بيان صحفي

تغيير وجه الديمقراطية ليس كافيا أبدا

اسعوا من أجل إنهاء الديمقراطية، حارسة الفساد والاضطهاد

(مترجم)

اليوم الجمعة 28 تموز/يوليو 2017 بعد الظهر بقليل، استبعدت المحكمة العليا الباكستانية رئيس الوزراء نواز شريف من تولي مناصب عامة وأوصت بحالات مكافحة الفساد ضده وضد أسرته والوفد المرافق له. في عصر ينغمس فيه العالم الإسلامي بأسره في الفساد والاضطهاد، ليس من المستغرب أن يبتهج المسلمون بقرار فيه بعض من طعم العدالة. ومع ذلك، دعونا نتذكر جميعا بأننا لن نرى أبدا العدالة الكاملة والشاملة، حتى نرى نهاية الديمقراطية، حارسة الفساد. دعونا نتذكر أن رسول الله e حذرنا «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْن» [البخاري ومسلم]. والواقع أننا كنا نتعرض دائما للّدغ عندما يكون هناك تغيير في وجه الديمقراطية، ولكن الديمقراطية نفسها لا تزال قائمة. لقد فرحنا عندما رأينا نهاية نواز شريف في عام 1999 ورحبنا بحرارة بمشرف، ثم فرحنا في نهاية مشرف ورحبنا بحرارة بزرداري، ثم فرحنا في نهاية زرداري ورحبنا بحرارة بنواز، والآن نفرح في نهاية نواز ولكن سرعان ما سنلعن الوجه الجديد، لأن الديمقراطية لا تزال قائمة!! كم عدد المرات التي سترفع فيها الديمقراطية آمالنا، فقط لكي تنهار مرة أخرى؟!

ولنتذكر أنه أينما وجدت الديمقراطية، وجد الفساد. حيث كشفت أوراق بنما عن فساد الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم، من روسيا إلى أمريكا الجنوبية، وليس فقط في باكستان. وعلاوة على ذلك، فإن الديمقراطية هي الحارس لجميع أشكال الفساد، المالية وغيرها. والديمقراطية هي الحارس للحكم بما يغضب الله سبحانه وتعالى، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]. والديمقراطية هي الحارس لحرمان الشعب من نصيبهم الشرعي من ثروة الأرض، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ﴾ [الحشر: 7]. والديمقراطية هي حامي التحالف مع أعداء الإسلام والمسلمين، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51]. والديمقراطية هي الوصي عن التخلي عن المسجد الأقصى ومسلمي كشمير المحتلة، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].

لذلك، دعونا لا نلدغ مرة أخرى من قِبَلِ الديمقراطية ونسعى مع شباب حزب التحرير لتأمين القضية الحقيقية للابتهاج، والحكم بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنّة رسوله e، والسعي بجدية لتحقيق بشرى رسول الله e، عندما قال: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» [رواه أحمد].

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان