المكتب الإعــلامي
أستراليا
التاريخ الهجري | 1 من شوال 1444هـ | رقم الإصدار: 1444 / 01 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 21 نيسان/ابريل 2023 م |
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
(مترجم)
لكل أمة أعياد ومناسبات عظيمة يحتفل ويحيي فيها أفرادها بوصفهم جماعة واحدة ذكرى أحداث مهمة في تاريخها. وقد منّ الله سبحانه وتعالى على أمة محمد ﷺ بعيدين كبيرين في كل سنة يأتيان بعد عبادتين وشعيرتين عظيمتين من شعائر الله عز وجل؛ أولهما عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان الكريم، شهر القرآن والصيام والقيام والإخلاص والطاعة للخالق عز وجل، والثاني هو عيد الأضحى المبارك الذي يبدأ مع انتهاء حجاج البيت الحرام من وقفة عرفة من شعائر الحج، فتفرح الأمة بحجاجها وتحتفل بإنجازهم وتستقبلهم بعد عودتهم. فتتوحّد الأمة في كل عام في الاحتفال بهذين العيدين بعد موسمين من الطاعة والتقرب لله ربّ العالمين.
ويحتفل المسلمون بوصفهم أمة واحدة بأحداث أخرى كانت أيضاً نتائج عظيمة للامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى؛ فعندما خرج المسلمون جميعهم في المدينة المنورة لاستقبال الرسول ﷺ مهاجراً من مكة بوصفه نبياً وقائداً لهم، فكانت ولادة الدولة الإسلامية الأولى، وارتقب أهل المدينة بشوق ولهفة قدوم الرسول ﷺ، وصدعت حناجرهم عند وصوله مرحبين به بالقصائد والأناشيد، وأظهر المسلمون حبهم له ﷺ، كما أظهر هو ﷺ حبه لهم.
وفرح المؤمنون بنصر الله سبحانه في غزوة بدر، وتمكّنهم بعد سنوات من الاضطهاد والتنكيل من الاقتصاص من أعدائهم الذين آذوهم وضيقوا على الرسول الكريم ﷺ. وقد نقل عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة رضي الله عنهما بشرى النصر على عجل إلى المدينة المنورة، فابتهج الناس جميعاً وحمدوا الله حمداً كثيرا على هذا النصر المبين. ولقد كانت غزوة بدر من الأهمية بأن تاب الله عز وجل على كل من شارك في هذه المعركة العظيمة.
وفرح المسلمون مجدداً في العام الثامن الهجري بفتح مكة المكرمة متواضعين لله على هذا الانتصار الكبير بتطهير الكعبة من دنس الشرك وعودتها إلى دين الله الحق. وقد روي أنه في تلك الليلة لفتح مكة استمر الناس بالتكبير والطواف حول الكعبة حتى اليوم التالي.
وكانت الفرحة الكبيرة باستعادة القدس على يد صلاح الدين الأيوبي حدثاً مهماً آخر، فاحتشد المسلمون وانضم العلماء من مصر والشام إلى صلاح الدين. وارتفعت التكبيرات والصيحات بتوحيد الله وتمجيده وتعظيمه فيما كان من انتصار للإسلام على الصليبيين الذين دنسوا المسجد الأقصى مدة 88 عاماً. وانتظر المسلمون معرفة من سيقع عليه اختيار صلاح الدين لإقامة أول صلاة جمعة بعد التحرير، والذي كان من نصيب العالم محيي الدين بن زكي الدين الذي ابتدأ خطبته بآية: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:45]
وأحداث أخرى تكاد لا تحصى في تاريخ الأمة تبين من خلال تلك الفرحات والابتهاجات حقيقة ما تهتم به الأمة وتقدره، وأنها كانت نتيجة لطاعة وعبادة الله سبحانه وتعالى سواء أكانت روحية أو جهاداً وفتوحات.
واليوم الذي تفرح فيه الأمة مجدداً بإذن الله هو يوم إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ ذلك اليوم الذي سيتم فيه إعادة تنصيب خليفة للمسلمين بعد أكثر من قرن من غياب عانت الأمة بسببه أشد المعاناة على يد أعدائها.
ذلك اليوم الذي سيتم فيه تنصيب خليفة راشد للمسلمين لنستبدل بهذا الواقع المظلم المرير عدل الإسلام العظيم، وتبدأ فيه عملية تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الرأسمالية وغيرها من أنظمة الحكم في حق الإنسانية، وسينظر فيه الخليفة في جميع الخصوم. حينها سيعود من جديد عيدنا عيداً واحداً، وأرضنا أرضاً واحدة، وصفنا صفاً واحداً، ورسالتنا رسالة واحدة، ومواردنا ملكاً لنا وحدنا، وقد تحررت بلادنا من الاحتلال. وحينها أيضاً ستعرف البشرية الرحمة الحقيقية للإسلام. وفي ذلك اليوم يفرح المؤمنون بنصر الله: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [الروم: 4]
عيد مبارك، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات في الشهر المبارك، ورزقنا الجنة بفضله ورحمته، وجعلنا وإياكم على سرر متقابلين في جنات النعيم.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في أستراليا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أستراليا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة 29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA تلفون: +61 438 000 465 |
E-Mail: media@hizb-australia.org |