الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    28 من رجب 1445هـ رقم الإصدار: 1445هـ / 023
التاريخ الميلادي     الجمعة, 09 شباط/فبراير 2024 م

 

بيان صحفي

 

الـ28 من رجب هذا العام أشد تذكيرا من جميع الأعوام التي سبقت

بأن عودة الخلافة ضرورة ملحة

 

ذكرى سقوط الخلافة في الـ28 من رجب تأتي هذا العام ولها وقع أشد تذكيرا من الأعوام التي سبقتها، فهي تأتي وجرح فلسطين يفيض من الدم أكثر من أي وقت مضى، مذكرا إيانا بأن قضية ضياع فلسطين كانت وما زالت مرتبطة بسقوط الخلافة ارتباطا وثيقا. فمنذ أن أُسقطت الخلافة في 28 رجب في عام 1342هـ، منذ ذلك اليوم وفلسطين ترزح تحت الاحتلال الاستعماري المباشر، ولم يحررها أحد من الدول التي صنعها سايكس وبيكو.

 

بل إن حرب غزة هذا العام تشير بإصبعها إلى الأمة الإسلامية سائلة "لماذا لم تنصرونا؟!"، والأمة الإسلامية تنظر إلى نفسها وتتحير وتسأل "لماذا لم نستطع أن ننصرهم؟". أما الجواب فهو أن الأمة الإسلامية ليست حرة، بل هي أسيرة لسايكس بيكو. فحقيقة بلاد المسلمين هي أنها سجن لشعوبها، وهي حقيقة لا يمكن الفرار منها، ومن يتجاوزها يدخل في الدائرة الخبيثة التي تغذي نفسها، فالسجين لا يستطيع أن يحرر سجينا آخر.

 

حرب غزة اليوم هي أقوى دليل على أن الخلافة حاجة ملحة للأمة الإسلامية، فهي القادرة على أن تجمع قوى شعوب المسلمين وأن تبثها حيث يجب أن تكون، ولا يجوز لها أن تتخاذل عن نصرة المسلمين. ولنتذكر بأن الأرض المباركة فلسطين دائما كان يأتيها النصر من سائر المسلمين، فمنذ بعثة رسول الله ﷺ وقلوب المسلمين تهوي إلى الأرض المباركة، فهي أولى القبلتين وأرض الإسراء والمعراج، وأرض رباط، وأرض ميعاد، وملحمة المجاهدين، وسجل خيرة من نصر الإسلام.

 

ولهذا وفي هذه الساعة، ساعة العسرة، ومع هذه الذكرى، ذكرى هدم الخلافة، نستنهض الأمة الإسلامية لأن تعمل لإقامة الخلافة بشكل جاد، مستذكرين الحقيقة الفاقعة بأن فلسطين أعطيت للصهاينة حين هدمت الخلافة، وهي لن تعود إلا بعودة الخلافة، وهذا يكفي لأن تعمل الأمة الإسلامية بشكل جدي وقاصد لإعادتها.

 

فإلى أهل القوة والمنعة نقول:

 

أيها الجند في جيوش المسلمين، الأمة تناشدكم، فأين نخوتكم؟! فهي أعطتكم فلذات أكبادها جنودا تحت تصرفكم، واشترت لكم السلاح بأموالها، وهي اليوم تصرخ بالفم الملآن "أين أنتم يا جيوش المسلمين؟!". فهلا نصرتموها برا بها ووفاء لدينكم؟

 

أيها الجند في جيوش المسلمين، لا تنتظروا أن تأتي أوامر التعبئة العسكرية من الحكام، فلقد أشربوا الخيانة في قلوبهم حتى أصبحوا هم تعريفا للخيانة، ولا تنتظروا موافقة الغرب فهو حريص على إبقائكم في الثكنات، وأن لا تتحركوا إلا إذا أراد أن يقتل بكم أهاليكم وأن يدمر دياركم بأيديكم. بل اعتمدوا على الله وحده الذي أعز جنده، والأمة الإسلامية كانت وما زالت تعضدكم بالأموال والأنفس.

 

إلى الإعلام وصناع الرأي وأصحاب المنابر والأقلام والمنصات... ألم تعقلوها بعد؟!

 

هما حقيقتان لا مفر منهما: لقد ضاعت فلسطين حين ضاعت الخلافة، وسايكس بيكو سجن كبير صمم لحبس المسلمين... ولذلك مهما حاولتم ومهما بحثتم ومهما جربتم، فهاتان الحقيقتان هما السلسلتان اللتان تكبلان الأمة الإسلامية إلى الأرض وتمنعان قيامتها. ولقد صنعت هاتان السلسلتان في أروقة الغرب الكافر المستعمر، ولذلك ترون الغرب أحرص ما يكون على الحفاظ على هاتين الحقيقتين. فساسة الغرب وإعلامهم يحرّمون تقديم الخلافة كنظام سياسي ويعادون أسسها، كالشريعة والجهاد والحياة الإسلامية معاداة شرسة. كما أن الغرب مستعد لأن يعترف بأفسد الحكام والأنظمة في بلاد المسلمين، وأن يتغاضى عن جرائمهم بل أن يحميهم من المحاسبة، طالما أنهم يحافظون على سايكس بيكو ووظيفتها الجيوسياسية، والتي هي استعمار بلاد المسلمين وتقسيمها. ولهذا فإن على عاتقكم مهمة كبيرة ألا وهي توعية الرأي العام في الأمة الإسلامية وتصحيح بوصلته نحو العمل لإعادة الخلافة وذلك بالمطالبة بتحرك أهل النصرة وتخليص البلاد من سايكس بيكو وإقامة الخلافة. فقوموا بدوركم وذكروا الناس بأن الأرض المباركة فلسطين ضاعت حين ضاعت الخلافة وأن سايكس بيكو هو سجن كبير صمم لحبس المسلمين.

 

إلى الأمة الإسلامية جمعاء:

 

أيها المسلمون، لا شك أن الدماء تغلي في عروقكم وأنتم تشاهدون قتل أهل غزة وخذلان الحكام لهم. وهذا مقصود، فهم يريدون أن يُشعروكم بالعجز حتى تظنوا أنه لا يوجد حل. ولكن الحقيقة هو أن الحل موجود وهو يبدأ بنداءاتكم التي ناديتم بها هذه المرة وهي "أين أنتم يا جيوش المسلمين؟!"، "افتحوا لنا الحدود!"، وفعلا الحل يبدأ بتحرك جيوش المسلمين وإزاحة الحكام الخونة وتسديد الصفعة الثانية لكيان يهود بعد أن صفعه أهل غزة الصفعة الأولى، ومثل هذا التحرك لا يمكن أن ينجح إلا بكسر أبواب سجن سايكس بيكو وإلغاء الحدود بين بلاد المسلمين حتى يستطيعوا أن يتوجهوا جميعا إلى نصرة الأرض المباركة فلسطين، وهذا أمر لا يستطيع أن يفعله إلا الجيوش في بلاد المسلمين، لأنهم هم أهل القوة والمنعة وهم أهل النصرة الفعليون.

 

نعم إن إقامة الخلافة حاجة ملحة للأمة الإسلامية، ولا يستطيع أن يفعل ذلك إلا جيوش المسلمين، فهم القادرون على نصرة غزة وهم أيضا القادرون على إقامة الخلافة. فهلم إلى العمل الجاد فورا لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

م. صلاح الدين عضاضة

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع