الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    12 من ربيع الاول 1442هـ رقم الإصدار: 1442هـ / 007
التاريخ الميلادي     الخميس, 29 تشرين الأول/أكتوبر 2020 م

بيان صحفي


السياسيون الفرنسيون بحربهم ضد الإسلام يتحملون المسؤولية كاملةً عن الهجمات الوحشية بدوافع عنصرية ضد النساء المسلمات في فرنسا
(مترجم)

 


في 18 تشرين الأول/أكتوبر، تعرّضت سيدتان مسلمتان للطعن مراراً وتكراراً على يد سيدتين فرنسيتين في حديقة تشامب دي مارس تحت برج إيفل في باريس. وأخبرت الضحيتان أنّ المعتدين أطلقوا عليهن اسم "العرب القذرين" وقالوا لهن "عدن إلى بلدكن" أثناء الهجوم، بالإضافة إلى محاولة نزع حجابهن. وقد أصيبت إحدى المسلمتين بست طعنات وعولجت في المستشفى من ثقب في الرئة، بينما تعرّضت الضحية الصغرى للطعن ثلاث مرات. وعلى الرغم من الطبيعة الوحشية والنية الواضحة للهجوم، اتّهمت الشرطة الفرنسية في البداية الجناة بالاعتداء البسيط الذي أدّى إلى تفاقم الأمر باستخدام سلاح بدلاً من اتهامهم بمحاولة القتل بدافع الكراهية العنصرية والدينية.


هذه الحادثة المرعبة ليست سوى غيض من فيض العنصرية الراسخة والكراهية المستفحلة للإسلام في فرنسا، نتيجة تحريض السياسيين ووسائل الإعلام التي لا هوادة فيها ضد المعتقدات الإسلامية السائدة. إن خطابهم المثير للانقسام والإثارة والاستقطاب، مثل الحديث عن "الانفصالية الإسلامية" في البلاد، وخوض حرب ضد "الإسلام الراديكالي"، يحرض ويساعد بشكل فعّال على الأفعال التي يرتكبها العنصريون وكرههم للأجانب ويوفّر لهم تبريراً لأفعالهم الوحشية. ففي خطاب ألقاه العام الماضي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شعبه إلى الانتفاضة ضد "هذه الإسلاموية السرية التي تفسد أبناء فرنسا"، من خلال تحديد "الأشياء الصغيرة التي تصبح مآسي رهيبة"، وذكر أن هذا هو كفاح الأمة "في المدرسة والعمل وفي مجال الحياة اليومية". في غضون ذلك، قدّم وزير الداخلية قائمة سخيفة لما اعتبره علامات محتملة لـ"التطرف"، بما في ذلك الصلاة "العادية والتباهي"، وإطلاق اللّحية، ورفض تبادل القبلات مع امرأة أثناء التحية. كما أشار بسخافة إلى أن ممرات الطعام الحلال و(الكوشر) اليهودي في محلات السوبرماركت ساهمت في الانقسام في فرنسا التي تستخدم مصطلحات غير محددة وغامضة مثل "التطرف" و"الإسلاموية" و"الانفصالية" عن قصد لتشويه الإسلام بشكل عام على أنه خطير ومسبب للمشاكل.


إن وصم المسلمين بكونهم "أعداء الداخل" و"مجتمعاً مشتبها فيه" بسبب معتقداتهم وممارساتهم الدينية، يحمل أوجه تشابه مع معاملة اليهود في ألمانيا النازية، مما يعكس وجود خط رفيع بين النظام العلماني والفاشية.


علاوةً على ذلك، قام ماكرون وحكومته المعادية للمسلمين بتأجيج هجمات شارلي إيبدو وباريس وقتل المعلم الفرنسي صمويل باتي، لقيادة "سياسة نزع التطرف" العدوانية التي تخلط بين المعتقدات الإسلامية غير المؤذية التي تتعارض مع القيم الليبرالية العلمانية، ونبذ الإساءة إلى نبينا الحبيب ﷺ مع إحداث الفرقة والعنف. لقد استخدموا مثل هذه الادعاءات الكاذبة لمعاقبة الجالية الإسلامية بأسرها بشكل جماعي، من خلال إغلاق المساجد والمنظمات الإسلامية، ومداهمة الآلاف من المنازل والمؤسسات الإسلامية، بسبب تصرفات عدد قليل من الأفراد، هذا إلى جانب تجريم السكان المسلمين لدفاعهم عن معتقداتهم الدينية ومقدساتهم من التشهير والهجوم وإسكاتهم عن تحدي أوجه القصور التي لا حصر لها في العلمانية. والهدف من ذلك هو خلق مناخ من الخوف حول المسلمين وإجبارهم على التخلي عن معتقداتهم الإسلامية وتبني القيم الليبرالية العلمانية التي فشلوا في إقناعهم بها فكرياً. وقد علق عالم السياسة الفرنسي، فرانسوا بورغات، في تفسير دقيق لوجهة نظر الحكومة الاستعمارية الفرنسية تجاه المسلمين والإسلام، قائلاً: "المسلم الصالح الوحيد هو المسلم الذي لم يعد مسلماً". والهدف واضح وهو إنشاء نسخة من الإسلام تتناسب مع إطار علماني محصور، لا يمكن اعتبارها بأنها دين الله سبحانه وتعالى.


إنّ هؤلاء السياسيين الفرنسيين لا يرون أبداً حقيقة أن نظامهم العلماني هو الذي زرع بذور الانقسام والكراهية والخوف بين المجتمعات التي تؤثر على سلامة ورفاهية الجميع، والتي جعلت النساء المسلمات في الخطوط الأمامية ضحية للعنصرية. إنه يجسد كيف أن العلمانية هي عقيدة فاسدة، فشلت في توحيد الأمم أو إنشاء مجتمعات يشعر فيها الجميع بالاحترام على قدم المساواة والقدرة على العيش في وئام. فهل من المفاجئ إذن أن المسلمين في الغرب يرفضون بشكل متزايد قيمه الفاسدة بالجملة ويتبنون دين الإسلام المستنير هوية لهم ومسارا في الحياة؟!

 

 

د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع