الأربعاء، 30 صَفر 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    21 من ذي الحجة 1435هـ رقم الإصدار: u062d/u062a/u0633/ 47/ 2014
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 15 تشرين الأول/أكتوبر 2014 م

رد على مقالة للصحفي طه النعمان

 

 

الأخ/ طه النعمان،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


لقد اطلعنا على مقالتكم المنشورة بجريدة آخر لحظة بتاريخ 1 أكتوبر 2014م، فوجدنا فيها نقاطاً تستأهل الرد والتبيان ونقاطاً أخرى لا يُلتفت إليها؛ فهي محض لغو لا يفيد، ولأن حزب التحرير قّوام على فكر المجتمع وحسه فنقدم نصيحتنا هذه لصاحب المقالة لتصحيح ما يحتاج إلى تصحيح وتبيين، ونسأله تعالى أن يهدي الجميع بفكر الإسلام المستنير، فتنهض أمتنا على أساس فكرها الراقي وهو سبحانه الهادي.


ورداً على مقالتك فإننا نورد النقاط الآتية، وهي:


1/ ذكرت في مقالتك: "إذا حذفت عزيزي القارئ كلمة (الذين) المكررة مرتين فإن صافي كلمات العنوان تصبح (32) كلمة... عنوان بالغ الطول بمقاييس الصحافة وعلوم الاتصال الجماهيري...".


إن النشرة التي استلمها الأخ طه هي بعنوان (الصليبيون الجدد يجمعون كيدهم ويواصلون القتل والعدوان على بلاد المسلمين والحكام في المنطقة يقاتلون تحت لوائهم دون أن يستحيوا من الله ورسوله والمؤمنين)، فكيف تقول إن هنالك كلمة (الذين) وهي مكررة مرتين؟!، من أين أتيت بها يرحمك الله!.


وليس صحيحاً أن عدد كلمات العنوان (32) كلمة!، فكيف حسبتها؟!، ومع أنه واضح أنك استخدمت طريقة حساب غير صحيحة حسب علوم الحساب والرياضيات!، إلا أننا أدركنا أنه خطأ مطبعي، ولذلك فنحب أن نهديك نصيحة تتعلق بمحاذير كتابة المقالات الصحفية حسب المعايير الدولية للإعلام والصحافة (ISM)، فإن الأخطاء المطبعية المتكررة خطر كبير! فانتبه لها مستقبلاً... يقول (كريس اليوت) في مقالة على الغاردين البريطانية في 2 فبراير 2014م: "إن الأخطاء المطبعية من أخطر العوامل التي قد تؤثر على سمعة الصحف أو مصداقية الصحفيين"، ولاهتمامنا بسمعة صحيفتكم الغراء ومصداقيتك فأحببنا أن نهديك هذه النصيحة.


2/ ذكرت في مقالتك: "خصوصاً فكرة الخلافة التي يعتبرها الحزب أحد أركان الإسلام... ولا ضير إذا كان ذلك اجتهاد حزب سياسي".


غريب أمرك يا أخي!، فيبدو أنك ما زلت تغرد تغريدات قديمة قد تخطتها الأمة منذ سنين طوال...


نعم، إن الخـلافة هي ثابت أصيل من ثوابت الإسلام، فبها يطبق الإسلام العظيم وبدونها لا يطبق الإسلام، فتصبح الأمة كالأيتام على مأدبة اللئام... قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية: "عقد الإمامة لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع، ويجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت وزعيم الأمة، ليكون الدين محروساً بسلطانه جارياً على سنن الدين وأحكامه". إن الخـلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم بالدعوة والجهاد، وأدلة فرضية هذه الدولة مستفيضة من كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأدلة الخـلافة معلومة مشهورة تكاد لا تخفى على مسلم!، لكننا نورد بعضها من باب الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين... يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ ولا يأمر الله بطاعة من لا وجود له. فدل على أن إيجاد ولي الأمر أي الخليفة واجب. فالله تعالى حين أمر بطاعة ولي الأمر فإنّه يكون قد أمر بإيجاده. فإن وجود ولي الأمر يترتب عليه إقامة الإسلام، وترك إيجاده يترتب عليه تضييع الحكم بالإسلام، فيكون إيجاده واجباً لما يترتب على عدم إيجاده من حُرمة، وهي تضييع الحكم بالإسلام.


نعم، إن دولة الخـلافة هي أهم أمر فَرَضَهُ رب العالمين، وهي أقوى من التشويه والتشويش، فهي مسطورة قولاً وفعلاً في كتاب الله وسنة رسوله وإجماع صحابته الكرام، وهي بإذن الله ستعود خلافة راشدة كما وعد الله سبحانه وبشر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن الأمة باتت تتوق لذلك اليوم، بل وتعمل له بجد واجتهاد وإخلاص مع الله وصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمة هكذا حالها مع الله فهو سبحانه ناصرها لا محالة: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.


3/ تقول في مقالتك: "فالمؤامرة سيدي الناطق أكبر... كل ما فعلوه هو أنهم حركوا الفوضى الخلاقة في التوقيت المناسب للقضاء على الدول والجيوش لتقسيم المنطقة إلى عشرات الدويلات والإمارات".


إذن فإنك ترى أن أمريكا هي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، وأنها هي من أشعلت الوضع وتآمرت على المسلمين، وترى كذلك أن خطر تنظيم الدولة الإسلامية أيضاً عظيم، ثم تخرجُ من كل ذاك بنتيجة عجيبة!، وهي أنه لا ينبغي لحزب التحرير أن يرفض تدخل الكفار المستعمرين في المنطقة، وتستنكر علينا رفضنا تنفيذ مخطط أمريكا!، أي أنك ترى أنه لا بأس في إدخال أمريكا إلى المنطقة لتقسم الدول لدويلات وإمارات ولتدمر جيوش المنطقة...


إن أمرك بحق غريب عجيب!... إنك تسير على نسق: "ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ"، فكيف نعالج (شر) تنظيم الدولة بالاستعانة بإمبراطورية الشر أمريكا؛ أليست أمريكا هي الداء الزُؤام؟!، أليست هي التي تريد تمزيقنا وتمزيق الدويلات المتبقية؟، إن منطقك بحق معتلّ، فليتك يا أخي اعترضت على حزب التحرير اعتراضاً مقنعاً أتبعته بتصور لمجابهة مؤامرة الشر الأمريكية، لكنك اعترضت بمنطق معتل، بل فوق ذاك لم تقدم حلاً لمواجهة المؤامرات الأمريكية على بلاد المسلمين، إن اعتراضك هذا ترسيخ للاستسلام والرضوخ للقوى الإمبريالية دون فعل سياسي رادع... ونقول لك إن الأمة الإسلامية أمة حية لا ترضخ للكافرين، ومهما بلغ كيد الكافرين فإن الأمة له بالمرصاد: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.


4/ ويرى الكاتب أننا نهون من (شر) تنظيم الدولة وتشويهه للإسلام... إن حزب التحرير لا يهون ولا يهول، بل هو يعالج الشر بما يستلزمه من ترياق، فإن (انحراف) التنظيم له علاج في منظومة الإسلام وفقَ الأحكام الشرعية، فإن الله سبحانه لا يغفل أمراً، لكنّ الذي يستورد علاجاً من خارج دين الله، فيتسول الكفار المستعمرين ويدخلهم لبلاد المسلمين هو الذي سيشقى ويبلى!.


يا طه إن الله سبحانه لم ينزل أحكامه على طه الأمين صلى الله عليه وسلم ليشقى: ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾، إن دولة الخـلافة وحدها القادرة على معالجة أخطاء التنظيم وفقَ الأحكام الشرعية، وإرجاعه لجادة الصواب، فإن أي انحراف عن الحق يعالج بتطبيق الحق والإسلام، ومن غير دولة الخـلافة يطبق الإسلام؟... إن الخـلافة تقذف الباطل كله؛ سواءً (باطل) التنظيم أو حكام العرب، تقذفه بالحق فيحقَ الحقُ ولو كرهِ الكارهون: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾... وأما إدخال أمريكا واستجداؤها لتستبيح البلاد والعباد وتنهب الثروات وتدمر إمكانيات الأمة، وبمباركة من حكام المسلمين... إن هذا بحق لإحدى الكُبَر!.


5/ وأما حديثك عن أن أمريكا تريد تقسيم البلاد وتدمير الجيوش... فقد صدقت فيه، ونقول لك يا أيها الأخ طه:


إن الخـلافة الراشدة هي التي تقف بالمرصاد ضد مؤامرات أمريكا والغرب الكافر المستعمر ومن غير الخـلافة؟، من غيرها وحد البلاد وحكم معظم العالم القديم فعاش المسلمون وأهل الذمة من اليهود والنصارى في كنف الخـلافة عيشاً كريماً هنيئاً؟... نعم إن الخلافة هي مُوحدةُ المسلمين وقاصمةُ ظهر الكافرين المستعمرين، إن الخـلافةَ هي البِضاعةُ والصِناعة، هي العِزُّ والمَنعة، هي حافظةُ الدين والدنيا، هي الأصلُ والفَصل، بها تُقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وتُفتَح الفُتوح وتُرفع الرؤوس بالحق لله رب العالمين... هي التي ستقضي على اتفاقية (سايكس وبيكو 1916م) وتزيل الحدود الاستعمارية فتجسد وحدة المسلمين على أرض الواقع، نعم يا طه هكذا نُفشِلُ خطط أمريكا وخطط الكفار الغربيين، ونعيد للإسلام والمسلمين عزهم الذي غاب منذ سنين.


وختاماً إننا يا أخي لم نورد هذه الردود بأدلتها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خوفاً على الأمة من التضليل بل لنقيم عليك الحجة أمام الله!، فالأمة الإسـلامية أوعى من أن تضلل بلغو قول... وما مطالبة الملايين حول العالم لإقامة دولة الإسلام؛ الخـلافة الراشدة إلا خير شاهد على ذلك، وإلا فكيف تفسر رفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ راية العقاب، راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ الراية السوداء حول العالم في أيدي الملايين من مشارق الأرض حيث إندونيسيا شرقاً مروراً بالشام الأبية وتعريجاً على مصر الكنانة والسودان وانتهاءً بالمغرب العربي، أليس كل ذلك معبراً عن تشوق الأمة بأن تحكم بالإسـلام في ظل دولة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة، بقيادة حزب التحرير وأميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة؟ فهل ستكون يا كاتب المقالة مع سيل الأمة الهادر أم ضده فيقتلعك؟!.


﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 


إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع