حزب التحرير يستنكر تبريرات نظام رحيل/نواز لاستمرار وجود الولايات المتحدة في المنطقة، بعد الانسحاب الأمريكي المحدود من أفغانستان. ففي مقابلة نُشرت في الأول من كانون الثاني/يناير 2014م، قال سفير النظام الجديد في الولايات المتحدة (جليل عباس جيلاني): "إنّ مجرد الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية له آثاره السيئة، فقد بدأت باكستان بالفعل بتلقي المزيد من اللاجئين الأفغان... والمسؤولية تقع على عاتقنا في حالة انسحاب الجزء الأكبر من القوات".

إنّ هذا القول هو كذبٌ مفضوح، لأنه يدّعي أن المنطقة ستكون في وضع أسوأ بعد الانسحاب الأمريكي الجزئي! لكن الحقيقة التي ثبتت على أرض الواقع، وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن، أنّ كلاً من باكستان وأفغانستان بحاجة ماسّة إلى إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة بشكل كامل، بما في ذلك السفارات والقنصليات الأمريكية، والموظفون والدبلوماسيون الأمريكيون، والاستخبارات العسكرية والقوات الخاصة.

فهذا الوجود الأمريكي لم يجلب إلا الدمار والبؤس للمسلمين في أفغانستان، فهو الذي يسمح بوجود شبكة مسئولة عن عدة تفجيرات واغتيالات داخل حدودنا (شبكة ريموند ديفيس)، التي تُستخدم كمبرر لتوريط قواتنا المسلحة في المناطق القبلية. كما أنّ الوجود الأمريكي عمل بدوره على تأمين وجود هندي في أفغانستان، يزعزع استقرار باكستان من خلال بلوشستان والمناطق القبلية.

إنّ توقيت هذا التصريح يدل على أن شيئاً لم يتغير منذ عهد مشرف/عزيز وكياني/زرداري. كما يأتي هذا التصريح بعد إعلان أمريكا بأنها لن تنسحب من المنطقة بشكل كليّ، ففي الثالث من كانون الأول/ديسمبر 2013م، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لجنوب ووسط آسيا (نيشا ديساي بيسول): "إنّ مشاركتنا مع المنطقة الباكستانية الأفغانية دائمة، ولن نذهب إلى أيّ مكان". كما يأتي التصريح متزامناً مع سعي أمريكا لتأمين وجود دائم لها في المنطقة، ففي السابع من كانون الأول/ديسمبر 2013م، أعلن وزير الدفاع الأمريكي (تشاك هاغل) أنه تلقى تأكيدات - خلال زيارة له لكابول - بأنّ الاتفاق الذي سيوقّع بين أمريكا وأفغانستان سيسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان لما بعد عام 2014م. وبالتالي فإن نظام رحيل/نواز يسير على طريق الغدر والخيانة نفسه الذي سار عليه نظام كياني/زرداري، ومن قبله نظام مشرف/عزيز.

إنّ الحاجة الآن ملحّة لإعادة إقامة الخلافة، التي ستعمل على استئصال البنية التحتية للعدو في منطقتنا، مستخدمة جميع الوسائل والسبل الممكنة. وفي ظل دولة الخلافة سنُحكم بأوامر الله سبحانه وتعالى فقط، بدلاً من الاحتكام لهمجية أعدائنا. قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان