بيان صحفي

 

موت شاب مغربي يقابل بالشماتة والسخرية!

 

 

فقد شاب بلجيكي الجنسية من أصل مغربي يبلغ من العمر 15 سنة، فقد حياته بطريقة مأساوية في حادثة دراجة في المغرب حيث كان يقضي عطلته السنوية، وقد أذيع الخبر على شبكات التواصل الإلكتروني، فكانت ردود الفعل في قمة النذالة والانحطاط الخلقي المظهر لعنصرية بغيضة تسري في دماء طائفة من أبناء المجتمع البلجيكي الفلاماني.

 

فقد علّق أحدهم على هذه الحادثة بقوله: "عربي أقلّ"، وعلّق آخر بقوله: "واحد أفضل من لا أحد"، وعلّق ثالث بقوله: "مع الأسف أنه لم يكن معه آخر، هههههه"، وعلّق رابع بقوله: "إذا كان هو فلاميا فأنا إذن زنجي"، وعلّق خامس بقوله: "هل عليّ الآن أن أبكي أففففف". وهكذا كانت كلّ التعليقات التي كتبت مبرزة لشماتة وسخرية من المعلّقين تدلّ على عنصرية قبيحة.

 

أثارت هذه التعاليق العنصرية ضجة في الطبقة السياسية ووسائل الإعلام، فقد  ندد وزير الثقافة والإعلام الفلاماني (Swen Gatz) بهذه العنصرية المثيرة للاشمئزاز والمريضة، وتساءلت النائبة الفلامانية (Tine Soens) قائلة: "كيف لموت شاب أن يستحدث كل هذه التعليقات الخطيرة؟ ما الذي يجري في هذا العالم؟".

 

إنّ الذي يجري في هذا العالم هو أنّ الساسة بسياساتهم يكرّسون البغض للمسلمين ويركزون فيهم مشاعر الحقد والكراهية؛ فوسائل الإعلام اليوم لا شيء يشغلها سوى ملاحقة المسلمين في مساجدهم ومدارسهم وحتى في بيوتهم، والسياسة لا تُعنى اليوم إلا بشيطنة الجالية المسلمة وتصوير كل مسلم كأنه مصدر خطر على المجتمع ونمط عيشه، والقوانين القمعية والإجراءات التعسفية لا تتعلّق إلا بالمسلمين بحجة محاربة ما يسمى الإرهاب والتشدد والأصولية، هذا الذي يحدث في العالم اليوم وفي أوروبا خاصة ومنها بلجيكا وهولندا وفرنسا.

 

إنّ الذي يحدث اليوم هو الذي حذّرنا منه فيما سبق في بيانات ونشرات، وقلنا إنّ هذه السياسة الأوروبية التي تتقصّد "شيطنة" الجالية المسلمة تزرع الفتنة في المجتمع ولن تحصد إلا الحقد والكراهية. وها أنتم اليوم، أيها الساسة، قد رأيتم حصاد أعمالكم، فماذا أنتم فاعلون؟ هل ستلاحقون هذه الشرذمة العنصرية؟ هل ستمنعون هذه الأفكار العنصرية من الانتشار؟ أم إن استنكاركم لها مجرد كلمات جوفاء لا يتبعها عمل ولا قوانين ولا إجراءات؛ لأنّ القوانين والإجراءات المشدّدة مدّخرة فقط للجالية المسلمة؟

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في هولندا