الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    29 من محرم 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 02
التاريخ الميلادي     السبت, 27 آب/أغسطس 2022 م

 

 

بيان صحفي

سياسة اللّجوء الهولندية من منظور مختلف

 

(مترجم)

 

لأشهر متتالية عدة، كان هناك نقص هيكلي في مآوي اللاجئين، الأمر الذي أدّى إلى عيش مئات منهم في أوضاع غير إنسانية أجبرتهم على العيش في العراء، دون ما يكفي من الطعام والشراب والمرافق الصحية. وفي الآونة الأخيرة، توفي طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وعلى الرّغم من أنه لم يتّضح كيف مات الطفل، تبقى الحقيقة هي أن الظروف المعيشية في الملجأ سيئة. ولا يوجد احتمال لحلّ هذه المشكلة في المستقبل المنظور. حتى منظمة أطباء بلا حدود أتت للمساعدة لأنها خلصت إلى أن الظروف في مركز تقديم الطلبات في تير أبل شديدة لدرجة أنها ستوفر المساعدة الطبية والنفسية للاجئين. حقيقة أن منظمة الإغاثة التي تقدم مساعدات طارئة في مناطق الصراع، مثل الكوارث الطبيعية أو تفشي الأمراض الفتاكة، هي عيب في سياسة اللاجئين الهولندية. كما لخصت جوديث سارجنتيني، مديرة منظمة أطباء بلا حدود بهولندا، "هذه ليست أزمة لاجئين، إنها أزمة سياسة".

 

هناك أزمة سياسية لا تظهر على المستوى المحلي فحسب، بل تظهر أيضاً على المستوى الوطني، حيث إن المستوى الوطني هو المسؤول عن إدارة سياسة الهجرة واللاجئين بشكل مناسب. هذه السياسة بسيطة؛ مواجهة تدفق اللاجئين، وإيواء أقل وإحباط أقل للمجيء إلى هولندا، باستثناء إخوانهم الأوكرانيين. تحتفظ هولندا باستمرار بسياسة التقليل من عدد الملاجئ، والميزانية المخصّصة لإيواء اللاجئين وتقليل عدد الموظفين. إذا قارنا ذلك بحقيقة أنه في جميع أنحاء أوروبا وبقية العالم، تحدث العديد من الصراعات والأزمات التي تؤدي باستمرار إلى تدفق اللاجئين أكثر مما يمكن للمرء أن يقول إن هذه السياسة محكوم عليها بالفشل. يبدو الأمر كما لو أنّ المرء يحاول الغوص في الماء دون أن يبتل! إن إنكار هذا الواقع، أو الرّغبة في هولندا خالية من اللاجئين لن يغير واقع أزمة اللاجئين.

 

يمكن أيضاً رؤية هذه السياسة قصيرة النّظر التي يتمّ فيها إنكار الواقع، يمكن رؤيتها في جوانب أخرى من أزمة الهجرة واللاجئين، وهذا هو نصيب هولندا والدول الغربية الأخرى في أزمة اللاجئين الحالية. لم تتمّ مناقشة هذا الأمر أو تمّت مناقشته بإسهاب في حين إن العديد من الائتلافات العسكرية الغربية التي تُشارك فيها هولندا كانت ضد البلدان التي يأتي منها الجزء الأكبر من تدفقات اللاجئين.

 

لنأخذ على سبيل المثال أفغانستان والعراق وسوريا والصومال ومالي. فقد تمّ تدمير البنية التحتية لهذه البلدان وجعلت الحياة فيها عملياً مستحيلة، وأجبر الناس على الفرار واللجوء إلى أماكن أكثر أماناً لهم ولأسرهم. وهذا ببساطة يجعل هولندا والدول الغربية الأخرى متواطئة مع التدفق الكبير للاجئين. سؤال آخر مهم في قضية الهجرة واللاجئين هو المراقبة بصمت كيف يسعى الحلفاء الغربيون مثل أمريكا وفرنسا وإنجلترا لتحقيق طموحاتهم الاستعمارية والتسبب بالموت والدمار لأفريقيا من خلال الإطاحة المستمرة بالحكومات، وافتعال الصراع بين الشعوب فقط لتأكيد هيمنتها وتنصيب القادة الفاسدين الذين يؤمنون مصالحها الاقتصادية والسياسية. وهذا يؤدي إلى نظام فاسد وقيادة فاسدة لا تخدم الناس بل مصالحهم الخاصة. وهذا يخلق أرضية خصبة للفساد والمحسوبية واليأس من المستقبل، ما يجعل الناس يبحثون عن ازدهارهم وسعادتهم في مكان آخر.

 

إن أزمة اللاجئين هي النتيجة الحتمية للسياسة الخارجية للغرب الرأسمالي وتدخلاته وطموحاته الاستعمارية في هذه البلدان. وقد تمّ تصميم سياسة الهجرة واللاجئين في هولندا أيضاً بهذه النظرة الرأسمالية والسياسة الاستعمارية، فإن إيواء اللاجئين لا يُنظر إليه من منظور الكرامة الإنسانية ولكن باعتباره شراً ضرورياً، ويُنظر إلى اللاجئ على أنه تهديد محتمل. لذلك، قرّر مجلس الوزراء معالجة مسألة إيواء اللاجئين من خلال فريق منظمة الأزمات الوطنية الذي يتمّ تنسيقه من طرف المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب. مرحباً بكم في هولندا!

 

 

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع