الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    4 من ربيع الثاني 1442هـ رقم الإصدار: 1442هـ / 011
التاريخ الميلادي     الخميس, 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 م

بيان صحفي


أبناء أمّة الإسلام يغرقون في البحار
والحكومات تتجاهلهم وتتسابق لتقديم فروض الولاء والطّاعة للدّول الاستعمارية!

 


أعلنت منظّمة الهجرة الدّوليّة التّابعة للأمم المتّحدة، يوم الخميس 2020/11/12م، عن مقتل 74 مهاجرا جرّاء غرق قاربهم قبالة السّواحل اللّيبيّة. وأوضحت المنظّمة في بيان لها أنّ "74 شخصا لقوا مصرعهم بعد تحطّم قاربهم اليوم قبالة سواحل مدينة الخمس في ليبيا". وتابع البيان أنّ القارب كان يحمل 120 شخصا بينهم نساء وأطفال، وتمكّن خفر السّواحل وصيّادون من إنقاذ 47 شخصا، بينما تمّ حتّى الآن انتشال 31 جثّة، في حين تستمرّ عمليّة البحث عن بقيّة المفقودين. وتفيد بيانات منظّمة الهجرة الدّوليّة التّابعة للأمم المتّحدة أنّه وإلى حدود تشرين الأول/أكتوبر الماضي تمّ تسجيل وفاة ما لا يقلّ عن 900 شخص غرقا في البحر الأبيض المتوسّط أثناء محاولتهم الوصول إلى الشّواطئ الأوروبّيّة، وبعضهم بسبب التّأخير في عمليّات الإنقاذ.


إنّ طرفي النّزاع خليفة حفتر وفايز السّراج وأتباعهما، في هذا البلد الغنيّ بالنّفط ليسوا سوى دمى تحرّكها الدّول الاستعماريّة. هذه الدّول التي تتعامل مع أوضاع البلد بحسب ما ستحقّق لها من مصالح بغضّ النّظر عمّا يمكن أن يصيب أهله من تشتت وفقر وضياع. فلقد دفعت الحرب الدّائرة في ليبيا بالنّاس إلى ما يسمّى بـ"الهجرة غير النّظاميّة" والتي راح ضحيّتها الآلاف من الرّجال والنّساء والأطفال؛ يلفظهم البحر الأبيض المتوسّط جثثا هامدة أو يبقون مجرّد أرقام في قائمة المفقودين. الكلّ يلوذ بالفرار إمّا خوفا من القتل تحت دمار القصف أو الموت جوعا جرّاء الأوضاع المتردّية وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار. في "قوارب الموت" يلقي الآلاف أنفسهم في البحار آملين في الوصول إلى أيّ بلد أوروبيّ يحتضنهم ليحيوا حياة كريمة، لكنّ الوقائع تفنّد ذلك حيث يتعرّضون للاحتجاز وسوء المعاملة والاستغلال والاتّجار فيكون حالهم كمن يستجير من الرّمضاء بالنّار! وكثيرا ما تتمّ إعادتهم إلى بلادهم ليتجرّعوا خيبة مسعاهم (11 ألف شخص آخرين تمّت إعادتهم إلى ليبيا، حسب ما أشارت إليه الوكالة الأمميّة).


مثل هذه الحوادث التي يذهب ضحيّتها الآلاف من الأبرياء تتكرّر بين الفينة والأخرى فتتجدّد المعاناة، فهذا ثامن حادث غرق لقوارب تحمل مهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسّط، حسب ما أفادت به منظّمة الهجرة الدّوليّة التّابعة للأمم المتّحدة. (آر تي، 2020/11/12م) فأيّ نظام هذا الذي لا يرعى النّاس ولا يؤمّن حياتهم؟! أيّ نظام هذا الذي يرمي بالشّباب في جحيم اليأس والإحباط ليلوذوا بالفرار من واقعهم إلى عالم الجريمة والإدمان أو إلى الموت حرقا أو شنقا أو غرقا؟! وجه كالح لنظام عالميّ طالح لا يأتي إلّا بما يفسد حياة النّاس ويضيّق عليهم العيش، وما يشهده العالم اليوم من أوضاع مزرية ومشاكل متفاقمة أثقلت كاهل الصغير قبل الكبير والنّساء قبل الرّجال لدليل على حاجة النّاس إلى لفظ هذا النّظام الفاسد الفاشل ورميه خارج الحياة، وإعادة نظام الإسلام الذي يصلح شؤون النّاس ويخرجهم من حياة البؤس والشّقاء إلى حياة الأمن والسعادة والهناء بأحكامه الرّبّانيّة العادلة الكاملة.


إنّ نظام الإسلام هو وحده القادر على توفير حاجيات النّاس وتأمينها بتوزيعه العادل للثّروات فهو نظام يرعى الفرد باعتباره إنسانا له حاجات وغرائز لا بدّ من ضمان إشباعها، وقد جاءت أحكام ربّ العالمين لتبيان ذلك والعمل على تنفيذه فزخرت الدّولة الإسلاميّة على مرور العصور بحوادث بيّنت مدى التزامها برعاية شؤون الرّعيّة والسّهر على توفير ما تحتاجه؛ فقامت بتزويج الشّباب الذين لا يقدرون على مصاريف الزّواج، ووفّرت للعاطل موطن عمل، بل إنّ رعايتها شملت الحيوان والطير فعبّدت الطريق ونثرت الحبّ على الجبال.


فيا أمّة الإسلام ويا شباب هذه الأمّة: إنّكم خير أمّة أخرجها الله للنّاس، فلا تقنطوا ولا تيأسوا فنحن أمّة لا تيأس من روح الله، نحن أمّة خصّها الله بخير ما أنزل من هدي ومن أحكام تسيّر حياتها خير تسيير، بل تسيّر حياة النّاس أجمعين، فكيف نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! عودوا إلى بارئكم وإلى نظامه الذي أنزله على حبيبه المصطفى عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم ونادوا بتحكيمه واعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة بالإسلام.


﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾

 

القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع