أيتها الأمة الإسلامية الكريمة:

يطيب لنا أن نهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك، ونسأله سبحانه أن يتقبل طاعاتنا وصالح أعمالنا، وأن يجعلنا من الذين يتخذون العقيدة الإسلامية أساساً لحياتهم، والحلال والحرام مقياساً لأعمالهم، والسعي لمرضاة الإله دأبهم، ملتزمين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، عاملين بجد وإخلاص مع المخلصين من أبناء الأمة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.

نهنئكم وقد مضت على الأمة الإسلامية ثمانية وثمانون عاماً هجرياً وهي بلا راعٍ يرعى شؤونها حتى أضحت في ذيل الأمم، دم أبنائها أرخص من دم العصفور، ينتهك الكافر المستعمر أرضها وعرضها ويدنّس مقدساتها، وينهب خيراتها وثرواتها. لقد فقدت الأمة جُنّتها يوم سمحت بهدم دولتها -دولة الخلافة- ورضيت بالعيش تحت ظل دويلات الضرار التي صنعها الكافر المستعمر ورعاها وغذّاها، وجعل لها حراساً من أبناء الأمة رضعوا لِبَانَ الذّلّ والهوان، وارتضوا لأنفسهم عيش العبيد.

نهنئكم والعيد مظهر وحدتكم، يذكركم فيه ربكم بأنكم أمة واحدة، يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}. والحال أننا متفرقون ولربنا مخالفون، ولكتابه هاجرون، ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مفارقون، وفي ركاب الغرب الكافر سائرون، فمتى نعود إلى رشدنا، ونصحو من غفلتنا فنقود العالم بعقيدتنا، ونسوسهم بأحكام الخالق سبحانه لننشر الهدى بعد أن عمّ الضلال، ونبسط العدل بعد أن استشرى الظلم والطغيان.

فليكن العيد السعيد محطة للتدبر والتفكر، ووقفة لمراجعة المواقف، وحافزاً لنا جميعاً للعمل مع العاملين في أصقاع المعمورة لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، بشرى الحبيب صلى الله عليه وسلم القائل: «... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، وها قد أزف وقتها، وحان أوانها، وظهرت إرهاصاتها، فلنكن من جندها المخلصين، لننال الخير والأجر العظيم.

وكل عام وأنتم بخير

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السـودان