت، وقد كبّلتهم أنظمة تخشى عواصم الغرب أكثر مما تخشى الله سبحانه وتعالى.

 

إن غزة اليوم هي الرمز الأشد ألماً لهذا التخاذل؛ جرح نازف في جسد الأمة، يصرخ ليس من أجل المعونات أو الشعارات، بل من أجل النصرة الحقيقية، النصرة المدعومة بالقوة والحسم. إن بكاء أطفال فلسطين ليس من أجل دواء أو طعام، بل من أجل التحرير والعدالة واستنهاض أمة قادرة على تحقيق ذلك.

 

إن دروس الحج، وبيعة العقبة الثانية، توجهنا نحو العمل القائم على الإيمان. وكما نهض الأنصار لنصرة النبي ﷺ، ومنحوه القوة لإقامة حكم الله في الأرض، فقد آن الأوان لأن ينهض أصحاب القوة اليوم - جيوشنا - ليحملوا تلك الأمانة. وإننا نناشد الأمة - علماءها، مفكريها، شبابها، وكل مخلص فيها - أن ترفع صوتها مطالبة جيوشها بأن يكون ولاؤهم لله وحده، لا للعروش ولا للحدود التي رسمها الاستعمار. فليدوسوا على أوامر الكفار، وليعطوا النصرة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وفي هذه الأيام المباركة، ونحن نستذكر تضحية إبراهيم عليه السلام، وشجاعة الأنصار، فلنُجدّد توكلنا على الله سبحانه، وطاعتنا لأمره، وعزمنا على إنهاء معاناة المسلمين، وعلى رأسهم أهل غزة. ولنهتف مع الأنصار بما تعاهدوا عليه مع النبي ﷺ: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ» رواه البخاري، تلك هي الروح التي نحتاجها اليوم. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستجيبون لدعوته بالفعل وأن يكون ولاؤنا للحق وحده ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أستراليا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA
تلفون: +61 438 000 465
E-Mail: media@hizb-australia.org

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع