المكتب الإعــلامي
الدنمارك
التاريخ الهجري | 26 من ربيع الثاني 1436هـ | رقم الإصدار: 15/03 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 15 شباط/فبراير 2015 م |
بيان صحفي حان الوقت للوقوف بحزم (مترجم)
بيان صحفي
حان الوقت للوقوف بحزم
(مترجم)
تعرضت الدنمارك خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى سلسلة من الأحداث المذهلة. وقيل أن الجاني المشتبه به قد تم قتله، وبالتالي فإن التفاصيل ربما ستظل غامضة. وعلى الرغم من هذا، فقد صدر بالفعل كم هائل من البيانات حول كون ما جرى هجوماً على القيم الدنماركية - الديمقراطية والحريات وتماسك المجتمع.
وبدون شك سوف تملأ هذه القضية وسائل الإعلام ويدور حولها الجدل السياسي لبعض الوقت، حيث سيتسابق السياسيون في الخطابة واقتراح القوانين.
فالبعض سوف يطالب المسلمين بالنأي بأنفسهم، والبعض الآخر سوف يناشد بمكر بأن ليس كل المسلمين متطرفين، وإنما هم جزء من المجتمع الدنماركي، طالما أنهم ملتزمون بالعلمانية وحرية التعبير. وجوهريا، فإن ردّيْ الفعل كليهما لهما نفس الغرض؛ حيث المطلوب هو فرض العلمانية على المسلمين بالقوة، وكل مسلم يرفض ويصر على القيم والمفاهيم الإسلامية، سوف يعتبر تهديدا أمنيا محتملا.
ومؤخرا قرر البرلمان تخصيص 60.9 مليون كرونة دانماركية لما يسمى خطة مكافحة التطرف، التي تصور القيم الإسلامية والمسلمين على أنهم تهديد عنيف، ومن ثم تريد تغذية المسلمين قسريا بقيمها الغربية. غير أنه من الكذب الصريح والتلاعب تصوير الديمقراطية والحريات بأنها أضداد مطلقة للعنف والصراع، في حين أننا لم نشهد في العهد الحديث موتا ولا دمارا أكثر من الذي تسببه القوات الغربية، باسم الديمقراطية والليبرالية.
وبالمناسبة فإن السياسيين وقادة الرأي في الدنمارك ليس لديهم أية سلطة أخلاقية لاستهداف الإسلام ولا المسلمين لكي يصفوهم بالعنف، وذلك عندما ينظر المرء إلى مقدار ما تلطخت به أيديهم من الدماء. وعندما يقرر بعض السياسيين بأنه لا جدوى من مناقشة أسباب هذا النوع من الحوادث، فسبب ذلك في الأرجح هو أن المناقشة الدقيقة سوف تكشف أنهم يحملون جزءاً كبيرا من المسؤولية.
في السنوات الـ 15 الماضية كانت هناك كافة أنواع المحاولات لخنق المسلمين من خلال سياسة خارجية دموية، حيث قتل الآلاف من المسلمين، في محاولة لتصدير الديمقراطية إلى العالم الإسلامي. ليس ذلك فحسب، ولكن أيضا من خلال خطاب متشدد ضد المسلمين داخليا في الدنمارك وأوروبا، مع تشديد القوانين والوصم بالإرهاب وتوجيه الاتهام، إضافة إلى الخطاب البغيض الذي أدى إلى زيادة تفتيت المجتمع وزيادة الاعتداءات اللفظية والبدنية ضد المسلمين. فقد نجحوا في أخذ كل شيء من المسلمين إلا إسلامهم. لذلك فهم يصرون، بحجة حرب القيم، على انتهاك أقدس ما في الإسلام لفرض العلمنة على المسلمين. إنهم يكررون هذه الانتهاكات مرارا وتكرارا لقتل المشاعر القوية لدى المسلمين تجاه الإسلام.
في ضوء كل هذا، فإنه من المهم جدا أن لا ننأى بأنفسنا بصفتنا مسلمين، بل على العكس من ذلك فإنه يجب علينا وضع الأمور في السياق الصحيح. إن الساسة الدنماركيين، هم الذين ينبغي عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن السياسة التي أنشأت الظروف التي تؤدي إلى الكراهية والتهديدات والهجمات العنيفة بل والقتل في نهاية المطاف، بغض النظر عمن قد يكون الضحايا. ونحن المسلمين، لا يمكننا بأي حال أن نخضع للضغوط ونقبل بفكرة محاكمة الإسلام.
إن القيم الغربية هي من بين الأسباب الكامنة وراء المشكلة، والسياسيون يدركون جيدا أن قيمهم تحت الضغط. ليس بسبب الإجراءات في الأحياء الفقيرة في المدن، حيث إن الرصاص لا يمكن أن يهز القيم ولا القناعات. لا، فقد أصبحت تناقضات القيم الغربية وعدم قدرتها على إنشاء مجتمعات متماسكة واضحة لكثير من الناس. كما أصبح واضحا أن القيم الغربية وأنظمتها قد تسببت في المعاناة الإنسانية الضخمة والكوارث - وهذا هو أكبر أزماتهم. إن الأفكار تقارع بالأفكار، لذا فعلينا نحن المسلمين أن نستمر في حمل الأفكار الإسلامية وتحدي القيم الغربية الزائفة والسياسة اللاإنسانية.
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير الدنمارك |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-ut-tahrir.dk/ |
E-Mail: info@hizb-ut-tahrir.dk |