المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 9 من ربيع الثاني 1443هـ | رقم الإصدار: 1443هـ / 016 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 م |
بيان صحفي
القدس بين التهجير القسري والصمود
يواجه حوالي 70 فلسطينياً، نصفهم تقريباً من الأطفال، خطر التهجير القسري في حي الطور بالقدس في انتظار قرار محكمة كيان يهود بشأن مصير بنايتهم السكنية التي يقطنون فيها. حيث تم إبلاغهم أن لديهم أسبوعاً متبقياً في منازلهم قبل هدم المبنى لعدم حصولهم على تصريح بناء. وعليهم إما دفع 200 ألف شيكل قابلة للاسترداد (حوالي خمسة وستين ألف دولار)، أو معهم حتى نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر للتدمير الذاتي، أو ستقوم الدولة بذلك نيابة عنهم، بتكلفة اثنين مليون شيكل (حوالي ستمائة وخمسين ألف دولار). ويقع هذا المبنى المكون من خمسة طوابق في حي الطور المعروف أيضاً باسم جبل الزيتون، ويؤوي 70 ساكناً من 10 عائلات منذ بنائه دون تصريح بناء عام 2012 مثل العديد من المنازل الأخرى في المنطقة، رغم تقدمهم مراراً للحصول على تصريح بناء، وقضوا ما يقرب من تسع سنوات في المحاكم يقاومون أمر الهدم، لكنهم جوبهوا برفض سلطات الاحتلال بذرائع مختلفة في كل مرة.
إن البناء غير المرخص في الطور وغيره من أحياء القدس ليس لأن الناس لا يريدون الترخيص، بل لأن سلطات الاحتلال ترفض إصدار تصاريح بناء في هذه الأحياء وغيرها في الجزء الشرقي من القدس المحتلة. وهذا جزء من نظام تخطيط مقيّد يجعل من المستحيل فعلياً على الفلسطينيين الحصول على تصاريح البناء، ما يعيق تطوير الإسكان الملائم والبنية التحتية وسبل العيش في ظل الزيادة الكبيرة في عدد سكان تلك الأحياء. وبعد ذلك وبحجة عدم الترخيص تتبع حكومة الاحتلال سياسة التهجير القسري والهدم في تلك الأحياء وغيرها في أرجاء القدس؛ وذلك في إطار تفريغ المدينة المباركة من أهلها. وتقوم محاكم الاحتلال بإعطاء الغطاء القانوني لحكومتها في إطار تنفيذ هذه البرامج. وقد خصصت 12% فقط من مساحة شرقي القدس يُسمح لأهل فلسطين بالبناء فيها، مقابل 42% خصصت للمستوطنين. وتم طرح العديد من المخططات والمشاريع الاستيطانية الكبرى التي تسعى للسيطرة الكاملة على كل القدس. ومن هذه المخططات إقامة شارع الطوق في القدس الذي يشمل المدينة من الشرق والغرب، والذي سمي بالطريق الأمريكي، والذي تشمل المرحلة الثالثة منه نفقاً أسفل جبل الزيتون وفيه حي الطور المذكور.
إن أكثر من يتأثر بهذه السياسة هم النساء والأطفال الذين يسكنون تلك الأحياء والبيوت. فحياتهم مليئة بالتشتت والخوف والقلق؛ فلا يشعرون بالاستقرار ولا يعيشونه تحت تهديد يهود المستمر لهم بهدم منازلهم وأوامر إخلائهم بحجة البناء غير المرخص، فيهود يرهقون أعصابهم ويستنزفونهم مادياً وعاطفياً ما يؤثر سلباً على حياتهم بشكل كامل.
يحصل هذا تحت سمع وبصر كل المتخاذلين المنافقين المتباكين على القدس ومقدساتها وأهلها، وأولهم سلطة العار التي تقف عاجزة ذليلة أمام تلك المخططات والمشاريع الاستيطانية الاستعمارية، تقف خانعة عمياء طرشاء عن نداءات هؤلاء النسوة والأطفال المهددين برميهم في العراء بلا سقف يؤويهم ولا جدار يحميهم، تقف خرساء وهي التي تتبجح ليل نهار بشعارات جوفاء حول القدس والدفاع عنها، وهي التي أصبحت ذراع الاحتلال الخبيث ضدها وضد فلسطين وأهلها.
فيا أهل فلسطين، ويا أصحاب تلك البيوت: تعلمون أنه لن تحميكم قرارات أمم متحدة ولا محاكم دولية ولا منظمات حقوقية ولا رويبضات ارتضوا الخيانة والتخاذل، وتعلمون أنه لن يحميكم إلا دولة تحكم بالإسلام وتقطع دابر الأعداء والمتآمرين جميعاً. وهذا اليوم قادم قريبا بإذن الله مهما خيم الظلم والظلام، فلتخلصوا النية لله، فما النصر إلا من عنده جل وعلا، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |