الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    3 من ربيع الاول 1443هـ رقم الإصدار: 1443هـ / 011
التاريخ الميلادي     الأحد, 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021 م

بيان صحفي

أزمة الجوع في أفغانستان: فضيحة جديدة للنظام الدولي

 

مليون طفل أفغاني يواجهون خطر الموت بسبب المجاعة، وعشرة ملايين من الشباب والفتيات يعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة. وبينما يعاني أهل البلاد من هذه الأزمة، تتحدث الأمم المتحدة عن طالبان واستلامها للسلطة وتوحي بأن هذه الأزمة هي وليدة شهر من استلام طالبان للحكم! ففي تصريح لأنتوني غوتيريش المفوض العام للأمم المتحدة تحدث قائلاً: "إنه منذ استلام طالبان للحكم في الشهر الماضي ارتفع مستوى الفقر العام وقاربت الخدمات الأساسية العامة على الانهيار". وهذا حقاً أمر معيب! فمسؤول بوزن غوتيريش حري به أن يتحرى الصدق. فهل كانت البلاد تنعم بالأمان والرفاهية أصلاً قبل طالبان؟! تقارير الأمم المتحدة والقلق الذي يبديه المجتمع الدولي هل هي حقاً صادقة؟

 

لقد عانت أفغانستان من الويلات تحت نير الاحتلال الأمريكي طوال عشرين سنة؛ عانت فيها من القتل وتدمير البنية التحتية وتجفيف الموارد وموجات الجفاف والفقر، دون أن تقدم لها الولايات المتحدة التي احتلتها بحجة تنميتها وتطويرها أي شيء يعينها على تحقيق الاكتفاء الذاتي أو الصمود وحدها بعيداً عن المساعدات الدولية.

 

تتفاخر الأمم المتحدة بنيتها تقديم الملايين لسد جوع الأفغان، في استعراض دنيء هو من شيم الحضارة الرأسمالية. النظام الدولي الذي قتل شباب المسلمين وانتهك حرماتهم وسلب ثرواتهم، يمنّ عليهم اليوم بالمساعدات، وهو يعلم تماماً أن خروجه من أفغانستان كان بعد أن أدى مهمته في إنهاكها كلياً. فها هو وزير الخارجية الأمريكي يصرح أن بلاده خرجت من أفغانستان وهي تعلم أنها غير قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي. فلماذا يتم تسليط الأضواء إذاً على أداء طالبان وهي التي تعتبر حكومة وليدة حسب العرف السياسي الدولي؟! هل كان النظام العالمي سيتصرف باللهجة نفسها لو كان الحكم بيد القوات الأفغانية الموالية للغرب؟ لقد رأينا جميعاً كيف تقدم الأمم المتحدة مساعداتها المالية لما تسمى دول العالم الثالث مقابل تقييدها بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المسمومة التي تفرض عليها النظام الغربي كطراز للعيش. فاتفاقيتا سيداو وبكين فرضتا على بلاد المسلمين بالقوة مقابل الدعم المالي.

 

هكذا تقود أمريكا العالم: بعقلية العصابات، تجفيف لمنابع قوة الدول ونهب لثرواتها واحتلال ينهك أوصالها، ثم تمن عليها بحرية مجتزأة مشروطة مسلوبة القوة! وبعد ذلك يطل اللص علينا ليعطينا فتات ثرواتنا المنهوبة كمساعدات! ما أكرمه من لص! وكرمه لا يقف عند حد فهو لا يريد إنقاذنا من الجوع بل يحارب الإسلام الذي نحمله، ويريد أن يهبنا أنوار الحضارة الغربية لنتطور إلى السوء مثله! وصدق الله رب العالمين فيهم: ﴿وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء: 89]

 

إن هذه الأموال التي تزعم الأمم المتحدة تقديمها لأفغانستان ليست بريئة؛ فلقد رأينا ما فعله المال السياسي في سوريا وكيف كان أداة لإنهاء النّفَس الجهادي وقتل المخلصين. إن الله سبحانه قد حذرنا دائماً من مكر الكافرين، ووضح لنا كيف أنه ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 120] وكيف أنهم: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120].

 

وقد نهانا رسول الله ﷺ عن اتباعهم فقال: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ». وها أنتم يا أهل الحكم في أفغانستان رأيتم كيف أن أمريكا والنظام الدولي هم أهل الغدر، غدروا أهل فلسطين من قبل، وسوريا والعراق،... ويشاهدون اليوم إجرام النظام الهندي بالقرب منكم ضد المسلمين هناك ولا يحركون ساكناً. فهم لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة. فهل سيحرصون عليكم بعد هذا؟ ها هي البغضاء تبدو من أفواههم ويلقون عليكم باللوم في أزمة خلقوها هم أنفسهم منذ عقود فقط لأنكم حركة إسلامية.

 

إياكم أن تلقوا بحبال المودة لعدو الله وعدوكم، اقطعوا عليهم الطريق، وقوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة. إن النجاة من براثن الجوع والفقر والانهيارات الاقتصادية هي في كتاب الله الذي فصل كل شيء وفيه شفاء للعالمين. فالقرآن ليس كتاب رقية فقط بل هو بنظمه ومعالجاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية كفيل، لو أحسنتم التمسك به وتطبيقه، في إنقاذ أفغانستان والبلاد الإسلامية كلها. إن النجاة فقط بالتوحد مع أمتكم.

 

﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ

 

#أفغانستان       #Afganistan          #Afghanistan

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع