المكتب الإعــلامي
السويد
التاريخ الهجري | 6 من شوال 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 05 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 06 أيار/مايو 2022 م |
بيان صحفي
إغلاق المدارس الإسلامية الخاصّة يستهدف هويّة المسلمين
(مترجم)
يوم الخميس، أفادت صحف داجنز نيهتر وجوتيبورجس بوستن وأفتون بلادت أنّ مفتشية المدارس السويدية ألغت تصاريح مدرستين خاصتين إسلاميتين بعد تحذير من خدمة الأمن السويدية بأن التلاميذ معرّضون لخطر التطرّف من جهة المبدأ الإسلامي. ويؤثر هذا القرار على نحو 300 طفل.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها هيئة التفتيش على المدارس السويدية ترخيص المدارس الإسلامية الخاصّة وبالتالي إغلاقها. فمنذ وقت ليس ببعيد، تقرر إغلاق مدرسة الأزهر في فالينجبي، وقبل ذلك تم سحب تصريح روموسيسكولان في جوتنبرغ، حدث هذا على الرّغم من انتقادات مكتب التفتيش في المدينة لمعاملة السياسيين لروموسيسكولان وحكم المحكمة بأن المدرسة يمكن أن تستمر في العمل. وذكرت المحكمة الإدارية أن "قرار مفتشية المدارس تدخلي للغاية وله عواقب بعيدة المدى على المدير وكذلك على الأطفال أو التلاميذ". وقبل ذلك، تعرّضت عشرات المدارس الخاصة الإسلامية للتشهير ثم أُجبرت على الإغلاق، وعلى الرغم من الانتقادات، استمرت حملة القمع على المدارس الإسلامية، والآن أُجبرت مدرستان أخريان على الإغلاق، وأجبر 300 تلميذ على تغيير مدارسهم.
إن إغلاق المدارس الخاصة الإسلامية ليس قراراً تعليمياً قائماً على النتائج السيئة أو أوجه القصور في التدريس، ولكنه قرار سياسي بدوافع معادية للإسلام. تم انتقاد مدارس أخرى مثل مدرسة كريستيان إمانويل لسوء معاملتها لقضايا التعددية الجنسية "LGBT" ولإساءة معاملة أشخاص ذوي تعددية جنسية "LGBT" في المدرسة، لكن هذا لم يؤدّ إلى مطاردة ساحرة ضد المدرسة ولم يتمّ سحب ترخيصها.
هوس الأحزاب السياسية والسياسيين بالإسلام، والخوف من تقدم الإسلام، والاشمئزاز من تمسّك المسلمين بالإسلام يدفعهم إلى معركة خاسرة ضدّ الإسلام، حيث يشكّل إغلاق المدارس الإسلامية أحد أهداف الكثيرين من هذه الأحزاب. أراد الاشتراكيون الديمقراطيون إغلاق المدارس الخاصة للمسلمين ولكن ليس المدارس اليهودية. قالت وزيرة التعليم السويدية، آنا إيكستروم، فيما يتعلق بإغلاق المدارس الإسلامية "نريد أن ندرك حقيقة أن الأطفال والتلاميذ يتلقون تعليمهم في مدارس تزداد تنوعاً". ووفقاً لإكستروم، "لقد رأينا حالات من التمييز المنهجي بين الجنسين وآراء لا تنتمي إلى المدارس السويدية". وبالتالي، فإن الدافع وراء إغلاق المدارس الإسلامية هو غسل أدمغة الأطفال المسلمين وعلمنتهم من خلال إلقائهم في المدارس البلدية حيث يمكن تعليمهم على قدم المساواة مع القيم التي تنتمي إلى المدارس السويدية. لهذا السبب وصف أكسل دارفيك (يساري)، مفوض البلدية في مجلس مدينة جوتنبرغ، قرار إغلاق مدرسة روموس بأنه "ممتع للأطفال" وقال إن أطفال روموس سيكون لديهم الآن "فرصة حقيقية للاندماج في اللغة السويدية والمجتمع".
لطالما قلنا إن الاندماج هو أداة لمحو هوية المسلمين ودمج الأطفال بالقوة في القيم العلمانية. الاندماج لا يتعلق باللغة والعمل، يجب على المسلم أن يكون إيجابياً ويساهم بفاعلية في المجتمع مع الحفاظ على هويته الإسلامية. لكن الاندماج اليوم يعني التخلي عن قيم المرء والاندماج في المجتمع وقيمه. إذا لم تكن مندمجاً، فأنت متطرف، وهو اتّهام غير محدد ويعني عملياً عدم اعتناق القيم العلمانية. هذا هو السبب في أن جهاز الأمن السويدي حذّر من أن الأطفال معرّضون لخطر التطرف من المبدأ الإسلامي. ما يعنيه ذلك حقاً هو أن الأطفال تتم تربيتهم وفقاً للإسلام. هوس الحكومة بمحاربة القيم الإسلامية دفعها إلى منح الشرطة سلطة إغلاق المزيد من المدارس، حتى بدون دليل. كتب مورجان جوهانسون، وزير العدل، وميكائيل دامبرج، وزير الداخلية السابق، في مقال رأي حول DN في عام 2020 أن العمل المكثف الذي قامت به شرطة الأمن قد أدّى إلى إغلاق 5 مدارس ودافعوا عن هذه الجهود بقولهم "إغلاق المدارس أنقذ المئات من التطرف".
لذلك ينبغي فهم إغلاق المدارس الإسلامية الخاصة في هذا السياق حيث يتعرض الإسلام للهجوم باستمرار وتتعرض القيم الإسلامية للإشكاليات. لا فرق جوهري بين إغلاق المدارس وحرق القرآن أو اختطاف السوسيال للأطفال المسلمين، إنها مجرد أدوات مختلفة في صندوق أدوات سياسة الاستيعاب.
إلى أصدقائنا الإنسانيين من غير المسلمين:
إن كراهية السياسيين للإسلام قد دفعتهم إلى تقويض قيمكم ومبادئكم في محاربة الإسلام. حيث يمكن للجميع أن يتمتعوا بحرية الرأي باستثناء المسلمين، ويجب على الجميع الحفاظ على قيمهم باستثناء المسلمين. أراد نيامكو سابوني أن يكون لدى اللاجئين من أوكرانيا مدارسهم الخاصة مع مناهجهم الخاصة بينما لا يُسمح للمسلمين بالحصول على مدارس بمنهج سويدي. إن سياسة الإسلاموفوبيا ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى سقوط المجتمع إذا سُمح لها بالاستمرار في التلاعب بمبادئ المجتمع. يمكن للمسلمين أن يفعلوا كل شيء بشكل صحيح ويفوزوا في المحاكم، لكن السياسيين بعد ذلك يسحبون ورقتهم الرابحة في الحفرة، جهاز الأمن السويدي، بأدلة سرية واتهامات كاسحة حيث الاتهام هو الدليل الذي لا يمكننا مواجهته. في عام 2019، اعتقلت سابو 5 أئمة دون تقديم أي دليل وحكمت عليهم بالترحيل، هل هكذا يجب أن تكون السويد؟ دولة بوليسية بدون سيادة القانون؟!
أعزائي المسلمين:
إن لكم في رسول الله محمد ﷺ أسوة حسنة عندما كان عليه أيضاً تحمل الاضطهاد والتهديد بسبب الإسلام. اقتدوا به واحموا أنفسكم وأبناءكم بالإسلام، بدراسة الإسلام عقائدياً، والدعوة إليه، وتقديم حلول الإسلام للعالم. عندها فقط يمكننا أن نحصن أنفسنا ضد الاندماج، والثقة بقدرة الإسلام على حلّ مشاكل الإنسان وحملها للبشرية.
إلى الأحزاب السياسية والسياسيين:
أنتم تعلمون أن مبدأكم يتدهور ونفهم أنكم تحاولون صرف الانتباه عن فشلكم وعن زوالكم بمهاجمة الإسلام. لكن معركتكم الحمقاء ضد الإسلام لن تؤدي إلاّ إلى تسريع سقوطكم، ولن تنجحوا أبداً في محو الإسلام من قلوب المسلمين، لأننا نحمل قيماً حقيقية ليست للبيع.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في السّويد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير السويد |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: https://hizb-ut-tahrir.se/ |