الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    1 من جمادى الأولى 1442هـ رقم الإصدار: 1442 / 22
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 16 كانون الأول/ديسمبر 2020 م

بيان صحفي


أيّها الأهل في تونس:
﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 


تمرّ هذه الأيّام الذكرى العاشرة للثورة التي انطلقت من تونس تحمل أمل التغيير الجذري، للواقع المرير الذي فرضته الرأسمالية الاستعمارية، إلّا أنّ الواقع لم يتغير والنظام لم يسقط رغم زوال بعض الوجوه، والإتيان بوجوه لا تقل عنها إجراماً وقبحاً!


فالمستعمر الذي كان يدير البلاد بواسطة بورقيبة وبن علي خفية من وراء ستار، ما زال يتحكّم في البلاد بل ازدادت سيطرته؛ تخطيطا وتشريعا وتنفيذا، فهو الذي يحدّد القضايا والأولويّات، وهو الذي يُحدّد المسارات التي ينبغي على المسؤولين السير فيها، وهو الذي يشرف من خلال سفاراته على تدريب كوادر الدّولة العليا (في رئاسة الحكومة ووزارات السيادة من الدّفاع إلى الدّاخليّة والعدل...) إشرافا مباشرا.


أيّها الأهل في تونس:


إنّ قضيّتنا واحدة؛ هي قضيّة الإسلام وتطبيقه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، ولكنّ الكافر المستعمر منذ أن أسقط دولة الخلافة التي كانت تجمعنا وهو يعمل على إبقائنا مفرّقين ضعفاء في كيانات هزيلة سمّاها دولاً ووضع عليها عملاء سمّاهم حكّاما، ويعمل على الحيلولة دون عودة دولة الإسلام، وسار في خطّة خبيثة نعرض فيما يلي أهمّ بنودها:


1- الترويج للدّيمقراطيّة وإقصاء الإسلام: لمّا انطلقت ثورتنا من تونس، وهزّت مراكز العملاء هزّاً وتزلزلت هيمنتُه، عمد إلى الترويج للدّيمقراطيّة من أجل إبعادنا عن الإسلام، فأوصل عملاءه الجدد إلى مناصب الإدارة والحكم مع سعيه إلى إرجاع بعض عملائه القدامى في إطار مسرحيّة المصالحة الوطنية.


2- تجزئة القضايا وتفتيتها: فتّت المستعمر قضايانا فجعلها قضايا تنمية وفقر وجوع، وشغل وزيادة رواتب، وكأنّنا أمّة من الجياع ننتظر من يطعمنا! أمّا ثرواتنا المنتهبة فامتياز حصريّ استولت عليه الشركات الغربيّة بمعونة الخونة وسماسرة الشعوب.


3- افتعال المشاكل ثمّ فرض حلوله: جعل المستعمر الحلول للمشاكل التي كان هو السّبب فيها، مرتبطةً به، ففرض دستورا علمانيّا وقوانين جائرة كلّها تخدم مصالحه. ولتنفيذ هاته الحلول جعل الثروة بيده ينهبها عن طريق شركاته، ثمّ يعيد منها فتاتا تمويلا، يعطيه في شكل قروض ربويّة مهلكة يزداد عن طريقها النهب والسّلب، لتنشغل الملايين من الكادحين بالعمل الشّاقّ - إن وجدوه - ليسدّدوا ربا القروض بضرائب متراكمة تجمعها دولة، بل شبه دولة نُصّب مسؤولوها تنصيبا.


4- إنهاك المحتجّين بالمطالب الجزئيّة: تمّ توجيه الجموع المحتجّة إلى المطالبات الجزئيّة التي تمّ تحديدها مسبقا: التنمية والشغل، وتحسين القدرة الشرائيّة، والماء الصّالح للشراب، والبنية التحتيّة، في احتجاجات يوميّة لا تكاد تنقطع ولا تأتي بشيء. أهمّ سماتها أنّها تفرّق ولا تجمع وتكرّس المطلبيّة الرخيصة الآنيّة، والأخطر من ذلك أنّ هاته الاحتجاجات تصرف الجماهير عن حقيقة المشكل وتلهيهم بأعراضه دون جوهره، وتنهكهم وتهدر طاقاتهم، وتشغلهم عن فساد النّظام.


5- المصالحة الوطنيّة وإعادة الحرس القديم: إنهاك المحتجّين إلى حدّ اليأس، تمهيدا لتمرير مشروع خطير هو مشروع المصالحة الوطنيّة التي لا تعني إلا تثبيت النّظام الفاسد الحالي، وإغلاق ملفّ الثورة نهائيّا بإعلان مصالحة يزعمونها تاريخيّة.


ويكون من نتائجها الخطيرة مسامحة الذين أجرموا وأكثروا الفساد في صفقة رخيصة خاسرة، إذا رضيتم بها فيلقون إليكم بعدها بالفتات أو فتات الفتات لتسكتوا عن المجرمين خدّام الاستعمار الذين لن يفلتوا من العقاب فقط بل سترونهم متصدّرين للمشهد السياسي والاقتصادي مرّة أخرى في مشهد لن يغيب عنه سوى بن علي. وتكونون أنتم من أعادهم باسم الثورة!


أيّها الأهل في تونس:


إنّ القضيّة الرئيسيّة اليوم هي كافر مستعمر يتحكّم في البلاد يخدمه وسط سياسيّ علمانيّ لا يُحسن إلا الانبطاح وبيع البلاد، القضيّة اليوم هي قضيّة نظام الحكم الذي لن يكون عادلا إلا بالإسلام، ولن تستردّوا كرامتكم إلا بالإسلام، ولن يكون لكم شأن بين الأمم إلا بالإسلام، ولن يرضى عنكم ربّكم إلا بالإسلام، ولن تنالوا شفاعة رسول الله ﷺ يوم القيامة إلا بالإسلام.


أمّا الواجب الذي أوجبه الله علينا وأمرنا به رسولنا الكريم ﷺ:


1- أن تتوحّد الجهود وراء قيادة مخلصة لربّها متمسّكة بشرعه، مدركة لأصل القضيّة، تعرف العدوّ وأحابيله.


2- أن نطرد العدوّ الجاثم على صدورنا، ونقطع أيادي تدخّله العابثة ببلدنا ومصيرنا.


3- أن نقيم دولة الحقّ دولة الخلافة الرّاشدة على منهاج النبوّة.


قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تونس
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 71345949
http://www.ht-tunisia.info/ar/
فاكس: 71345950

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع