المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 2 من رجب 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 07 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 14 كانون الثاني/يناير 2024 م |
بيان صحفي
أيها الحكام أنتم لستم منا ولا نحن منكم
يا من توليتم اليهود والنصارى فأنتم منهم
خطابنا اليوم لكم أيها المسلمون؛ أيها الناس، أيها الشعوب في بلاد المسلمين، في بلاد جوار الأرض المباركة فلسطين التي تشاركونها حدوداً فرضها علينا المستعمر الكافر، وفي بلاد المسلمين الأقرب فالأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك، خطابنا خطاب الرائد الذي لا يكذب أهله، فلم يعد هناك ما لا ترونه ويخفى عليكم، فمئة يوم من إبادة أهل غزة وعشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، ودمارٌ طال كل آثار الحياة، لم تشهد له البشرية مثيلاً، وما زالت، بفضل الله، جماعات المجاهدين بالقليل من العدد والعتاد، يثخنون في يهود وآلتهم الحربية القتل والخراب والهزيمة، حتى بات الأطفال الأحياء يستغيثون بجندي مسلم في برج حراسة على الحدود الملعونة أن يمدهم بقطعة غذاء يسكت جوعهم، وباتت النساء يستصرخن أهل العطاء بغطاء يقيهن البرد، وماء يتطهرن به، ولا يجدن من يجيب! ولكم أن تتخيلوا آلاف الصور من مآسي الحرب في غزة، فقست قلوب حكامكم فهم ليسوا منا ولسنا منهم، فقلوبهم أقسى من الحجر، ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.
إن ما تشاهده الأمة الإسلامية اليوم بكافة أطيافها، منذ مئة يوم ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، ولا يدع مجالاً للإنكار، ما يلي:
1- إن حكام المسلمين دون استثناء هم خونة لشعوبهم وهم أعوان وعملاء للمستعمرين الكفار في الغرب الكافر أمريكا وبريطانيا وأوروبا، وكلهم غير شرعيين حسب دساتيرهم الباطلة، وحسب شرع الله سبحانه لا تجب طاعتهم.
2- إن من ينادي بحل الدولتين، أي من يريد الاعتراف بكيان لليهود على أرض فلسطين سواء كان من الحكام أو من أوساطهم السياسية أو العسكرية أو الأمنية هو خائن لله يتنازل عن بلاد المسلمين لأشد الناس عداوة للذين آمنوا.
3- إن حل قضية فلسطين، أي تحريرها، لا يكون إلا باستنفار أهل القوة من جيوش وقوات أمنية ورديفة وكل من يستطيع حمل السلاح لقتال يهود وإخراجهم من كل فلسطين، فقد أصبح الناس في الأردن ومصر من دول الجوار على قناعة تامة بأن هذا ممكن وسهل ميسور بقواتنا، بل بجزء منها، وخصوصا أنهم يرون تقهقر قوات يهود الجبانة وأنهم ليسوا أهل قتال إلا من وراء حصن وبحبل من الناس، فتأمين الجبهات التي يحميها حكام الجوار وعدم إشغالها وبالتالي يمكنون كيان يهود من تفرغه لقتال أهل غزة، ما هو إلا تخاذل وخيانة لأهل فلسطين كلها بما فيها سفك الدماء في الضفة الغربية.
4- إن من يدعي أن حلها لا يكون عسكريا ولا أمنيا وإنما حلها سياسيا، هو مغالط ومضلل يريد حل الشرعية الدولية التي تريد تمكين يهود، لأن ديمومة هؤلاء الحكام في كراسيهم هي إذعانهم لسادتهم في الغرب والعمل على حلولهم الاستسلامية، وهو مغالط كاذب لأن اليهود يرفضون الحل السلمي منذ معاهداتهم الخيانية معهم التي مر عليها ثلاثة عقود، رغم تنازلاتهم التي يندى لها الجبين.
5- لا يجوز ولا يجب الركون إلى ما يسمى بالقانون الدولي ولا الشرعة الدولية ولا المجتمع الإنساني، فكلهم صنيعة الكفار المستعمرين في الغرب، وكلهم يغضون الطرف عن جرائم اليهود من إبادة وتهجير وقصف للمستشفيات والمدنيين، ويريدون تمكين وبقاء كيان يهود، وهو ما لا يريده جل المسلمين في العالم امتثالا للحكم الشرعي، وهو ما لا تريده حتى المجتمعات التي تعاني من وحشية الرأسمالية وآلة الدمار الأمريكية.
6- ما يصرح به حكام مصر والأردن والسياسيون لديهم، حول خطر التهجير من غزة وفصل الضفة عن غزة، واستنكار تصريحات زعماء يهود بأن الأردن هي فلسطين، وينادون بالتهجير الطوعي دون القسري، بأنها خطوط حمراء هو هرج لا ينطلي على الناس، لأن اليهود تجاوزوا كل الخطوط الحمر وغير الحمر، وكان الأجدر بمن يخشى التهجير ولديه أدنى إخلاص للأردن ومصر أن يبادر إلى قتال يهود ودحرهم لو كانوا صادقين.
7- أقصى ما ينادي به هؤلاء الحكام المتخاذلون هو مخاطبة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة، والتحذير من توسيع رقعة القتال، خوفا من انفلات الأمور على أنظمتهم وليس خوفا على أهل غزة وفلسطين، فماذا تبقى بعد التدمير لأكثر من ثلاثة شهور؟! فالأمة تريد توسيع رقعة القتال ولا تريد وقف إطلاق النار، بل تنتظر فرصة، كلما طالت الحرب أن تلامس صرخات الحرائر والأطفال في فلسطين وغزة مسامع أهل النخوة والقوة في الجوار لنصرتهم امتثالا لقول الله عز وجل: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
8- إن مخاطبة الناس دون المطالبة بتحريك الجيوش عمليا لقتال يهود، من قبل التجمعات الوطنية، من مثل إلغاء الاتفاقيات مع العدو في فلسطين، لا يزال قاصراً عن مكاشفة الشارع الأردني وتوجيهه نحو النجاة من تدبير كيان يهود وأمريكا التي تسخر الأردن لحماية كيان يهود وبسط النفوذ الاستعماري الأمريكي ببنود اتفاقية الدفاع المشترك، فأمريكا هي العدو الأكبر وهي ليست صديقة وحليف، بل متآمرة مع النظام، يجب إقصاء نفوذها ونفوذ بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقواعدهم العسكرية من الأردن، فلا يجوز أن يكون الخطاب على أساس وطني يفرق ولا يوحد، والأمة الإسلامية قد توحدت في مشاعرها ومطالباتها، وهي مترابطة في عقيدتها.
9- لقد آن الأوان للمسلمين أن يكونوا أسياد الموقف ويقولوا كلمتهم بحق، فكفانا ذلا ومهانة واستجداء لأمم الكفر لتحل قضايانا وتحل مشاكلنا حسب أهوائهم وشهواتهم، فما حل الدولتين الذي تريده أمريكا إلا تضييع لفلسطين وترسيخ لاحتلالها، فوجب على العلماء والخطباء والمفكرين والمؤثرين والمثقفين أن يقفوا موقفا مؤمنا مشرفا، وأن يتحركوا لتحريك كل فئات المجتمع لنصرة دين الله وتحدي الظلم والظلمة متوكلين على الله وحده وموقنين بأن الرزق والنصر من عنده وحده وأن الحياة والموت بيده وحده، بهذا الإيمان صمدت غزة ثلاثة أشهر أمام تحالف كيان صهيون وقوى الكفر والطغيان في العالم.
10- بمثل هذا الإيمان نستطيع الوقوف في وجه الحكام الظلمة والتحرك لدعوة الجيوش وتجاوز كل المعيقات في طريقها، والانتصار لدينها وأمتها، فليتحرك العلماء بإيمان ويقين وليحركوا معهم الأحزاب والنقابات والمفكرين والمثقفين بحركة عارمة لنصرة غزة ولنصرة دين الله، فإما النصر أو الشهادة، فأمتنا تمتلك العدد والعتاد والثروات التي لا قبل لأي عدو بها، وفوق ذلك فحسبنا الله عز وجل، ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾.
لقد آن الأوان للأمة أن تنتفض من أجل دينها ونصرة ربها، وآن لها أن تقول كلمتها في وجه حكامها الطغاة، فهم الذين مكنوا اليهود ونفوذ الغرب العسكري الاستعماري، فنهبوا البلاد ومنعوا جيوشنا من نصرة إخوانهم المستضعفين في غزة وفلسطين وكل بلاد المسلمين، وقد آن للجيوش أن تطيع الله عز وجل دون طاعة حكامها، واعلموا أنه لا حل لقضية فلسطين إلا بتحريرها من البحر إلى النهر، فهي أرض خراجية ملك للمسلمين ويجب أن تعود للمسلمين، ولا مكان فيها لأي غاصب محتل، فحطموا الحدود الاستعمارية وحراسها صنائع الغرب التي جعلت المسلمين متفرقين غرباء عن إخوانهم فلا يغيثونهم ولا ينصرونهم! لقد آن الأوان لعودة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي ستحقق الانتصارات وتتبوأ مقعدها الغائب الذي يليق بها في طليعة الأمم وتستعيد بذلك خيريتها التي وصفها الله بها، ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |