الأحد، 25 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    24 من جمادى الأولى 1447هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 1447 / 55
التاريخ الميلادي     السبت, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 م

 

 

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير/ ولاية السودان في المؤتمر الصحفي بعنوان:

(هدنة الرباعية وخطورة التفاوض على أساس الحضارة الغربية)

 

 

 

منذ أن أعلنت الرباعية؛ التي تضم إلى جانب أمريكا، كلا من السعودية ومصر والإمارات، عن بيانها في 12/9/2025م، بشأن الأزمة السودانية، وكثير من الناس في السودان منقسمون إلى تيارين؛ تيار يؤيد بيان الرباعية الداعي إلى مفاوضات وتسوية سياسية، بحجة أنه يأتي بالسلام، والتيار الآخر يقول برفض ما جاء في بيان الرباعية، ويطالب بمواصلة الحرب. وبالرغم من أن الطرفين مسلمان، إلا أنهما لم يجعلا الإسلام أساساً ينطلقان منه لتحديد مواقفهما، وكان الأصل أن يحدث ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾، والرد إلى الله ورسوله هو رد إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسول الله ﷺ.

إن رد النزاع الحاصل والحرب المستعرة في السودان، إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، يوصل إلى الحقائق التالية:

 

أولاً: من يمسك بملف حرب السودان هي أمريكا، وهي من ترأست الرباعية، وإشراك بعض الدول العربية هو من باب ذر الرماد في العيون، فمصر والسعودية والإمارات، لا تملك من أمرها شيئاً، فالأمر كله بيد أمريكا، وهي دولة كافرة مستعمرة، لا يجوز أن تدخل بين المسلمين، لأنها عدو وليست صديقا، أما قول وزير الخارجية السوداني، محيي الدين سالم إن السودان يتعامل مع أشقائه في مصر والسودان ومع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو قول مردود عليه! فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾.

 

 ثم إنهم؛ أي الكفار، لا يريدون لنا الخير، كما قال عز وجل: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فمن لا يريد لنا الخير من ربنا فكيف يأتي الخير منه؟! وكيف لو كان الكافر هو رأس الكفر أمريكا؛ التي تقطر يداها من دماء المسلمين في أرجاء المعمورة.

 

ثانياً: إن الحضارة الغربية التي على رأسها اليوم أمريكا، تقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة، وهي عقيدة قائمة على الحل الوسط، فليس عندهم حق وباطل، لذلك يسعون دائما لحل النزاعات عن طريق الحل الوسط، أي التوفيق بين الطرفين المتخاصمين، وهو أن يقدم كل طرف بعض التنازلات، حتى يلتقي الطرفان في منطقة وسطى، وذلك لأن الحقيقة عندهم نسبية وليست مطلقة. لذلك يراد لهذه المفاوضات التي ترعاها الرباعية على أساس الحل الوسط، أن تكرس للمساواة بين الدولة ومن تمرد عليها، ثم تأخذ تنازلات من كل طرف لصالح الآخر، ما يفضي إلى فصل دارفور! لأن المفاوضات مبنية على الحل الوسط، وليس على الحل الصحيح الذي يحق الحق ويبطل الباطل.

 

ثالثاً: إن الكفار المستعمرين عندما يسعون لحل النزاعات في بلاد المسلمين، والتي يكونون في الأصل هم سببها، أو هم من أوجدوها عبر عملائهم، فإنهم يحلونها على أساس مصلحتهم هم، وما يريدونه هم، وليس ما يكون في مصلحة أهل البلاد. سواء أتدخل الكفار بأنفسهم، أم بالوكالة عبر منظماتهم الإقليمية؛ الاتحاد الأفريقي أو الإيقاد أو غيرهما، وما فصل جنوب السودان عنا ببعيد، فتحت لافتات الحجج الخبيثة نفسها، من جلب السلام والاستقرار وغيرها، فصلوا جنوب السودان، وحرصوا على نقل العدوى إلى دارفور لسلخها، وكذلك يفعلون. ولأجل هذا الهدف؛ سلخ دارفور، وتفتيت السودان، أشعلت أمريكا هذه الحرب المدمرة، ووقودها حرمات المسلمين، ترسم بدمائهم حدوداً لدولة جهوية، أو عرقية، أو حتى قبلية، على أنقاض السودان، تسميها أمريكا زوراً وبهتاناً تصحيحاً لخرائط سايكس بيكو، وظلت أمريكا تمسك بالملف طوال عامين ونصف العام، تساوي بين الدولة، وبين من تمرد عليها، وتنضج طبختها على نار هادئة، وتناور وتلف وتدور من منبر إلى منبر، إلى أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها، على كامل إقليم دارفور بعد سقوط الفاشر، فكثفت أمريكا عبر الرباعية الدعوة إلى هدنة سمتها إنسانية، ثم تفاوض يفضي في حقيقته في نهاية الأمر إلى فصل دارفور، بسيناريو الجنوب نفسه، أي باسم إيقاف الحرب، وإيجاد السلام، يتحقق لأمريكا هدفها في تمزيق السودان عبر حدود الدم.

 

رابعاً: إن مواصلة الحرب على الوتيرة الجارية منذ اندلاعها في العام 2023م، لن تقضي على قوات الدعم السريع، بل ستؤدي إلى السيناريو الليبي بوجود حكومتين، والنتيجة في الحالتين هي انفصال دارفور، وهو ما تسعى له أمريكا عبر عملائها!

 

هذا هو الواقع، فما هو الحل إذا؟

 

 

  • إن الحل يلتمسه المسلم حصرياً في الوحي العظيم؛ عقيدة الإسلام، في الكتاب والسنة وما أرشدا إليه.

 

  • إن حل الإسلام العظيم لأي قضية، لا يقوم على أساس الحل الوسط والتوفيق بين الطرفين، بل يقوم على إحقاق الحق وإبطال الباطل، فصاحب الحق يأخذه كاملا غير منقوص.

 

  • إن غياب الشرعية هو آفة الآفات، فكل شخص حمل السلاح، وامتلك القوة، يريد أن يصبح حاكماً على الناس، حتى أصبح أسهل طريق للاستوزار، وأخذ الأنصبة في الحكم هو التخابر مع الخارج، وحمل السلاح، وانتهاك حرمات الأبرياء، بل صار ذلك عرفاً مرعياً لا يجد أدنى استهجان، بل حتى قيادات المجتمع؛ من مفكرين، وإعلاميين، وسياسيين، يضعون خدماتهم عند قدمي العملاء المتخابرين مع الخارج! ولتصحيح ذلك يقضي الإسلام بقاعدة أن السلطان للأمة، ما يحتم أن يُرد للأمة سلطانها المغتصب، لتؤسس حياتها على أساس عقيدة الإسلام، بإقامة نظام الخلافة.

 

  • وتقضي معالجة الإسلام، بأن من يحمل السلاح في وجه الدولة التي تطبق الإسلام ويدعي مظلمة، فإن الدولة تطلب منه أن يضع السلاح لتستمع إلى مظلمته، فإن فعل، جلست الدولة معه، واستمعت لمظلمته، ورفعتها عنه، وإن رفض وضع السلاح، قوتل قتال تأديب حتى يضع السلاح، ولا تسمح الدولة لأي دولة أجنبية أن تدخل في هذا الأمر، ناهيك أن تسمح لمن أشعل الحرب من عدو كافر يدعي الوساطة.

 

  • إن معالجة الإسلام لقضية التمرد والخروج على سلطان الدولة، هي المعالجة الشرعية التي تحقق العبودية لله رب العالمين، وهي فوق ذلك معالجة صحيحة، منطبقة على واقع المشكلة؛ تحافظ على وحدة الدولة، وتمنع تدخل الأعداء المتربصين في شؤونها، فلنلزم هدي حبيبنا ﷺ.

 

أيها الأهل في السودان، أيها المخلصون من أهل والمنعة:

 

ما زال حزب التحرير/ ولاية السودان، يعمل بينكم ومعكم، من أجل استئناف الحياة الإسلامية، يبصركم ويلفت أنظاركم، أن الطريق والمخرج من حياتكم البائسة هذه، والتي هي في سخط الله سبحانه وتعالى، إنما يتمثل، في أن يتبلور عندنا جميعا هدف واحد، وهو كيف يعطي المخلصون من أبنائنا من أهل القوة والمنعة، النصرة لحزب التحرير، ضمانة تطبيق الإسلام، وتحرير الناس من الاستعمار، وحمل الإسلام إلى العالمين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع