الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    4 من شـعبان 1430هـ رقم الإصدار: u0646/u0631/u062d/u062a/u0633/ 34 /2009
التاريخ الميلادي     الأحد, 26 تموز/يوليو 2009 م

ما هو الشرعي ما يقوم على عقيدة الأمة وشريعتها أم ما يقوم على وضع البشر؟!

الأخ الكريم/ رئيس تحرير صحيفة الأخبار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الموضوع: رد على ما جاء في صحيفتكم الأخبار

طالعنا بصحيفتكم الأخبار العدد (283) بتاريخ اليوم الأحد 4 شعبان 1430هـ الموافق 26 يوليو2009م تحت عنوان: (مفارقة... حزب التحرير يرفض قرار تحكيم لاهاي- دعاوى ببطلان وعدم شرعية القرار من حزب غير شرعي)!! مقالة كتبها الأستاذ/ عادل حسون، وقد وصف الكاتب الحزب بعدم الشرعية، واستنكر عليه قوله ببطلان نيفاشا وعدم شرعية الدستور الذي قام عليه، وكذلك التحاكم إلى لاهاي.

وقبل أن نبيّن من هو الشرعي ومن هو غير الشرعي، كان لا بد لنا أن نقف بوصفنا مسلمين عند كلمة (شرع وشرعية)، ونسأل أي شرع نريد وأي شرعية؟! شرع الله خالق البشر ومدبر الكون ومرسل الرسل بالشرائع لتنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أم شرع البشر القاصر المتناقض المتأثر بالبيئة، الذي لا يدري ما سيحدث غداً؟!

الإجابة قطعاً وبلا جدال أننا ملزمون إلزاماً وليس تخييراً بتحكيم شرع الله واتباع نبيّ الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في كل امور حياتنا السياسية وغيرها، ما دقّ منها وما جلّ، يقول المولى عز وجل: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ويقول سبحانه: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، وكفى بهاتين الآيتين دليلاً على بطلان التحاكم إلى محكمة لاهاي التي لا أحد يقول إنها تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقبلها نيفاشا التي قامت على الإملاءات الغربية الكافرة؛ نيفاشا التي أعطت للكافر سلطاناً على المسلمين، وفصلت جنوب السودان عن شماله، وهيأت بقية أقاليم السودان للتمزيق، وما دارفور عنا ببعيد، نيفاشا التي أعطت الشرعية للمجرمين الذين حملوا السلاح فأهلكوا الحرث والنسل والشجر والحجر، هذا من حيث الواقع الذي أفرزته نيفاشا، وما خفي كان أعظم.

أما من حيث الشرع فهي لم تقم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذا الدستور الانتقالي الذي بُني على نيفاشا، وما بُني على باطل فهو باطل، وبالتالي فإن رفضنا لنيفاشا والدستور الانتقالي ومحكمة لاهاي ليس مبنياً على الأهواء، وإنما على أساس مبدأ الإسلام العظيم الذي لا يقبل أن نبني الحياة على غير أساسه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وما انبثق عنها من أنظمة للحياة كلها.

أما شرعية حزب التحرير فمأخوذة من ذات الأساس الذي بيناه وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أي حزب التحرير لا يحتاج إلى شرعية فاقدة للشرعية لتعترف به أو لا تعترف، فإن اعترافهم وعدمه عندنا سيان، فحزب التحرير قام استجابة لأمر الله تعالى القائل: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام وعمله السياسة، ولا فصل في الإسلام بين الحياة والدين، ولا بين الدين والدولة، فالسياسة أحكام  شرعية منبثقة أو مبنية على العقيدة الإسلامية، وبالتالي الحديث عن خلط الدين بالسياسة هو حديث من لا يفهم الإسلام وكذلك لا يفهم السياسة.

وحزب التحرير لا ينتظر من أحد أن يأذن له بالعمل، والساحة السياسية في السودان تعرف حزب التحرير جيداً، فعندما كانت الأحزاب التي تعتبرها شرعية تناضل من فنادق الغرب والشرق كان شباب حزب التحرير وسط الأمة يحملون همها، ويسعون لنهضتها على أساس الإسلام، ويعتقلون ويُسجنون، ولم يقف نشاطه يوماً واحداً ولن يقف إن شاء الله حتى تتحقق الغاية التي من أجلها قام، وهي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشّر بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد الحكم الجبري الذي نعيش آخر أيامه إن شاء الله، قال عليه الصلاة والسلام «... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، وسيظل يعمل إن شاء الله مع المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية لتحقيق هذه الغاية، والحمد لله فقد صار حزب التحرير اليوم من جاكارتا في الشرق إلى طنجة في الغرب، صار أمل الأمة المرتجى في نهضتها وعودتها أمة قائدة للأمم كما كانت، تقتعد مكان الريادة والسيادة على سائر الأمم.

وختاماً نقول للأخ الفاضل كاتب المقالة من هو الشرعي من يقوم على أساس عقيدة الإسلام ويسعى لنهضة الأمة على أساسه، أم من يخضع للغرب الكافر ويخشاه ولا يخشى الله ويبني دستوره وقوانينه على مبدأ الظلم الرأسمالي الباطل؟! (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السـودان

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hi.zat.one
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع