قدّم يوم 16/06 وزير الداخلية "بيت هاين دونر" مذكرة جديدة حول الاندماج قيل إنّها سترسم سياسة الحكومة الجديدة. وتطالب المذكرة المهاجرين بالاجتهاد في الاندماج والاعتماد على أنفسهم باعتبار أنّ الدولة ستقلّل من عملية مساعدتهم. وقد استحوذ هذا الرأي على اهتمام الساسة ووسائل الإعلام لأنه رأي جديد في نظرهم. وقال بعضهم إنّ هذا الرأي مخطط خاطئ لأنّ الذي يهاجر من بلده لأسباب اقتصادية يمكن عدم مساعدة الدولة له وتركه وشأنه، وأمّا الذي يهاجر لأسباب سياسية فعلى الدولة أن تساعده لأنه يستحقّ المساعدة. ولكن الرأي الجديد الحقيقي الذي تجاهلته أغلب وسائل الإعلام هو المتعلّق بالتركيز على القيم التي يقوم عليها المجتمع الهولندي. فقد نصّت المذكرة على منع تغطية الوجه، ودعت البلديات لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الأشخاص الذين يؤدي سلوكهم أو لبسهم إلى صعوبة حصولهم على عمل.

في مذكرات سابقة وقع التنصيص على أنّ الراديكالية هي العدو الأول للدولة، ووقع تعريف المتطرف أو المتشدد بالشخص المقتنع بأفكار الإسلام السياسية. وكانت سياسة الاندماج تركّز على هذا الأمر. وأما المذكرة الجديدة فهي تتخطى ذلك الأمر، لتشمل التركيز على اللبس والسلوكيات كالنقاب والمصافحة التي تمنع المسلمة والمسلم من الحصول على عمل. فالمذكرة الجديدة لا تمنع بعض الأفكار فقط بل تمنع أيضا اللباس والسلوكيات. وهكذا يصبح التمييز حسب الأصل والدين سياسةً رسميةً في هذا البلد.

وبالنظر إلى مناخ عدم التسامح السائد في هولندا، فإنّ كثيرا من الناس سيفرح بهذه السياسة الجديدة. ولا شكّ أنّ هذه السياسية العنصرية الرسمية ستؤثر أيضا في الانتخابات كما حصل سابقا في جنوب أفريقيا فترة الأبارتهايد. ولكن على العقلاء في هذا البلد أن يعلموا أنّ سياسة الدولة العنصرية التي تمنع بعض الأفكار واللباس والسلوكيات لا يمكن وصفها بسياسة المحافظة على القيم بل الأولى بها أن تضاف كفصل جديد إلى كتاب هتلر "كفاحي".

أوكاي بالا

عضو ممثل لحزب التحرير - هولندا