المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 5 من ربيع الثاني 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 12 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 م |
بيان صحفي
مواجهات منطقة عقارب وأزمة النفايات تُعرّي منظومة الخراب
ما أكثر الأحداث التي تلمّ بالشعب التونسي وتؤكد فساد المنظومة التشريعية الوضعية والحكام الذين يحرسونها، لا فرق بين حكام ما قبل 25 تموز/يوليو أو بعدها، حكام لا يرعون شؤون أمتهم ولا يقيمون لها وزناً، ولا تهمهم مصلحتها، ولا تشغلهم همومها، ولا يسوؤهم ما يسوؤها، وما يحدث اليوم بمدينة صفاقس غيض من فيض.
فمنذ أكثر من 40 يوما ومدينة صفاقس واقعة تحت تكدس الأوساخ والنفايات وجحافل الذباب والحشرات والديدان بسبب غلق مصب القنة بمعتمدية عقارب بمدينة صفاقس، إلا أن حكومة الرئيس ووزيرة البيئة ليلى الشيخاوي التي زارت الجهة في 27 تشرين الأول/أكتوبر الفارط لم يقدما الحلول للأزمة، إلا باتباع مقاربة رجل الإطفاء الذي انصب جهده على إطفاء الحرائق دون وضع استراتيجيات لحل المشكلة، حيث أعلنت وزارة البيئة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 استئناف نشاط مصب القنة الذي فرض غلقه متساكنو منطقة عقارب وفق تعهد الدولة، ما سبب احتقانا كبيرا ومواجهات بين أهالي المنطقة وقوات الأمن التي انسحبت بعد اتهام الأهالي القوى الأمنية بقتل الشاب عبد الرزاق الأشهب بالغازات السامة.
لقد عرّت أزمة النفايات منظومة الخراب التي تحكم بغير ما أنزل الله والتي أوجدت العقم في إنتاج رجال دولة قادرين على إيجاد حلول ناجعة للمشاكل المتعددة التي تعيشها تونس، فقد كان يمكن تحويل هذه النفايات إلى فرصة تنموية وذلك بإخضاع النفايات المنزلية إلى عمليتي الفرز والمعالجة بما من شأنه أن يضع حدا للتأثيرات البيئية الكارثية الناجمة عنها قبل تثمينها والتعامل معها باعتبارها ثروة حقيقية ومحروقات بديلة تستخدم في تشغيل الصناعات الثقيلة.
إن أنظمة الخراب التي فرضتها علينا الدول الاستعمارية بالبطش والمكر والمال هي أنظمة وظيفية تصنع الأزمات، وإن المشاكل الخانقة التي تعيشها تونس لن يحلها إلا رجال دولة حقيقيون يحملون فكراً راقياً؛ مبنياً على عقيدة الأمة؛ يرعون شؤون الناس بأحكام رب العالمين؛ فيسخِّرون ثروات البلاد الظاهرة والباطنة لخدمة الأمة، إنهم رجال دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ فهي الضمانة الوحيدة لحل المشكلات، وعلاج الأزمات، ووضع البلاد في طريق النهضة والرقي.
عن أبي يعلى معقل بن يسار قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يقولُ: «مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ الْجَنَّةَ». رواه مسلم.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |