السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    14 من ذي القعدة 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 10
التاريخ الميلادي     الإثنين, 13 حزيران/يونيو 2022 م

بيان صحفي

 

أبطال حرية التعبير ليس لديهم ساق يقفون عليها

(مترجم)

 

على الرغم من أن جميع المسلمين كانوا ضحايا خطاب الكراهية ضد الرسول ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم جميعاً، فقد اتّجه العلمانيون المتحمسون في الحكومة البريطانية ووسائل الإعلام لاتهام المسلمين، مرة أخرى، بتهديد حرية التعبير. إن فكرة حرية التعبير نفسها مليئة بالتناقضات لدرجة أنه ليس من المستغرب أن المدافعين عنها لا يستطيعون تقديم حجة معقولة في الدفاع عنها. بدلاً من ذلك، فهم قادرون فقط على حشد عدد قليل من الحجج العاطفية الضعيفة، مثل كيف يجب على المسلمين أن يكونوا ممتنين لأسيادهم المستعمرين الذين هم أكثر لطفاً معهم من الأنظمة في السعودية أو أفغانستان. وحجة أخرى "فكرية غامضة" يستخدمونها للدفاع عن غضبهم هي أن التسامح مع حساسية المسلمين تجاه الإهانات الموجهة إلى جوهر ديننا، سيؤدي إلى حظر كل الكلام تقريباً. إذن أين يضع المرء الخط الفاصل؟

 

لكن في الواقع فقد وُضع الخط من العلمانيين الذين استفادوا من معاييرهم. إن التناقضات واضحة جداً لجميع المسلمين، ومع ذلك يبدو أن العلمانيين يتجاهلونها، وذلك راجع إلى المصالح المختلفة لكل من النخبة العلمانية والمسلم العادي. ففي الواقع، لا يمكن لمصالح الإنسان العادي في الغرب أن تتوافق مع مصالح أسيادهم من النخبة، ومع ذلك فإن من المفارقات أن أية محاولة لفضح هذا الاختلاف بينهما يواجه بقيود قاسية على مثل هذا الخطاب. يتم توظيف التشريعات، وأكثر من ذلك يتم وضع المزيد منها لتقليص وحظر كل أنواع الكلام الذي يتعارض مع مصالح النخبة القليلة، ولكن الاستثناء المسموح به هو حرية إهانة الإسلام والمسلمين وتشويه سمعتهم، على الرغم من كونها حرية حاقدة وبغيضة في طبيعتها ودوافعها.

 

يبدو الأمر كما لو أن المرء يتمتع بحرية الكلام، إلا إذا كان المتحدث مسلماً يسلط الضوء على التناقضات في نظرية وممارسة حرية التعبير في الغرب.

 

إن حرية الإهانة ليست سمة تقدمية لحضارة متقدمة، بل هي نتاج ثانوي وضيع لمبدأ غير قادر على ضبط الاختلاف. العلمانية ليس لديها معايير لتحديد ما ينبغي وما لا ينبغي قوله، لذلك فهي تعتمد على العملية الديمقراطية للسماح لوجهة نظر واحدة بالسيطرة على الآخرين وقمعهم، وذلك ببساطة لأن لديها مجموعة أكبر من المؤيدين (سواء بالتلاعب بهم أو بغير ذلك) في أي يوم معين.

 

يجب على المسلمين ألا يدعموا فكرة حكم الغوغاء المتجسدة في الديمقراطية، ولا يجب أن ندافع عن فكرة حرية التعبير الفاشلة. المسلمون مؤمنون بالحق ولا يخجلون من إعلانه والدعوة لقيمه الشريفة. ليس الإسلام بحاجة إلى المصادقة عليه من مبدأ علماني مفلس فكريا. تتحدث الثقافة الإسلامية السامية عن نفسها كشاهد على تفوقها على كل فكر ومبدأ آخر.

 

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ

 

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع