المكتب الإعــلامي
أستراليا
التاريخ الهجري | 26 من شـعبان 1435هـ | رقم الإصدار: 14/02 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 24 حزيران/يونيو 2014 م |
بيان صحفي الصراع في العراق يصعّد خطاب التخويف من الإسلام بحجّة "الحرب على الإرهاب" ويعطيها أبعاداً جديدة (مترجم)
تعلو نبرة خطاب السياسيين ووسائل الإعلام الرئيسية عند التعليق على الأحداث الأخيرة في العراق، مستخدمين خطاب التخويف من الإسلام كالعادة ومثيرين هالة من الفزع ، وهذه المرة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" هي الهدف الرئيسي المعلن، ليصلوا من خلالها للنيل من المسلمين والإسلام والمثل العليا الإسلامية، مثل الجهاد والخلافة التي تهاجَم و تجرّح ليل نهار.
في هذا الصدد، يؤكد حزب التحرير / أستراليا النقاط التالية:
1- إنّ هذه الحلقة هي جزء من التكتيكات الاستعمارية المعتادة، لتشكيل الأساس الذي يبرّر التدخل السافر المستمر في بلاد المسلمين، حيث يتم تصوير هذه الانتفاضة الشعبية ضد القمع المنهجي الذي يمارسه نظام المالكي، الذي بنته الولايات المتحدة وتدعمه، كما لو أنّه استيلاء 'الإرهابيين' على العراق، وذلك من أجل تبرير أي تدخل مستقبلي إذا لزم الأمر، سياسياً كان أم عسكرياً، حيث سيتمّ التدخل فقط لحماية مصالح القوى الغربية وتعزيزها، وليس لمصلحة العراق.
2- يتم تصوير "تنظيم الدولة" بأسلوب هوليوودي خيالي، كما يجسد الشر على الأرض، بعد أن أعطوها دور البعبع الذي كانوا يلصقونه بتنظيم القاعدة دوماً. في هذه الرواية، هو نفس تنظيم القاعدة الذي كان يخلو من أي ذرة من الإنسانية أو الأخلاق، والآن يبدو أنّ البوصلة الأخلاقية أخذت ترى مجموعة أخرى متطرفة للغاية!
3- على الرغم من أنّ "تنظيم الدولة" هي طرف واحد في ائتلاف الجماعات التي انتفضت في وجه النظام العراقي، وبمكر يجري تصويرها على أنها المسيطرة إن لم تكن الوحيدة، من أجل دفع فكرة 'استيلاء الإرهابيين'. في الوقت نفسه، يجري تأكيد الانقسامات الطائفية والعرقية ويتمّ تغذيتها. إنّ القادة الغربيين متورطون بسياساتهم الخارجية في المشاكل التي تواجههم في العراق، فلا بدّ من دفع التوترات الطائفية حتى لا يمكن التوفيق بين أهل العراق داخل الإسلام. فتظهر السنة والشيعة والأكراد كما لو أنهم سيبقون أعداء إلى الأبد، يضربون رقاب بعضهم بعضا، وهذا يستدعي ترويضه بالقوة الطاغية، أو التدخل من قبل الغرب المتحضر!!
4- الطبيعة المسيسة لمصطلح 'الإرهاب' هي واضحة أكثر من أي وقت مضى هنا. فإذا كان 'الإرهاب' هو استخدام العنف لتحقيق غايات أيديولوجية أو سياسية، فقد شهد العالم إرهاب الدول الغربية أكثر من أي إرهابيين، فهم الذين دمّروا أمماً بأكملها من خلال الغزوات والحروب التي استمرت عشر سنوات. بعد ذلك يتم وصفهم كالمنقذ الخيّر للإنسانية، فيضخّمون أعمال الجماعات التي تحاول الرد في ظروف قمعية. في الوقت نفسه، يبذل المسلمون في الغرب التضحيات عند السفر خارج أستراليا لمحاربة الاستبداد ومساعدة المظلومين، ومن ثمّ ينعتون باسم 'المتطرفين' و 'الإرهابيين'. فكلّ مسلم هو سيئ، وفقط قمع الدول الغربية هو العادل!
5- ولإضفاء المزيد من الإثارة، استخدم الإعلام أسلوب توقّع هجمات مزعومة وإبلاغات وهمية ستقوم بها جماعات مثل "تنظيم الدولة"، يذكر حتى التفاصيل الدقيقة لها. في المقابل، عندما تلقي الولايات المتحدة قنابل على مواطنيها مثل الشيخ أنور العولقي وابنه 16 عاماً في اليمن وتفتيتهما إلى قطع صغيرة، تبقى خارج المساءلة القانونيّة، والحال نفسه عند إلقاء القنابل على الأطفال الصغار وهم نيام أو يلعبون في باكستان من طائرات بدون طيار. يوصف أولئك الضحايا كمجرد 'ضرورات حربيّة' أو مواد إحصائية لإزالة الصبغة الإنسانية عنها. ولم نرَ أي ضجة أثيرت حول سنوات من الاغتصاب المنهجي والتعذيب والقتل من قبل نظام المالكي ضدّ أهل السنة في العراق. كل هذا يدل على أن القضية بالنسبة للغرب ليست العنف، ولكن الأمر هو "المصالح الغربية" - كمصطلح ملطف للمنافع الاقتصادية والسياسية المكتسبة من خلال استغلال الدول الأضعف.
6- ننصح الجالية المسلمة والمجتمع على نطاق أوسع، ألّا ينشغلوا بالهستيريا والأكاذيب. الكذب هو الكذب، بغض النظر عن عدد مرات تكرار ذلك. رأينا كل هذا من قبل في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى. يجب أن نرد على هذه الأكاذيب بعرض الحقيقة: الحقيقة أن المشكلة الحقيقية، وجذور المشكلة، هو العنف الغربي، الذي يفوق عدة مرات وحشيّة أيّ فرد أو جماعة، والذي هو في الواقع رد الفعل ضدّ الاضطهاد الذي يدفع الناس للرد.
7- إنّ رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت يقود الحملة الشعواء التي نراها هذه الأيّام لتشويه صورة الإسلام والمسلمين. فيوم أمس كان يهاجم ويهدد المسلمين الذين يذهبون للقتال خارج أستراليا، بينما في الوقت نفسه يقدّم التهنئة لنظام السيسي الدكتاتوري العلماني. نذكّر رئيس الوزراء، والذي يظهر الاستعداد مرة أخرى للتضحية بالجنود الأستراليين على مذبح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، نذكّره أن أستراليا ليس لها أيّ شأن لتتدخل في العالم الإسلامي. ونحن نذكّره أيضاً أن أستراليا أخطأت من قبل في الذهاب إلى العراق، وأنه إذا فعل ذلك مرة أخرى، فإنّ حكومته وأولئك الذين يدعمون مثل هذه الخطوة وحدهم سيكونون مسؤولين عن العواقب التي تترتب على ذلك.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أستراليا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة 29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA تلفون: +61 438 000 465 |
E-Mail: media@hizb-australia.org |