الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
قرغيزستان

التاريخ الهجري    15 من رمــضان المبارك 1445هـ رقم الإصدار: 1445 / 04
التاريخ الميلادي     الإثنين, 25 آذار/مارس 2024 م

 

 

 

 

 

بيان صحفي

سلطات قرغيزستان تحارب القيم الإسلامية

 

 

تقوم سلطات قرغيزستان بحملة ضد القيم الإسلامية، وخاصة اللباس الإسلامي، حيث هناك عدد من الإجراءات التي تشير إلى ذلك، فعلى سبيل المثال، قيل في خطب الجمعة "إن نقاب المرأة المسلمة وملابسها السوداء تبعد الناس عن الدين". وفي 21 آذار/مارس، عُقد اجتماع بعنوان "ضوابط اللباس الشرعي للمرأة" بين النساء في كاراسوف في منطقة أوش. وأكد المتحدثون في الاجتماع أن وجه المرأة ليس بعورة، وأن المرأة التي لا تستر وجهها ليست آثمة، وأما المرأة التي تلبس ملابس سوداء وتغطي جسدها كله فتسبب الارتباك بين الناس في المجتمع. كما تم التأكيد على ضرورة الحصول على العلم من المؤسسات الدينية الرسمية، وأن التعليم الخاطئ سيؤدي إلى الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.

 

وقد عُقدت مثل هذه الاجتماعات أيضاً في مؤسسات ومدارس دينية أخرى في منطقة أوش. وتم التأكيد فيها أن مجلس علماء المسلمين في قرغيزستان أصدر بياناً حول ضرورة اتباع المرأة للعادات والتقاليد في آداب اللباس عند ارتداء الملابس. وبشكل عام، نوقشت في هذه اللقاءات الأحكام الشرعية المتعلقة بمنع الإسراف، ومنع التطرف والإرهاب، والتوعية بالتطعيم، وضوابط اللباس الشرعي للمرأة.

 

وفي وقت سابق، استقبل الرئيس صدر جباروف المفتي المنتخب حديثا عبد العزيز ذاكروف، وأعرب عن قلقه إزاء بعض الظواهر التي لا تتوافق مع القيم التقليدية للإسلام في نشر الدين. وتمت خلال اللقاء مناقشة المواضيع المذكورة في الاجتماعات أعلاه بشكل رئيسي. وقبل ذلك، اقترحت النائبة في مجلس جوجوركو كينيش (البرلمان القرغيزي)، شاراباتكان ماجيتوفا مشروع قانون بشأن حظر النقاب واللحى الطويلة في قرغيزستان. واستشهدت كمثال بحقيقة أن برلمان أوزبيكستان حظر ارتداء النقاب، وأشارت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مماثلة في قرغيزستان. وبعدها، قال رئيس لجنة الدولة للأمن القومي، كامتشيبيك تاشييف، إنه يجب حظر النقاب واللحية الطويلة في قرغيزستان.

 

ومن المعلوم أن الحملة التي يتم تنفيذها في جنوب بلادنا من المتوقع أن تستمر في كافة المناطق. ففي نهاية المطاف، فإن عملية محاربة القيم الإسلامية بحجة التطرف والإرهاب تتوافق مع مصالح الحكومة الحالية لإقامة الدكتاتورية في البلاد. علاوة على ذلك، فإن الحرب ضد الإسلام هي أحد متطلبات السياسة الدولية. ولذلك فإن الحرب على الإسلام منتشرة على نطاق واسع في دول المنطقة المجاورة، وتتنافس تلك الحكومات فيما بينها في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، تواصل سلطات تركمانستان وطاجيكستان وأوزبيكستان وكازاخستان محاربة الإسلام بذريعة اللحية والنقاب.

 

وبطبيعة الحال، فإن معركة السلطات في آسيا الوسطى ضد الإسلام لم تبدأ فجأة. فقد بدأ هذا الصراع دائما بعد القضاء على المعارضين وإقامة نظام دكتاتوري. ففي 5 أيلول/سبتمبر من العام الماضي، تم تقديم مشروع قانون إلى مجلس النواب في برلمان أوزبيكستان بشأن فرض عقوبات إدارية على من يرتدين النقاب. كما أن الوحشية التي يرتكبها طاغية طاجيكستان إمام علي رحمون وطاغيتا تركمانستان (الأب وابنه) بيردي محمدوف ضد المسلمين تتزايد يوما بعد يوم.

 

وفي كازاخستان، تجري عملية الحرب ضد الإسلام بالتوازي مع قرغيزستان. فعلى سبيل المثال، انتقد رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، في المؤتمر الوطني الذي عقد في أتيراو في 15 آذار/مارس، النساء اللاتي يرتدين ملابس سوداء مشيراً إلى أن مثل هذا المظهر ليس جزءاً من التقاليد الكازاخستانية. كما أن مشاريع القوانين التي تحظر اللحى وتمنع الطالبات من ارتداء الحجاب والنقاب في المدارس في كازاخستان لا تزال اقتراحا حتى الآن.

 

في الواقع فإن منع النقاب واللحية يتعارض مع القيم الديمقراطية التي تشيد بها السلطات اليوم. وبتعبير أدق، فإن حرية الدين والحرية الشخصية في الديمقراطية تضمن للشخص أن يؤمن بأي دين وأن يستخدم أي صفة. هذه "القيم" هي القانون الدستوري للدولة العلمانية. إلا أن الغرب الذي كان مهد الديمقراطية، بدأ بالفعل بالتخلي عن مبادئه وقيمه على الساحة الدولية. وباختصار، هذه الحريات لا تُستَخدم إلا لغير الإسلام والمسلمين. حيث، على سبيل المثال، تُمنح الحرية الدينية لعبادة الشيطان أو ممارسة الرذائل الأخرى. كما يُسمح لغير المسلمين بارتداء ما يشاؤون من الملابس، وحتى الخروج إلى الشوارع عراة. ولكن، عندما يتعلق الأمر بالقيم الإسلامية، يتم تناول الأمر بشكل مختلف. ويتجلى ذلك بوضوح في حظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004، وطرد الموظفات المسلمات من المؤسسات العامة، وحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة عام 2010.

 

وفي عام 2021، أصدرت سويسرا أيضاً قانوناً ضد النقاب من خلال استفتاء. وبموجب هذا القانون، يحظر على المرأة المسلمة ارتداء النقاب في الأماكن العامة. كما لا يجوز للرجال إجبار النساء على ارتداء الحجاب. وبهذه الطريقة، تدوس البلدان الرأسمالية على الحريات التي تقدسها، واحدة تلو الأخرى. ومثل هذا التخلي عن أفكارهم وقيمهم يعني أن مبدأهم قد وصل إلى حافة الهاوية. أي أن الهجوم على القيم الإسلامية يشير إلى أن الرأسمالية تعيش أزمة فكرية.

 

إن دول آسيا الوسطى تتخذ نموذجا من القوانين الدكتاتورية في الصين خاصة في حربها ضد القيم الإسلامية. ففي نهاية المطاف، لا ينبغي للصين أن تواجه احتجاجات السكان المسلمين المحليين، عند تنفيذ مشاريع كبيرة تتعلق بالمستقبل.

 

على سبيل المثال، منعت الحكومة الصينية الرجال من إطلاق لحى طويلة بشكل "غير طبيعي" والنساء من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، في منطقة شينجيانغ الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي. وقبل إقرار هذا القانون، قامت الحكومة الصينية في البداية بقمع المجتمعات الإسلامية بالقوة. ثم بدأت بقتال المسلمين بحجة محاربة الإرهابيين. في البداية كان المسلمون غير مبالين بمشاريع الصينيين المشركين؛ وقد صدقوا المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية وبقوا غافلين، واعتقدوا أنه "بعد القضاء على الإرهابيين، سيتركنا الملحدون الصينيون وشأننا"! لكن الأمر لم يكن كذلك، فقد حولت الحكومة الصينية الملحدة اليوم منطقة شينجيانغ إلى سجن مفتوح للمسلمين بحجة الإرهاب والتطرف والانفصالية.

 

لقد وصف رسول الله ﷺ وضعنا الحالي فقال: «يُوْشِكُ أَنْ تَدَّاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَّاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيْرٌ، وَلَكِنْ تَكُوْنُوْنَ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوْبِ عَدُوِّكُمْ وَيُجْعَلُ فِيْ قُلُوْبِكُمُ الْوَهْنُ» قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَّةُ الْمَوْتِ» (رواه أبو داود).

 

ختاماً فإن الكفار لا يحاربون فقط بعض الجماعات الإسلامية أو أي وجهة نظر إسلامية، بل إنهم يحاربون الإسلام والمسلمين. وبطبيعة الحال، لا يمكن للأمة أن تتخلص من هذا الوضع إلا بالعودة إلى إسلامها وبإعلان دولة الخلافة على منهاج النبوة من جديد. أما بالنسبة للأحداث الحالية ذات المظاهر المعادية للإسلام، فإن المسلمين مطالبون بالرد على كل هجوم وتقديم التضحيات على هذا الطريق.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في قرغيزستان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
قرغيزستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://hizb-turkiston.net
E-Mail: webmaster@hizb-turkiston.net

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع