الجمعة، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    29 من شوال 1438هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 57/ 1438
التاريخ الميلادي     الأحد, 23 تموز/يوليو 2017 م

 

 

بيان صحفي

 

دولة الجباية في السودان لن تحل مشكلة البطالة بل هي سبب وجود المشكلة

 

 

 

قال الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، السفير كرار التهامي: (ليس بالضرورة أن تكون الدولة مسؤولة عن تشغيل الخريجين)، وأضاف: (الدولة ليست مؤسسة خيرية، ومؤشرات العطالة لا حرج منها). (صحيفة الجريدة العدد 2178 بتاريخ 2017/07/23م).

 

إن نسبة البطالة (العطالة) في السودان حوالي 34% وسط الشباب، و48% وسط الخريجين، ولا شك أن هذه الأرقام مخيفة، وهي سبب مباشر لهذه الهجرة الكثيفة ونزف العقول، وبدلاً عن وضع المعالجات، يخرج علينا هذا المسؤول ليصرح بنظرة الدولة لرعاياها، وأنها لا تنظر لهم نظرة الرعاية التي أوجبها الله سبحانه وتعالى، والتي على أساسها سوف يحاسبهم المولى سبحانه يوم القيامة!!

 

إن الدولة في الإسلام هي دولة رعاية، وليست دولة جباية، ومفهوم الرعاية هو أن الدولة ترعى رعاياها، كما يرعى الأب أبناءه، يطعم جائعهم، ويكسو عاريهم، ويسكنهم حيث يسكن، ويقوم على توفير التعليم لهم، والعلاج لمريضهم، ويؤمّنهم من كل خوف، هذه هي حقيقة الرعاية الواجبة على الدولة في الإسلام، لقوله e: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، لذلك كانت الدولة شرعاً ضامنة لإشباع الحاجات الأساسية لجميع أفراد الرعية فرداً فرداً.

 

أما لعلاج قضية البطالة، فإن واجب الدولة شرعاً هو إيجاد الأعمال لكل من يحمل تابعية الدولة، وذلك لقوله e: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ولأن النبي e، وهو رئيس الدولة، قد جعل نفقة الفقير الذي لا عائل له على الدولة، لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَمَنْ تَرَكَ كَلاً فَإِلَيْنَا»، بل إن النبي e، رئيس الدولة قد تولى أمر القادرين بنفسه، وأوجد لهم عملاً، أخرج ابن ماجه «عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ e يَسْأَلُهُ فَقَالَ: لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ. قَالَ: ائْتِنِي بِهِمَا. قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ e بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ (مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا)، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ، فَفَعَلَ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ e فَشَدَّ فِيهِ عُودًا بِيَدِهِ وَقَالَ: اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ: اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا ثُمَّ قَالَ: هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ» ، ومن كل ذلك أخذ الفقهاء حكماً يوجب على الدولة إيجاد عمل للعاطل عن العمل، وهو واجب الدولة في الشرع الحنيف.

 

إن حقيقة النظام المطبق في السودان أنه نظام جباية، ولا علاقة له بالرعاية، وهذه الجبايات المحرمة، والسياسات الفاشلة، هي التي عطّلت أمهات المشاريع الزراعية، وأغلقت أكثر من ثلاثة آلاف مصنع في العاصمة وحدها، فأورثت أهل البلاد الفقر والبطالة، ولم تكتف الدولة بذلك، بل لاحقت المغتربين بسياط ما يسمى بجهاز شؤون العاملين بالخارج، والذي أكبر همه هو جباية المال الحرام! لذلك فإن البطالة هي ثمرة تطبيق هذه الأنظمة.

 

إن الدولة التي تقيم وزناً لأحكام الشرع، وتسهر على رعاية شؤون الناس، وتحل مشكلة البطالة، هي وحدها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي يجب على جميع المسلمين العمل لإيجادها في أرض الواقع لينعم الناس تحت ظل أحكام رب العالمين.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: [email protected]

3 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 24 تموز/يوليو 2017م 20:44 تعليق

    بارك الله فيكم

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الإثنين، 24 تموز/يوليو 2017م 17:15 تعليق

    بارك الله فيكم

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الإثنين، 24 تموز/يوليو 2017م 15:46 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع