المكتب الإعــلامي
روسيا
التاريخ الهجري | 26 من محرم 1436هـ | رقم الإصدار: 06 / 1436u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 م |
بيان صحفي (أطفال 404) أم كارثة انتشار الشذوذ الجنسي! (مترجم)
كشفت لجنة رقابة الإنترنت وتقنيات الاتصالات الروسية في المنطقة الاتحادية الوسطى عن انتشار دعايات للشذوذ الجنسي بين الأحداث (من هم دون 18) في مجتمعات الشاذين جنسيا أو ما يعرف بـ (أطفال 404). حيث إن هذه الدعايات انتشرت في موقع التواصل (الاجتماعي) (فكونتاكت) وقد وصلت أعداد منتسبي هذه الصفحات إلى 39 ألف شخص. حيث إنه في مجموعة واحدة وفي موقع واحد لإحدى المنظمات يقوم القائمون على هذه الصفحات بجمع رسائل الأحداث الشاذين، ويتناقش المشاركون في مشكلة ما والطرق الأنسب لحل هذه المشاكل وفق توجهاتهم الجنسية الشاذة!!!
هذه واحدة من مشاكل عدة أظهرت الخزي والعار في الواقع الروسي الذي ينتشر فيه إدمان الكحول والمخدرات والدعارة والانتحار والفساد واغتصاب الأطفال وغيرها من المآسي التي تنهش مجتمعات قرن الـ 21 الرأسمالي.
ويعزى انتشار الشذوذ الجنسي بين الأحداث في روسيا إلى عوامل عدة:
- القانون؛ حيث إن القانون الذي تم إقراره وأصبح نافذا في 1 أيلول من سنة 2012 المعدل للقانون الاتحادي لحماية الأطفال من المعلومات التي تتسبب بالأذى لصحتهم ونموهم. حيث إن هذا التعديل يبحث في تصنيف المعلومات في عدة تصنيفات عمرية، مثل منتجات للأطفال الذين أتموا السادسة من العمر +6 أو أتموا الثانية عشرة +12 أو السادسة عشرة +16. وبهذا يصبح وضع علامة +6 أو +12 أو +16 على المنتجات المعلوماتية أمرا إلزاميا. مع أن هذا لا يفي بالغرض لأن الطفل يستطيع تجاهل هذا الأمر ببساطة مما يجعل هذا القانون ضعيفا وغير قابل للتطبيق.
- الشكليات في الالتزام بالقانون؛ بغض النظر عن وجود الكثير من المنع الموجه لحماية الأطفال من المحتويات المخالفة للقانون، إلا أن هذا لم يساعد على نفاذ القانون على تلك الشبكات وخير مثال هو مجموعة (أطفال 404) والكثير مثل هذه المجموعات التي تنتشر بدون عوائق في مواقع التواصل (الاجتماعي). وبهذا تقوم الجهات المسؤولة بالاهتمام بالأطفال وبنفاذ القانون وسريانه، ويتجاهل السياسيون والناس هذه الأمور مع علمهم بها لأنهم لا يريدون عرضها للنقاش مجددا.
- الأفكار المنتشرة؛ حيث تنص المادة الأولى من دستور روسيا الاتحادية على أن روسيا دولة ديمقراطية، وتنص المادة الثانية على أن حرية وحقوق الفرد هي أسمى أهداف الدولة. فبهذا تكفل الدولة حرية الفرد وحقوقه. وتقوم أيضا بحماية الطفل من مثل هذه الدعايات من هكذا مجموعات إلا أن الطفل عندما يبلغ السن القانونية فإنه يملك الحرية الكاملة ليصبح شاذا جنسيا خصوصا وأن الدعايات للشذوذ مسموحة بين البالغين، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة. فالتناقض واضح بين قانون حماية الأطفال والحرية الفردية. وبهذا أصبحت روسيا أسيرة الأفكار الغربية المدمرة التي توفر للإنسان كل شروط الشذوذ بل وتكفل له حرية ذلك تحت مسمى الحرية الشخصية. روسيا تستطيع أن تنقذ نفسها من هذه القذارات بأن ترفض الرأسمالية ومبادئها وذلك لأن الحرية من أساسيات الرأسمالية.
هذه المشكلة وغيرها من المشاكل لا توجد في مبادئ المجتمع الإسلامي المبني على أسس الشريعة الإسلامية. فهذا ناتج عن صرامة الإسلام في التعامل مع الشذوذ الجنسي لأنه يعتبر إثماً عظيماً. ومما يميز المجتمع الإسلامي عن المجتمع الرأسمالي هو أنه في المجتمع الإسلامي فإن الزواج بين الرجل والمرأة هو الأمر الطبيعي وهذا الشيء يعطي وضوحاً في التوجه ويعني حماية الأسر والجنس البشري بل ويحمي الدولة أيضا. فعندما يقوم شخص ما بخرق هذا الحد فإن الشريعة الإسلامية تعاقبه عقوبة رادعة له ولغيره لكي لا يتكرر هذا مجددا.
في كل فترة وجود نظام الخلافة الإسلامية كانت هذه الأنظمة حاضرة في ذهن المسلمين وهم إلى الآن يتمسكون بهذه المبادئ ولهذا وإلى الآن نجد بأن سكان جمهوريات شمال القوقاز أقل الناس تعرضا لهذه المشاكل وبطبيعة الحال أكثر العائلات تماسكا. وهذا كله بحسب الإحصائيات حيث إن أقل نسب من الطلاق وعدم وجود الأطفال المشردين هي بين المسلمين. لذلك أينما يغيب هذا النظام نجد الدعايات للشذوذ منتشرة ونجد أن الناس تتبدل لديهم المفاهيم تجاه هذا الإثم العظيم الذي وصل إلى أن تجرأ الشاذون أن يؤسسوا تلك الحركات والمنظمات بل ويتظاهرون لأنهم لا يستطيعون نشر مفاهيمهم الشاذة في المناطق التي يسكنها المسلمون كما يدعي ناطق هذه الحركة (إيجور كوتشيتكوف) حين قال: (في روسيا هنالك أماكن الوضع فيها سيئ وهنالك أماكن الوضع فيها سيئ للغاية ومن ضمنها شمال القفقاز حيث إن الشخص هناك لا يستطيع حتى أن يتكلم عن الشذوذ الجنسي... ونحن لا نستطيع أن ننظم رقابة في تلك الجمهوريات لأن الناس يخافون. والمشكلة كبيرة لدرجة لأننا لا نملك عنها أي معلومات).
وبذلك وبالدليل القطعي يظهر بأن الحرية بمفهوم الفكر الرأسمالي تدمر المجتمعات ولا تبنيها. والحرب الرسمية التي تقوم بها السلطات في الدولة تعطي انطباعاً بأن المشكلة قد حُلّت ولكنها في الواقع ليست كذلك بل على الأغلب أنها تفاقمت. المجتمع يحتاج إلى حماية قوية من شر الفكر الرأسمالي ومفاهيمه ومثال على ذلك ما ذكر آنفا وما دل على أن الإسلام هو وحده القادر على حل مشاكل العالم المعاصر وتوفير حياة كريمة للبشرية جمعاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا» [رواه البخاري عن النعمان بن بشير].
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير روسيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-russia.info |
E-Mail: mail@hizb-russia.info |