المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 29 من شـعبان 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 22 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 10 آذار/مارس 2024 م |
بيان صحفي
الغرب ينقذ النظام المصري من الغرق ويرهق الناس في تحصيل قوت يومهم
ويعاقبهم على تحفزهم لنصرة أهلهم في غزة!
مصر في 10 أيام من حافة الإفلاس إلى جذب 40 مليار دولار... ماذا حصل؟ تحت هذا العنوان تكلمت النهار العربي الخميس 2024/03/07 قائلة: "في غضون عشرة أيام فقط، انتقلت مصر من حافة الكارثة الاقتصادية إلى تحرير أكثر من 40 مليار دولار من الاستثمارات والقروض من دولة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي، مع احتمال وصول المزيد من المملكة العربية السعودية وغيرها، وكجزء من ذلك، قامت مصر الأربعاء بأكبر زيادة في أسعار الفائدة على الإطلاق وسمحت لعملتها بالانخفاض بنسبة تزيد عن 38% في عملية تعويم طال انتظارها"، ونقلت عن تقرير لوكالة بلومبيرغ "إن هذه التحركات كانت تتويجاً للجهود العالمية، بقيادة دول الخليج وصندوق النقد الدولي، وبدعم من الولايات المتحدة؛ لتحقيق الاستقرار في بلد يعتبر استقراره أمراً حاسماً بالنسبة للشرق الأوسط والذي تضرر من ارتفاع التضخم والأزمة المالية بسبب الحرب على حدوده".
إن نظرة الغرب لمصر تختلف عن نظرته إلى أي منطقة نفوذ أخرى مهما بلغ اتساعها أو ثراؤها، فمصر تبقى بيضة القبان في الصراع بين الغرب الكافر والأمة الإسلامية، ولذا قيل إن من يملك مصر يملك العالم، فمصر بموقعها ومواردها ومقدراتها وطاقاتها البشرية الهائلة مؤهلة لإحداث تغيير فارق والغرب يدرك هذا جيدا ويعمل على ألا تكون مصر نقطة انطلاق للانعتاق من تبعيته بل يسعى لأن يكون النظام فيها رأس حربة في صراعه مع الأمة، وهو ما يحدث الآن، ولهذا كان لزاما على الغرب تعويم هذا النظام ليمارس دورا أكبر في خدمة أمريكا ومشاريعها، خاصة ذلك المشروع الأهم الذي يبعد الأمة مسافات عن قضيتها المصيرية المتمثلة بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، والذي يؤزم الأمور عليها مستقبلا حال محاولتها الفكاك من تبعية الغرب، فأمريكا تتعجل تصفية قضية فلسطين وفرض حل الدولتين الذي يحمي ويؤبّد كيان يهود ويجعل وجوده طبيعيا في المنطقة ويؤهله للتطبيع مع كل الأنظمة على العلن وعقد اتفاقات تبادل تجاري تؤدي لاندماجه في المنطقة، وربما يتم تتويج الكيان المسخ أمينا عاما للجامعة العربية والإسلامية، فتكون قيادة المنطقة كلها في يد يهود! الأمر الذي قد يريح أمريكا طالما تمسك بزمام الأمور وبالخيوط التي تحرك الأنظمة العربية من خلال كيان يهود، قاعدة أمريكا العسكرية المتقدمة في قلب بلاد المسلمين.
