المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 24 من شـعبان 1440هـ | رقم الإصدار: 1440 / 25 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 30 نيسان/ابريل 2019 م |
خبر صحفي
وفد من القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس
يزور أهالي سيدي بوزيد
على إثر الحادث الذي جد فجر يوم السبت 27 نيسان/أبريل 2019 بمنطقة السبالة في سيدي بوزيد، انتقل وفد من القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس إلى عين المكان للقيام بواجب العزاء لأهالي الضحايا وذلك يوم الأحد 28 نيسان/أبريل 2019.
لقد كانت دهشتنا كبيرة جدا حين وجدنا المكان خاليا من المعزين والمواسين للأهالي، حيث إننا توقعنا أن نجد موكب عزاء بحجم المصاب الجلل، لكننا لم نجد هناك إلا أهالي الضحايا أنفسهم وهم يتنقلون بين المنازل يعزون بعضهم بعضا، كلهم مصاب وفي كل منزل من منازلهم فقيد أو مصاب أو الاثنان معا.
نسأل الله أن يعظم أجرهم ويرزقهم الصبر على مصابهم.
تنقلنا بين البيوت على قلة عددها وقلة أهلها وجلسنا إلى عدد من النسوة فسمعنا منهن وسمعن منا ورحبن بنا، وحدثننا عن معاناتهن التي يعشنها يوميا مع أهلهن والتي لا تقل حجما عن مصيبة الموت بل قد يهون الموت أمامها.
حاولنا جاهدات مواساتهن وتفهم حرقتهن، كان أول بيت دخلناه (وكلمة بيت كبيرة على الغرف التي يسكنونها) كان فيه فقيدان من الذكور وأخ مصاب في مستشفى سوسة، ثلاثة إخوة يعملون ليعيلوا ثلاثة إخوة يصغرونهم بعد وفاة الأب وسجن الأم... مات عائل الصغار فمن لهم بعد الحادث؟
ثم توجهنا إلى بيت آخر حيث الأم المكلومة تصف حال الفقر والحاجة والخصاصة التي اضطرتها للتضحية بفلذتي كبدها ففقدت إحداهما والأخرى ترقد في الإنعاش ويدها مقطوعة.
في البيت نفسه وجدنا امرأة تبكي أمها العجوز التي تجاوز عمرها الستين سنة، وهي من بين المصابين في مستشفى سيدي بوزيد وابنتها تعجز حتى عن التنقل لزيارتها، فقريتهم تفتقر لأي وسيلة مواصلات عمومية مع انعدام وجود المال لاكتراء عربات خاصة.
ثم دخلنا البيت المجاور الذي فَقَدَ معيلته الوحيدة ذات الأربع عشرة سنة والتي كانت الأمل الوحيد في الحياة لأمها العجوز وأختها وأخيها المصابين بمرض الأعصاب. ووصفت لنا أخت الفقيدة بحرقة تدمي القلب كيف انتقلت إلى مكان الحادث بصعوبة كبيرة لتجد أختها جثة هامدة تغطيها الدماء وإلى جانبها يد ملقاة، لم تهتم لها وهي تحمل أختها ولكنها الآن تتوجع بشدة بعد أن علمت أنها يد إحدى بنات عمها التي ترقد في الإنعاش.
حدثننا عن تهاون الحكومة وتخليها عنهم وعبرن عن عدم الجدوى من زيارة يوسف الشاهد لهم وقلن إنه يستعرض قوته أمامهم وأن مجيئه لن يغير من حالهم شيئا.
حدثننا عن عدم ثقتهم بالساسة والسياسيين الذين لا يلتفتون لهم إلا لمَّا يقترب موعد الانتخابات، هم واعون بأن هؤلاء طلاب كرسي.
قدمنا أنفسنا بوصفنا شابات حزب التحرير وحدثناهن عن مشروعنا، ورغم بساطتهن وخصاصتهن وحاجتهن ما كان منهن إلا أن حمدن الله وقلن ومن لنا غير الله.
إن الحكومة التي سارعت إلى التملص من مسؤوليتها تجاه أهالي "السبالة" المكلومين في مصيبتين عظيمتين، الفقر والموت، لهي المتسبب المباشر في كل ما حدث لهم، حيث تعمدت تهميش المنطقة وتغافلت عن تعبيد الطرق ومد الناس بأبسط متطلبات الحياة، وإن كل من يقف مدافعا عنها هو شريك لها في هذه الجريمة، وما على كل من يريد الوقوف على الأسباب الحقيقية للمصيبة إلا أن يعاين الواقع عن كثب ليعلم أن الحقيقة صادمة إلى حد تعجز الكلمات عن وصفه.
وإننا في القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس نرى أن العزاء واجب وحمل هم المسلمين فرض، ونحن إذ ذهبنا إليهن فإننا لم نوف لهن حقهن علينا ولن نوفيهن حقهن إلا حين يتحقق لنا وعد الله وبشرى نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بقيام دولة الإسلام، دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ترعى شؤون المسلمين وتحقق لهم الكفاية والرعاية وتخلصهم من ظلم الدولة القائمة وإرهابها لهم وقهرها الذي تمارسه عليهم دون أن تكترث لشديد معاناتهم.
القسم النسائي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |