إن من تداعيات ما سُميّ بـ(الوثائق السرية) المنشورة على موقع (ويكيلكس) ذلك الاهتمام الدولي المزعوم.. الذي لا يعدو كونه رجْعاً للصراع الدولي على بلاد المسلمين ومنها العراق، وليس الحرص على أهله.. فقد تواطأ الكلّ على احتلاله وتدميره دعماً للمحتل أو سكوتاً عنه.

وأمر آخر: إن قدرة موقع إليكتروني أو معهد على نشر ما لا تريد أمريكا الكافرة، شيء لايصدقه عقل.. بل كان كل ذلك بمكرٍ وتدبيرٍ لتحقيق أهداف ومآرب عدة.

أما ما يجري من سجالات لاتهام طرفٍ معين وتبرئة آخر .. فهي مجرد صراع على (المصالح) التي يوفرها تسنُّم رأس السلطة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن ما حوته تلك (الوثائق) ومن قبلها ما نُشر بخصوص أفغانستان من فضائح وجرائم يندى لها جبين الإنسانية وتنأى عنها وحوش الغاب، مما لم يقابل بغير الشجب والاستنكار الفارغ، لهو غيض من فيض الحضارة الغربية المنحرفة التي ملّ الناس تشدقها بشعارات الحرية وحقوق الإنسان.

أيها المسلمون:

إن تكتل الأحزاب الحاكمة واصطفافها مع أو ضد ما تم كشفه من حقائق لم تكن ظاهرة لكل الناس فهو برهان قاطع على ما يعتري تلك النفوس من الفزع خوفاً من الفضيحة أو قرب ساعة الحساب.. فالكل قد ولغ في دماء أهل العراق وأضاع الثروات بيدٍ أو بمشورة.

أيها الحكام:

اعلموا أنكم موقوفون بين يدي الجبار سبحانه حفاة عراة لا حارس ولا مستشار، وسيسألكم عما استرعاكم.. ويومئذٍ لن ينفعكم التملق لأمريكا ولا لغيرها، قال رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم:

((مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)).