المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 14 من محرم 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 01 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 22 آب/أغسطس 2021 م |
بيان صحفي
وفاة خمسة أطفال حديثي الولادة بمستشفى مدينة أم روابة بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام الأكسجين
تقصيرٌ من الحكومة الانتقالية
أصبحت ظاهرة وفاة الأطفال بسبب إهمال الدولة من الأخبار المتكررة، وليس آخرها غرق الأطفال في فصل الخريف في مناطق عدة، وقبلها فقدان الأدوية المنقذة للحياة خاصة لأطفال السرطان، وهذه المرة انعدام الكهرباء وأجهزة الأكسجين، ووزارة الصحة عاجزة عن توفير متطلبات إنقاذ الأطفال في مستشفيات الحكومة التي تعشعش فيها الغربان وينعق فيها البوم!
أما مستشفيات الأطفال في العاصمة الخرطوم، فيضرب بها المثل في فساد الدولة وحكامها، وتحكّم الجشعين الرأسماليين، ولوبيات المال في سياساتها واقتصادها، ويمكن أن يموت طفل أمام بوابة المستشفى لعدم توفر المال الكافي لعلاجه، رغم أن هؤلاء الحكام كانوا قبل جلوسهم على الكراسي يهتفون كل يوم ضد من تولى قطاع الصحة في الحكم البائد! وقد عجزت الحكومة عن توفير الأدوية اللازمة حتى تلك المصنعة في السودان ومنها الأكسجين، مع التدهور الحاد في نوعية الخدمات الصحية المقدمة في مستشفيات وزارة الصحة، نتيجة لضعف الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة وهجرة الكفاءات الصحية.
إن موت خمسة أطفال رضع في يوم واحد في قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفى أم روابة، ليؤكد أن الإهمال الحكومي المتعمد للقطاع الصحي بلغ مستوى جريمة دولة، يدفع ثمنها البسطاء والفقراء من أبناء الأمة دون أن تحرك حكومة الثورة المزعومة ساكنا.
وكل متابع للشأن العام في هذا البلد المنكوب يدرك أن الحكومة قد تخلت، وبشكل شبه معلن، عن القطاع الصحي العمومي لفائدة القطاع الخاص الخاضع لتجار الخدمات الصحية، تحت عنوان الشراكة بين القطاع العام والخاص، وذلك بتوصيات من المؤسسات المالية الدولية التي يتولى (خبراؤها!) التحكم في السياسة العامة للبلاد ولا يهمهم إلا الربحية ولو مات كل أطفال السودان.
لا بد من تحديد مسئولية كل طرف له علاقة بهذه القضية، وضرورة محاسبة كل المخطئين والمقصرين مهما علا شأنهم، لكن المسؤولية في المقام الأول هي على حكام الفترة الانتقالية، فهي مسؤولية سياسية في هذه الفاجعة ولا يمكن إخفاؤها أو التستر عليها بتقديم بعض صغار المسئولين كبش فداء لحماية النظام العاجز عن إنقاذ حياة الأطفال، هذه السياسة الواهية التي أحرقت أكباد آباء وأمهات أطفال مستشفى أم روابة ستزيد في اشتعال نقمة الناس على الحكومة وعلى من تعاون معها وسرق ثورتهم وعبث بأحلامهم وآمالهم.
إن الصحة والتطبيب هي من واجبات الدولة التي يجب عليها توفيرها مجاناً للرعية، وكل ما يتعلق بالصحة من أدوية ومستلزماتها، قال رسول ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وهذا نص عام على مسؤولية الدولة عن كل أمر يخص الرعية، والصحة والتطبيب يدخلان في الرعاية الواجبة على الدولة.
إن النظام الصحي في الإسلام الذي تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يقوم على الكفايةِ، والكفاءة، وسرعة إنجاز الأعمال، وبخاصة المتعلقة بإنقاذ الحياة. وهذا مأخوذٌ منْ واقعِ إنجازِ المصالحِ بشكلٍ عامٍّ، والرسولُ ﷺ يقول: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان – القسم النسائي
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: tageer312@gmail.com |