لهذا السبب لم يكن من الصواب بالنسبة للغرب ترك النظام المصري يترنح ويواجه هبات شعبية قد تطيح به وحتما سيكون لها أثر خطير على كيان يهود، وخاصة مع ما يحدث لأهلنا في غزة وإدراك الناس جميعا ومنهم أهل مصر أن النظام داعم لكيان يهود وشريك له في جرمه وهو من يحاصر أهل غزة ويمنع عنهم جميع احتياجاتهم ولا يدخلها إلا بإذن يهود، فكأن تعويم النظام وإنقاذه كان هدفا استراتيجيا لدى الغرب الذي لن يخسر شيئا، يكفي أن يأمر الأعراب ليدفعوا ويقرض النظام من أموال الأمة المنهوبة في المؤسسات الدولية الاستعمارية فيعطي للنظام سيولة دولارية تمنحه بعض الوقت ويُلزمه القيام بالمهام التي توكل إليه من قبل السادة كما يفرض عليه تنفيذ سياسات اقتصادية تفتح البلاد على مصراعيها لنهب شركاته الرأسمالية، ولهذا كانت القرارات الأخيرة التي تمكّن من يشاء من تملّك ما يشاء في البلاد من شركات إلى عقارات واستثمارات طالما سيدفع بالدولار، ما يجعل البلاد كلها معروضة للبيع، ويجعل كل من يملك شبرا من الأرض يسكن فيه أهل مصر مهدداً بالتهجير والطرد منه إذا رغب فيه أحد المشترين، وأخطر من ذلك على الناس التحرير الأخير لسعر الصرف الذي نعلم أنه كان شرطاً لازماً لاستئناف أقساط القرض السابق، ولعل ما قام به النظام من خدمة للسادة جعلهم يرفعون سقف هذا القرض على أن يخفض النظام قيمة الجنيه، وهو ما قام به فعلا، ففقد الجنيه ما يقارب ثلثا قيمته بشكل رسمي بما في ذلك من مصادرة فعلية لمدخرات الناس وثرواتهم بفقدها قيمتها الشرائية الحقيقية، فكل السلع والخدمات في مصر تقدر قيمتها بالدولار حيث تستورد مصر ما يزيد فعليا عن 90% مما تستهلك.
يا أهل الكنانة: إن خياركم الوحيد هو في رضا الله عز وجل أولاً، فبادروا له، واعلموا أن الأرزاق والآجال بيد الله عز وجل وحده لا ينقص الظالمون منها شيئا، ولو استطاعوا لفعلوا! فوالله لولا أن للناس أرزاقاً مكتوبة لماتوا جوعا تحت سياسات النظام الكارثية، فثقوا بربكم وكونوا كما يحب ويرضى ساعين لتطبيق أحكام الإسلام الواجبة التطبيق طلبا لرضاه جل وعلا وطمعا في جنته لا رغبة في دنيا ستأتيكم راغبة لأنها من رزق الله الذي ساقه لكم.
أيها المخلصون في القوات المسلحة من أجناد الكنانة: إنكم ترون ما يحيق بأهلكم من ظلم وخسف ونهب للمدخرات والثروات، وما يحيق بهم ينالكم منه شيئا، وكله مرده لسبب واحد هو غياب الإسلام وأحكامه، وتطبيق قوانين الغرب التي هي من وضع البشر، وأنتم من يحرس هذا النظام بقوانينه وأدواته ومنفذيه وما فيها من غضب الله عز وجل عليهم وعليكم، فكيف ستلقون الله عز وجل؟ وبأي وجه تواجهون رسول الله ﷺ يا أجناد الكنانة؟!
إن النظام يحتمي بكم من غضب الناس وهم أهلكم الذين ينفقون عليكم من قوت أولادهم ويضعونكم فوق الرؤوس، وهم من أوجب الله عليكم حمايتهم وتحقيق طموحهم وما يعيد إليهم حقوقهم، وإن أعظم حق لهم أن يحكمهم الإسلام من جديد في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فأين أنتم من هذا الحق وأنتم من طالما كان أجدادهم درعا لهذه الأمة حماة لها ولأرضها ومقدساتها؟! فأين أنتم من الأرض المباركة ونصرة أهلها المستضعفين هناك؟! وأين أنتم من اقتلاع كيان يهود المسخ الذي يغتصب أرض الإسلام وينتهك حرمتها ويدنس مقدساتها؟! فمن للإسلام إن لم يكن أنتم، ومن ينصره ويضعه موضع التطبيق من جديد غيركم؟! والله ستسألون أمام الله إن لم تفعلوا، ولن ينفعكم النظام وأمواله ورتبه ونياشينه ومميزاته التي يعطيكم ليأمن جانبكم ويضمن ولاءكم، ووالله إنها لرشوة وسحت فلا تطعموها ولا تطعموا منها أبناءكم، والفظوها لفظ النواة، والنظام الذي يمنحكم إياها، واقطعوا ما بينكم وبينه من حبال وصِلوا حبالكم بمن يريد الخير لكم وبكم ويعمل معكم لاستعادة سلطان الأمة المغصوب وإقامة دولة الإسلام التي تطبقه في الداخل وتحمله للعالم رسالة هدى ونور، نسأل الله أن تكونوا أهلها وجنودها، اللهم آمين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |