المكتب الإعــلامي
ماليزيا
التاريخ الهجري | 17 من صـفر الخير 1446هـ | رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1446 / 03 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 22 آب/أغسطس 2024 م |
بيان صحفي
لن تتحرّر فلسطين أبداً من خلال مساعدة الضّحايا فقط مع ترك الوحوش سالمين!
(مترجم)
أوفى رئيس وزراء ماليزيا داتوك سيري أنور إبراهيم بوعده الذي قطعه خلال تجمع حاشد في أكسياتا أرينا بوكيت جليل في 4 آب/أغسطس 2024، بإحضار الفلسطينيين المرضى والجرحى. حيث تمّ نقل ما مجموعه 41 فلسطينياً مصاباً و86 من أقاربهم على متن طائرتين من طراز إيرباص A-400M تابعتين للقوات الجوية الملكية الماليزية، وهبطتا بسلام في قاعدة سوبانج الجوية، في سيلانجور، في 16 آب/أغسطس 2024. وعزا أنور نجاح المهمة إلى علاقات ماليزيا الوثيقة مع مصر والعديد من دول الشرق الأوسط الأخرى. وقال: "اتصلتُ برئيس مصر لطلب التعاون لأنه كان من المستحيل إحضارهم إلى هنا بدون دعم مصر. هذا النجاح هو شهادة على علاقاتنا القوية مع قطر ومصر والسعودية والإمارات وإيران، ما سمح لنا بتنفيذ هذه العملية".
بينما يفخر أنور بإنجازه وعلاقاته القوية مع الزعماء العرب، وخاصةً رئيس مصر، من الضروري مواجهة الواقع القاسي: فهؤلاء الزعماء هم أنفسهم الذين استمروا في معاناة الشّعب الفلسطيني. إن أنور يدرك تمام الإدراك أن رفض الرئيس المصري فتح الحدود مع فلسطين هو الذي مكّن النظام الصهيوني من ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين دون عقاب. وهو يعلم أنّ استمرار قمع الفلسطينيين واحتلال الأرض المباركة مرتبطان بشكل مباشر بتقاعس هؤلاء الزعماء العرب. وبدلاً من الاحتفال بتعاونهم، يتعين على أنور أن يحمّل "رفاقه" المسؤولية عن نفاقهم وخيانتهم لفلسطين، ويجب عليه أيضاً أن يفكر في دوره في هذه القضية!
إنّ من المفهوم على نطاق واسع أن هؤلاء الحكام لا يفعلون الكثير من أجل فلسطين عدا محاولة تلميع صورتهم العامة؛ سواء في نظر الأمة الإسلامية بشكل عام أو في نظر شعوبهم بشكل خاص. ولكن كلما حاولوا تجميل صورتهم، انكشف خداعهم ونفاقهم. ومثل النساء اللاتي يضعن مساحيق تجميل مفرطة لإخفاء عيوبهن، يفشل هؤلاء الحكام في إدراك أنّ مثل هذه الجهود لا تؤدي إلا إلى لفت المزيد من الانتباه إلى قبحهم الكامن.
ورغم أننا ندرك الحاجة الملحة إلى مساعدة الشعب الفلسطيني، فمن الأهمية بمكان أن نتعامل مع القضية بفهم صحيح وشامل؛ ففلسطين أرض إسلامية استعمرها واحتلها اليهود، بدعم عسكري ومادي كبير من القوى الغربية، وهذا هو جذر المشكلة. وما دام هذا الجذر لم تتمّ معالجته، فإن القضية سوف تظلّ قائمة. وعلى هذا فإن قضية فلسطين لا بد أن تُعالَج من زاويتين: زاوية المستعمِر وزاوية المستعمَر، والتي تتوافق بطبيعة الحال مع زاوية الضحية وزاوية الوحش. إنّ أهل فلسطين هم الضحايا الذين استُعمِرت أرضهم، في حين إنّ اليهود هم الوحوش المستعمرون. ولا شكّ أن الضحايا يجب إنقاذهم، ولكن مجرد إنقاذ الضحايا مع ترك الوحش دون أي تحدٍ يضمن عدم حلّ المشكلة أبداً.
إنّ الشعب الفلسطيني، باعتباره ضحية، يجب إنقاذه بالفعل. وفي الوقت نفسه، من الواجب بالقدر نفسه تحرير الأرض المحتلة. والطريقة الوحيدة للوفاء بهذه الالتزامات المزدوجة هي مواجهة الوحش والقضاء عليه. إن حكام المسلمين يدركون ذلك تماماً ويمتلكون القدرة على التصرف لو كانوا يرغبون حقاً في تحرير فلسطين. ومن المؤسف أن قلوبهم غالباً ما تكون مليئة بالحقد والنفاق. فهم يتحدثون عن الجهود المبذولة لإنقاذ الضحايا، لكنهم يتركون الوحش سالماً؛ ويستنكرون همجية الصهاينة، لكنهم يسمحون باستمرار هذه الفظائع؛ ويدافعون عن السلام وإعادة إعمار فلسطين، لكنهم يستمرون في السماح لليهود بارتكاب كل أنواع الشرّ والفساد في فلسطين؛ ويتحدثون عن التحرير، لكنهم يروجون لحلّ الدولتين بين فلسطين وكيان يهود المجرم. هذه هي حقيقة حكام المسلمين!
يا رئيس وزراء ماليزيا! أنت تعلم جيداً أنك حتى لو أجليت كل فلسطيني مريض وجريح، فإن هذا لن يؤدي إلى تحرير فلسطين! وأنت تعلم أن الشعب الفلسطيني لا يرغب في ترك وطنه، بل إنه يسعى إلى البقاء في فلسطين، أرض أجداده، الأرض التي باركها الله، وإن ما يسعى إليه هو التحرير الكامل لفلسطين من الاحتلال والهيمنة اليهودية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بمواجهة والقضاء على الوحش. هذه هي الطريقة الحقيقية الوحيدة لدعم القضية الفلسطينية. ومع ذلك، يختار حكام المسلمين، بمن فيهم أنت، بدلاً من ذلك، التركيز على الإيماءات السطحية التي تقدم القليل من التغيير الحقيقي. ومن عجيب المفارقات أن بعض هؤلاء الحكام لا يفشلون فقط في مساعدة الضحايا بل يدعمون الوحش بكل نشاط!
أيها المسلمون! نحن في حاجة ماسة إلى خليفة مؤمن وتقي، صادق وأمين، مخلص وشجاع، يحشد الجيوش لتحرير فلسطين، ويستأصل كيان يهود المجرم، ويعيد المسجد الأقصى وكل الأرض المباركة فلسطين إلى المسلمين، ويوحد هذه الأمة، وينشر رحمة الله في كل بقاع الأرض، ولا يهدأ حتى يُضيء نور الله كل بقاع الأرض، بإذنه تعالى، وسنشهد كل هذا عند إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولن يمرّ وقت طويل قبل أن تتحول هذه الرؤية إلى حقيقة بإذن الله.
عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ماليزيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماليزيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor تلفون: 03-89201614 www.mykhilafah.com |
E-Mail: htm@mykhilafah.com |