بيان صحفي

تتحقق وحدة المسلمين في رؤية هلال رمضان وشوال من خلال الالتزام الصحيح بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، كان المسلمون يبدأون صيامهم ويفطرون معاً، وفقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» (النسائي)، والحديث يخاطب المسلمين بصيغة الجمع، وهذا يدل على أن هذا الحكم هو في حق جميع المسلمين، بغض النظر عن مناطق سكناهم. وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رؤية الهلال من أي مسلم في أي بقعة من الأرض، يوجب على المسلمين في مختلف بقاع الأرض قبول رؤيته. وفيما يتعلق بمشاهدة الهلال، فإنه لا يوجد تفضيل في رؤيته بين مسلم وآخر ولا بين مكان وآخر. وقد ورد عن مجموعة من الأنصار رضي الله عنهم القول «غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ فَأَصْبَحْنَا صِيَاماً فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوُا الهِلَالَ بِالأَمْسِ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الغَدِ» (أحمد).

وبالنسبة لما روي عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنه، الذي رد رؤية الشام التي نقلها إليه أحد المسافرين بين الشام والمدينة المنورة، فقد فهم العلماء هذا الرد أنه اجتهاد لابن عباس رضي الله عنه، ومعلوم أن اجتهاد الصحابي لا يخصص ولا يقيّد ما جاء في القرآن أو السنة من نصوص. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الاجتهاد يتعارض مع الأدلة المذكورة أعلاه، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبِلَ رؤية المسافرين الذين قدموا إلى المدينة المنورة من خارج المدينة، لذلك يجب على جميع المسلمين أن يبدأوا صيام رمضان معا ويحتفلوا بالعيد معا. إنّ رؤية أي مسلم الهلال، وفي أي مكان في العالم، في بداية شهر رمضان وفي بداية شوال، يوجب شرعا على جميع المسلمين قبول رؤيته.

إنّ الرؤية المعتبرة هي الرؤية بالعين المجردة، ولا تصح الحسابات الفلكية كبديل عن الرؤية بالعين، فالسبب الشرعي لوجوب الصوم والفطر هو رؤية الهلال بالعين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» (البخاري). وهكذا فقد جعل الإسلام تحديد بداية رمضان وشوال عند رؤية الهلال، لذلك لا يجوز استخدام الحسابات لتحديد بداية شهر رمضان أو الاحتفال بالعيد في بداية شوال.

ومن خلال التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستضمن الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله توحيد الأمة الإسلامية العظيمة، من إندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا، وبشكل عملي في شهر رمضان المبارك، بدايته ونهايته.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان