بيان صحفي

اعتقال الشيخ عبد الله الفيصل دليل أخر على استمرار اوباما في حربه على الإسلام

"النظام العالمي الجديد" مصطلح جديد استخدمه جورج بوش الأب، وكان ينبئ ببدء عصر جديد تتحكم فيه العقيدة الرأسمالية بالعالم من دون أي معارض أو منازع لها، وكان ذلك في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي بعد فشل العقيدة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفيتي. وبعد ذلك مباشرة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنّ الخطر الأكبر المتبقي على حضارتها يأتي من العقيدة الإسلامية، فوعدت بشن الحرب على الإسلام بشكل مستمر، من خلال الحرب التي افتعلتها وأسمتها بالحرب على الإرهاب لتضليل الناس، بينما هي في حقيقتها حرب على الإسلام. وفي غضون تلك الحرب ضغطت أمريكا على العديد من الدول لتسن القوانين لمحاربة "الإرهاب" والأكثر ألما أنّ الدكتاتوريين الفاسدين من حكام المسلمين ممن يحكمون الأمة بالحديد والنار بدعم من أمريكا أو بدعم من الدول الغربية الاستعمارية الأخرى استجابوا للإرادة الأمريكية، فسنوا تلك القوانين التي تذل وتعذب المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالا وشيوخاً وحتى رضع، فقد تعرضوا جميعا لشتى أشكال العذاب تحت ذريعة الحرب على "الإرهاب". والغريب أنّ القوات الأمريكية التي تقترف مختلف الجرائم بحق المسلمين في العراق وأفغانستان والصومال وفي مناطق أخرى لا تسمي تلك الجرائم إرهاباً، كما لا يُطلق على مقترفي تلك الجرائم إرهابيون. وبالرغم من اقتراف أمريكا لتلك الجرائم فهي تدعو نفاقا لما تسميه "بحقوق الإنسان"!

ألا يكفي أن تكون أمريكا اليوم الراعي الرئيس لدولة يهود التي تستمر في قتل الأبرياء من المسلمين في فلسطين، ألا يكفي ذلك دليلاً على حقيقة وجه أمريكا الإرهابي؟ في حين يُطلق على المسلمين الداعين للإسلام إرهابيون، سواء أكانوا ملتحين أو لابسين اللباس العربي؟! فيتعرضون للاعتقال التعسفي والإذلال من خلال مداهمة بيوتهم، حيث حصل ذلك لآلاف المسلمين، وتم تعذيبهم في جميع أنحاء العالم بأشد أنواع العذاب من أمريكا وحلفائها. كل ذلك يحصل للمسلمين بسبب تخوف حكام العالم المتغطرسين ومنهم حكام أمريكا من ظهور العقيدة الإسلامية على الدين كله، واستبدال عدل ونور الإسلام بالنظام الرأسمالي الفاسد والظالم.

أيها المسلمون:
إنّ اعتقال الشيخ عبد الله الفيصل من قبل شرطة ما تسمى "بمكافحة الإرهاب" الكينية، دليل أخر على ما تقدمنا به. إنّ على المسلمين أن يدركوا بأنّهم هم المستهدفون من تلك الحرب التي تسمى بالحرب على "الإرهاب". وأنّ هذه الحرب ستظل مستمرة ما دام هناك حكام للعالم يلزمون أنفسهم بالاستمرار في تلك الحرب، كما فعل الرئيس الأمريكي باراك اوباما في افتتاحية خطابه في كانون الثاني 2009. من جانب أخر فإنّ إصرار أمريكا على تلك الحرب يدلل على تخوف أمريكا الكبير من انهيار أيدلوجيتها ومن قرب عودة الحضارة الإسلامية إلى الساحة الدولية مرة أخرى من خلال إقامة دولة الخلافة.

يجب علينا نحن المسلمين أن لا نسمح لهذه الحرب بأن تفت في عضدنا أو تجبرنا على التخلي عن حضارتنا، بل على العكس من ذلك يجب أن نعض على الإسلام ونقوي من التزامنا به، وأن ندرك بأنّ ازدياد العقبات أمام الإسلام دليل على قرب النصر، فالعقيدة الإسلامية هي الصحيحة بلا شك، وأنّ الله سبحانه وتعالى قد وعد بالنصر والتمكين للإسلام وإظهار دينه على الدين كله.

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

كينيا