الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    27 من رجب 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 10
التاريخ الميلادي     الإثنين, 28 شباط/فبراير 2022 م

بيان صحفي

 

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون

أوقفوا عذابات السجناء أيها المجرمون في السلطة!

 

 

في ظل تخلي السلطة اللبنانية عن أبسط أشكال التعامل البشري، بات أمر وفاة السجناء من المعتقلين الإسلاميين في سجن رومية أمراً يمر دون أن يرف للسلطة الفاسدة جفن! وكأنَّ الذين يموتون هناك حُكم عليهم بالموت كمداً وقهراً وذلاً، دون أن يستدعي الأمر من وزير الداخلية ومَنْ تحته مِن إدارة السجون التحرك حين يعلمون أن مريضاً من المعتقلين الإسلاميين، هو الشيخ غسان صليبي، يحتاج عمليةً جراحيةً في القلب منذ ثلاثة أشهر، لم يتمكن من إجرائها لعدم توفر القدرة على ذلك، بعدما تخلت السلطة الفاسدة عن أبسط حقوق السجين في الأكل والشرب والاستشفاء! ثم يأتي بعدها بأقل من يوم خبر وفاة المعتقل أحمد فناس، ليصل عدد السجناء الذين ماتوا خلال ثلاثة أسابيع إلى سبعة سجناء! معظمهم من الإسلاميين المظلومين! رحمهم الله تعالى.

 

لقد رفعت السلطة الفاسدة يدها عن السجناء منذ سنة تقريباً، فأصبح تأمين الأكل والشرب والدواء والاستشفاء وإجراء العمليات الجراحية على نفقة السجين وأهله! فلم يحصل معظم السجناء على طعام صحي أو علاج مناسب، ما أدى إلى انتشار الأمراض بينهم، وازداد وضع السجناء سوءاً مع انتشار وباء كورونا، وبعد الانهيار الاقتصادي، فأدى هذا الإهمال إلى تزايد حالات الوفاة بين السجناء، في حين لم تكترث هذه السلطة الفاسدة لأرواحهم ولا لذويهم الذين خسروا أبناءهم بعد سنوات طويلة من الظلم والسجن بمحاكمات ودون محاكمات! فهم الذين ظلموا لسنوات طويلة بدون محاكمات! ثم كان الظلم أشد عليهم في إصدار الأحكام الظالمة الجائرة التي وصلت إلى المؤبد والإعدام على يد محاكم تحاكمهم بغير اختصاص!

 

فأين هي هذه السلطة الفاسدة التي تزعم أنها ضابطةٌ للأمن والأمان، بينما يموت الناس في سجونها دون أن تحرك ساكناً؟! وأين هم الوزراء المعنيون؟! بل أين رئيس الوزراء الذي يزعم أنه يمثل هؤلاء المسلمين؟! وأين هم رجالات الصناديق الانتخابية الذين لا يتذكرون هذه القضية إلا عند قرب الاستحقاق الانتخابي؟! أين أنتم من موت الناس على هذه الشاكلة؟! أين أنتم لا نستثني منكم أحداً؟! فكل من سار مع هذه السلطة الفاسدة، وزيراً كان أو نائباً، مسؤولٌ عن كل نَفَس يختنق في هذه السجون، بل مسؤولٌ عن كل هَمٍّ يقع على كاهل الناس، لأنه نَصَبَ نفسه ممثلاً لهم، عاملاً في خدمتهم، فما كان نصيب الناس إلا الهم والنكد والفاجعة على أبنائهم، وكان نصيبكم رفاهية العيش والأمان لكم ولمن يحيط بكم!

 

أيتها السلطة الفاسدة، كان الأولى بكم أن تسارعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين فوراً بدل قتلهم! لا أن تجعلوهم ورقةً ترضون بها أسيادكم في أمريكا بزعم محاربتكم للإرهاب، وترضون بها وزيراً أو نائباً أو صاحب سلطة، يساوم بها الناس ليكسب مقعداً انتخابياً. نحن نعلم أن قلوبكم كمن قال فيهم ربنا عز وجل: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً، لكن اعلموا أنَّ عاقبة الظلم وخيمةٌ، فالظلم ظلماتٌ يوم القيامة.

 

ويا أصحاب الصناديق الانتخابية من كل فئة، نعلم أنكم لا ترون أكثر من الورقة التي تسقط في صناديقكم، وإن لم تتأثروا اليوم بمحاسبة أهالي المعتقلين الإسلاميين لكم، فإنكم مقبلون على مشهد يقال لكم فيه: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾، وستكونون في حال ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً﴾ وهو سبحانه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم أحداً.

 

أما أنتم يا أهالي المعتقلين الإسلاميين، لقد آن الأوان لأن تنبذوا هذا الوسط السياسي من الكاذبين الذين يُمنّونكم ويعدونكم وما يعدونكم إلا غروراً، لقد جربتم الصبر عليهم في الانتخابات الماضية، فما كان إلا أن فازوا وتركوا أبناءكم وراء ظهورهم! عزاؤنا اليوم وعزاؤكم قول ربنا ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُّؤَجَّلاً﴾، لكن عقوبة كل من خذلكم بالأمس هي في أيديكم اليوم، فلا تعودوا إلى ما أوقعوكم فيه من قبل.

 

أما المؤسسات الحقوقية في لبنان وخارج لبنان، فلا نكاد نسمع لكم صوتاً في ملف هؤلاء المعتقلين الإسلاميين! أم أنكم تتحركون وفق أجندة الأسياد والداعمين والممولين؟! فإن أراد هؤلاء معاقبة دولة ما، رأيناكم في مقدمة صفوف المنددين بحقوق البشر في تلك الدولة، وإن كانوا مع السلطة الفاسدة في دولة ما، صمتّم صمت القبور، ألا تسمعون بحالات وفاة هؤلاء السجناء في سجون السلطة اللبنانية الفاسدة؟!

 

إنَّ الأصل في الدولة رعاية شؤون الناس وحل مشاكلهم ومساعدتهم، لكن الدولة في لبنان دولة جباية وإذلال وتعذيب وظلم وقتل للضعفاء، خاصةً بمنع الطعام والدواء والاستشفاء عنهم وسجنهم في ظروف غير إنسانية. إننا نعلم أن هذه الدول الجائرة، ومن يتبعها من الأحزاب، ومن يعمل معها من المؤسسات هم بيادق، منهم من يحركه أسياده وفق أجنداتهم ومشاريعهم، ومنهم من تحركه مصلحته ومنفعته، لكن ألم يأن للعقلاء أن يتحركوا تحركاً جاداً لإطلاق سراح المعتقلين المظلومين؟! ألم يأن للشرفاء السعي لنصرتهم؟! هل ننتظر المزيد من الفساد والإهمال والتعدي وإزهاق الأنفس؟! أوقفوا المجزرة بحق السجناء في لبنان.

 

لكن إن أبيتم فإنَّ حكم الإسلام قائمٌ قريباً، في دولة إسلامية؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله عز وجل، تمنع كل ذلك، وتعاقب المجرمين مهما علا شأنهم، وتنصر المظلومين وتكرمهم وترعى شؤونهم؛ والله عز وجل نسأل أن يُمكّن لنا في أرضه ويعيننا على معاقبة المجرمين بعدله.

 

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر جندب بن جُنادة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ فيما يروي عن اللهِ تبارك وتعالى، أنَّه قَالَ: «يَا عِبَادي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّماً فَلا تَظَالَمُوا«.

 

وروى البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ صلى صلاة الكسوف... ثم انصرف، فقال: «قدْ دَنَتْ مِنِّي الجَنَّةُ، حتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا، لَجِئْتُكُمْ بقِطَافٍ مِن قِطَافِهَا، ودَنَتْ مِنِّي النَّارُ حتَّى قُلتُ: أَيْ رَبِّ، وأَنَا معهُمْ؟ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ، قُلتُ: ما شَأْنُ هذِه؟ قالوا: حَبَسَتْهَا حتَّى مَاتَتْ جُوعاً، لا أَطْعَمَتْهَا، ولَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ«. هذا في شأن هرة حُبست! فكيف بالبشر الذين أكرمهم الله ومنع إذلالهم ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾؟!

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية لبنان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع