المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 2 من ربيع الاول 1443هـ | رقم الإصدار: 1443هـ / 010 |
التاريخ الميلادي | السبت, 09 تشرين الأول/أكتوبر 2021 م |
بيان صحفي
فيسبوك وبنيان الرأسمالية الهش!
﴿إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
لقد كان يوم الاثنين الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2021 يوما عصيبا للغرب عموما وللرأسمالية خصوصا، فوقوع ثلاث فضائح للحضارة الغربية في يوم واحد زادت من تآكل الثقة لدى شعوبها بالمبدأ الرأسمالي وعقيدته العلمانية. وبالرغم من أن فحوى هذه المعلومات بدأ يخرج قبل الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن الرأي العام الغربي ومعه العالمي أفاق عليها يوم الاثنين الماضي وتجرعها جميعها دفعة واحدة. ففي يوم واحد أدرك الرأي العام في الغرب بأن:
- · 6 ساعات من انعدام الثقة بثلاثة برامج للتواصل الإلكتروني كانت كفيلة بإحداث فجوة بقيمة 6 مليارات دولار في الاقتصاد الأمريكي! ولو أرادوا حرق هذه الأموال بالنار، لما استطاعوا فعل ذلك في ست ساعات!
- · رغم الدراسات والتحذيرات التي حصلت عليها إدارة فيسبوك عن مدى خطورة نمط خوارزمية التوصيات التي تعتمدها الشركة في منصاتها، على السلامة العقلية لمئات الملايين من الفتيات المشتركات على شبكاتها حول العالم، اختارت الشركة أن تتجاهل التحذيرات حرصا منها على أن لا يتأثر حجم مردود أرباحها المالية.
- · أما وثائق باندورا فقد كشفت بأن الرأسماليين أنفسهم كافرون بالمفاهيم والقوانين التي صاغوها بأيديهم عن العدالة الضريبية.
وهكذا اسودت يوم الاثنين صفحة جديدة من صفحات سجل الرأسمالية، معيدة الأسئلة الوجودية عن صلاحية المبدأ الرأسمالي للعيش البشري. فأي نظام اقتصادي هذا الذي تتلاعب به الأهواء الجماعية؟ وأيّ هوس هذا بـ"الأنا المجتمعية" التي تكاد تدمر عقل الإنسان ونفسيته؟ أيّ عقل شيطاني هذا الذي يحاول إقناع الناس بأن السياسة والرعاية لا بد أن تكون بيد المنافقين والعملاء والخونة؟!
لا مناص من إزاحة النظام الرأسمالي عن صدر البشرية، واستبدال نظام رب البشرية به. لا مناص من إعادة النظام السياسي والمبدأ الإنساني الذي تركه لنا سيدنا محمد ﷺ؛ نظام الخلافة على منهاج النبوة.
ولكن على الرغم من تآكل المبدأ الرأسمالي وازدياد كراهية الناس له وكفرهم به، إلا أنه يظل مبدأ سياسيا. والمبدأ السياسي المطبق في الواقع إن لم يظهر نظام سياسي آخر يزاحمه على قيادة العالم ويسقطه بالضربة القاضية، فإنه يظل قادرا على ملء الفراغ السياسي حتى لو تهالك وصار يترنح مثله مثل أي من إمبراطوريات الزمان، وهذه هي سنة الله في الأمم والشعوب والحضارات.
إلى أهل القوة والمنعة في الأمة الإسلامية: ما زالت الأيام تكشف هشاشة بنيان الغرب؛ ففي عامين فقط، شاء الله تعالى أن تتزعزع جميع قوائمه دفعة واحدة؛ فمن حقبة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي فسخت ما سمي بالمجتمع الدولي، إلى المظاهرات المنتفضة على ذاكرة تجارة العبيد والعنصرية، إلى جائحة كورونا التي فتكت بعنفوان اكتشافات الغرب الطبية، إلى مشاهد جيوش دول الغرب تهرع بالانسحابات المذلة من أفغانستان، واليوم اهتزاز أكبر كياناته التكنولوجية (فيسبوك) في أقل من ست ساعات، ويكلفه ذلك المليارات... ألا يكفي هذا لأن تتأكدوا بأن الغرب متبر ما هو فيه؟! ولا يحتاج لقلع نفوذه إلا إلى إقدامكم؟! قال تعالى: ﴿أَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾.
يا أهل القوة والمنعة في الأمة الإسلامية، ها قد ناشدناكم مرة أخرى من بعد مئات المرات! فهل من مجيب؟!
المهندس صلاح الدين عضاضة
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |