المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 30 من محرم 1438هـ | رقم الإصدار: 03/1438 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 م |
بيان صحفي
المحاكمة الصورية ضد خيرت فيلدرز قضية سياسية وهي ضد الجالية المسلمة
ابتدأت اليوم محاكمة خيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية جنائياً، وذلك بسبب إساءته إلى المغاربة الذين يعيشون في هولندا بقوله "مغاربة أقل" سنة 2014، وقد قام محامي الدفاع عن فيلدرز بتبرير ذلك بالقول إن ما قيل على لسان فيلدرز بحق المغاربة إنما هو عمل سياسي، والأعمال السياسية هي من اختصاص البرلمان وليس المحكمة، هذا وقد تلقى فيلدرز تأييداً من بعض الذين لا يتفقون مع ما تفوه به، ولكنهم يشاطرونه الرأي في أن القضية في الأصل قضيةٌ سياسيةٌ مكانها البرلمان، وهي بالفعل قضية سياسية ولكن ليس للأسباب التي يستشهد بها فيلدرز ومَن هم على شاكلته.
وحقيقة هذه القضية السياسية تعود جذورها لسنين خلت وبالتحديد سنة 2010 عندما جرت محاكمة فيلدرز بسبب ألفاظ أخرى صدرت منه كقوله: "إن فاشية الإسلام هي المشكلة الحقيقية"، ومصورًا القرآن الكريم على أنه يحمل أيديولوجيةً مريضةً كتلك التي يحتويها كتاب هتلر المسمى "كفاحي"، ومع ذلك فقد تمت تبرئته آنذاك، وقد علق القاضي على الحكم بالبراءة تعليقاً فيه تأييدٌ واضحٌ لفيلدرز، فقال القاضي: "نعتقد أن هذه العبارات مسموحٌ بها لأنها تعتبر من النقاش العام الذي شاركت فيه كسياسي"، ولا يمكن للمرء أن يتخيل صراحةً أكثر وضوحاً من هذه الصراحة، ولذلك فإن القضية ليست قضية ألفاظٍ بقدر ما هي قضية سياسية يتعاظم أثرها يومًا بعد يوم.
والقضية السياسية هذه لم توجه حقيقةً ضد فيلدرز وإنما وجهت ضد الجالية المسلمة وما تحمل من أفكارٍ ومعتقداتٍ وضد مقدسات المسلمين والاستهزاء بها، وفي هذا فإن النظام العام يوجه إشارةً سياسيةً واضحةً مفادها أن مناهضة المبدأ العلماني للإسلام ستستمر وبقوة، هذا بالتزامن أيضا مع سياسة التذويب التي تُتبع لضرب أفكار الإسلام والقضاء على الإسلام في المجتمع.
إلا أن ما يلفت النظر هو أن الهجوم هذه المرة لم يكن متعلقاً بأفكار جماعة من الناس، بل كان متعلقاً بجذورهم، ففي لقاءٍ جمع فيلدرز بمؤيديه وغيرهم بمقهى في مدينة لاهاي، قام فيلدرز بتوجيه سؤالٍ لهم قائلاً: "أنا أسألكم، هل تريدون في هذه المدينة وفي هولندا بشكلٍ عامٍ مغاربةً أكثر أم أقل"؟ فردت الجموع بصوتٍ واحدٍ: "أقل أقل"، فأجابهم فيلدرز حينئذ: "سنعمل على تحقيق ذلك".
وهذه المرة أيضا كانت القضية قضية سياسية غير موجهة ضد فيلدرز كما يرغب الكثيرون أن تكون، وإنما المخاطب بها هو الجالية المسلمة، ولنفترض الآن أفضل الاحتمالات، ألا وهو خسارة القضية وإدانة فيلدرز، فماذا يعني هذا؟ وما هي الرسالة التي يريدون إيصالها؟ أن المغاربة لا ينبغي وضعهم في بوتقةٍ واحدةٍ، وأن إهانة أية جماعةٍ يُعتبر جريمة جنائية؟ أليس هذا طبيعياً؟ إن هكذا حكم لا ينبغي أن يُتصور وكأنه نصرٌ عظيمٌ، لأن العكس أصلاً مخالفٌ لكل مبادئ العدل والإنصاف، ثم إنهم بهذا يدينونه على ما تلفظ به ضد المغاربة فقط، مع أن المغاربة هم جزء من الجالية المسلمة، فلماذا لا يدان على ما ما يتلفظ به ضد الإسلام والمسلمين إذن!
إن ما يثير الدهشة والاستغراب أنهم في الوقت الذي يدافعون فيه عن أصل وجذور جماعة ما، تراهم في الوقت ذاته يحاربون ويحقرون من أفكار ومعتقدات الجماعة ذاتها، وما يمكن أن يستشف من هذه السياسة هو أنهم يحاولون فصل المغاربة عن هويتهم الإسلامية، وكأنهم يريدون أن يقولوا: "أنتم مرحب بكم طالما أنكم تكيفون إسلامكم بحسب المبدأ العلماني الرأسمالي"، وهذه بلا شك دعوة واضحة إلى علمنة الجالية المسلمة.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |
1 تعليق
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .