بيان صحفي

السلطات الدينية الإسلامية في جوهر تداهم ندوة لحزب التحرير/ ماليزيا
وتعتقل ثلاثة من أعضائه

(مترجم)

في السادس من نيسان/أبريل 2019، داهمت إدارة الشؤون الدينية الإسلامية في جوهر مكتب حزب التحرير/ ماليزيا في جوهر بهرو في وقت كانت تعقد فيه ندوة، وكانت الندوة بعنوان: "سقوط وازدهار الخلافة ضد التهديدات الليبرالية"، والتي بدأت قبل ساعة من دخول السلطات الدينية في جوهر، وإلقائها القبض على ثلاثة من أعضاء حزب التحرير بتهمة "تعليم الإسلام بدون وثائق تفويض"، وهم الدكتور صلاح الدين بن إبراهيم - 51 عاما، والدكتور نورزلان شاه بن عثمان بساح - 35 عاما، وصلاح الدين بن مشكوري – 39 عاما، وهم على التوالي مشاركان في الندوة ومديرها، وبعد إلقاء القبض عليهم مباشرة، اقتيد الثلاثة إلى مقر القيادة التي كانوا يحتجزون فيها بين عشية وضحاها، قبل أن تقوم محكمة الشريعة العليا في جوهر بهرو بإحضارهم لمقرها وحبسهم لمدة ثلاثة أيام أخرى، وقد صدم الحبس الاحتياطي، الذي استمر ثلاثة أيام في سجن أولو تشوه - بونتيان، سلطات السجن التي اعترفت بأنها لم تشهد مثل هذه القضية من قبل. وستتم مقاضاة الثلاثة في محكمه جوهر بهرو الشرعية في 2 تموز/يوليو 2019.

يدين حزب التحرير/ماليزيا بشدة هذا الاعتقال، لأنه ليس مجرد انعكاس للاستبداد، بل هو أيضا عمل مشين تقوم به السلطة الدينية، وفي زمن العصيان المتنامي في المجتمع، فإن حملة الدعوة هم الذين يُعتقلون، ومن المخزي أيضا من جانب السلطات عندما اعتقل أعضاؤنا وشرحوا للمشاركين الحقائق المتعلقة بسقوط وصعود الخلافة، وأنها الدولة السياسية الكبرى للأمة التي تألق العالم وازدهر بالرخاء بسببها لأكثر من 13 قرنا، الخلافة حاضنة المسلمين وهي في الواقع فرض على كل مسلم بمن فيهم السلطات الدينية العمل من أجل إعادة إقامتها، إنه لخزي حقا أنه بينما كان يشرح أعضاء حزب التحرير في ماليزيا مخاطر الليبرالية الغربية التي هددت هذا البلد، دوهمت الندوة واعتقل ثلاثة من أعضائنا.

هذا الاعتقال هو الأول من نوعه لحزب التحرير/ ماليزيا في جوهر منذ بدأت أنشطتنا في المناطق الجنوبية من البلاد عام 2000، وقد نظم حزب التحرير/ ماليزيا العديد من المناسبات العامة في جوهر علنا دون أي مشاكل، بالإضافة إلى ذلك، قام حزب التحرير/ ماليزيا ومنذ ذلك الوقت، بالندوات علنا والدعوات بعد صلاه الجمعة في العديد من المساجد في جوهر كلما ظهرت قضية مهمة تؤثر على المسلمين في داخل البلاد وخارجها على حد سواء، وقد كانت كل هذه الفعاليات تدار بدون أية مشاكل، فالسلطات بشكل مخصوص والمسلمون عموما، يعرفون أن حزب التحرير هو حزب سياسي إسلامي يقوم بالدعوة بطريقة سياسية وفكرية، من أجل نهضة هذه الأمة وتوحيدها تحت ظل دولة الخلافة.

أيتها السلطات الدينية، هل لا نتكلم إطلاقا عن تاريخ الإسلام إلا بإذنكم؟ ألا يمكن أبدا التحدث عن الخلافة إلا بإذنكم؟ ألا يمكن الحديث عن تهديد الليبرالية الذي يسيء بشكل متزايد للمسلمين في هذا البلد إلا بإذنكم؟ هل يجب على كل فرد مسلم في جوهر يرغب في التحدث عن الإسلام ألا يتكلم أبدا إلا بإذنكم؟ ألا تعرفون أن الدعوة هي فرض من الله سبحانه وتعالى ورسوله e؟! ألم تسمعوا حديث رسول الله e: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً». ألم تقرأوا قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾؟! هل تريدون أن تنكروا الحقوق والفروض والالتزامات التي أوجبها الله على كل مسلم بحمل دعوة الإسلام؟ أنى لكم هذه الجرأة؟!

أيتها السلطات الدينية، العقبات التي تضعونها أمام جهودنا في الدعوة لن تضرنا أبدا، في الواقع، الضرر سيعود عليكم، وإن إلقاء القبض على أعضائنا واعتقالهم لن يُثنينا أبدا، ولكنه بدوره سيعزز مثابرتنا وجهودنا، وبمشاعر المحبة لكم كونكم مسلمين، فإننا نذكركم بأن تسيروا سلطتكم نحو مساعدة الجهود بالتمسك بدين الله سبحانه وتعالى، بدلا من تسييرها لعرقلة الدعوة، استخدموا سلطتكم وفقا لأوامر الله، وليس وفقا لأهوائكم من الوصايا البشرية، حتى تتمكنوا من تخليص أنفسكم عندما نحاججكم بظلمكم أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.

عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ماليزيا