المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 18 من جمادى الثانية 1444هـ | رقم الإصدار: 1444 / 12 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 11 كانون الثاني/يناير 2023 م |
بيان صحفي
نداء من حزب التّحرير/ ولاية تونس إلى أهلنا في تونس
أيّها المسلمون في بلد الزيتونة:
لقد شهدتم كيف أفسدت الديمقراطيّة حياتكم، وجعلت بلادكم مرتعا لأهواء القوى المتحكّمة في المجتمع بالمال والنّفوذ باسم الشّعب ورغما عنه، وشهدتم خيانة كلّ الوسط السياسي وتهافتهم على التّبعيّة للحكومات الغربيّة المستعمرة حتّى جعلوا تونس تحت وصاية الاستعمار ومؤسساته المالية وعلى رأسهم صندوق النّقد الدّولي أداة المستعمرين الفتّاكة.
لقد كنتم طليعة الأمّة الإسلاميّة في الثّورة على الطّغاة والظّالمين، وكنتم طليعة المسلمين في المناداة بتغيير النّظام العلماني الذي أرساه المستعمرون في كلّ البلاد الإسلاميّة، ونجحتم في طرد الطّاغية بن علي. فهل ترضون بأن يقودكم الضّعفاء والعملاء الذين التفّوا على ثورتكم وحرفوها عن مسارها لإعادة تونس وإياكم إلى حظيرة التبعيّة والمذلّة؟! وهل ترضون أن تكونوا خدما وتبعا للكفّار وأنتم المسلمون الذين أكرمكم الله بالإسلام؟!
أيّها المسلمون في بلد الزّيتونة بلد المجاهدين الأبطال:
أنتم مسلمون من أحفاد المجاهدين الفاتحين طارق بن زياد وعقبة بن نافع، وما علمناكم إلّا رجالا لا تسكتون على ظلم وترفضون كلّ تبعيّة، وما عهدناكم إلا مسلمين محبّين لدينكم ولنبيّكم ﷺ، فلم السكوت على هذا العبث العلماني؟! ألا تكفي اثنتا عشرة سنة من العبث الديمقراطي؟! إلى متى يتراقص المرتزقة على جراحكم وأنتم تنظرون؟! إلى متى يُتاجرون بآلامكم وأنتم تنتظرون؟!
لعلّكم تنتظرون الرئيس أو المعارضة أو اتّحاد الشّغل، أو حوارا بينهم يزعمونه وطنيّا، فماذا عندهم غير التبعيّة وتسليم البلاد ورهنها؟
أم لعلّكم تنتظرون انتخابات أخرى؟ ألم تروا بعد أنّ الانتخابات لا تغيّر أمرا وأنها أداة بيد الاستعمار لتثبيت منظومته التي ثرتم عليها؟
أيّها الأهل في تونس:
إنّ تغيير النّظام الذي ناديتم به، لم يحصل في 2011 بالانتخابات بل حصل بالرفض المبدئيّ والقطعيّ للنّظام القائم، فلم يرحل بن علي وطغيانه بالانتخابات، إنّما فرّ هاربا يوم صرختم في وجهه "ارحل..." وساندكم أصحاب القوّة، لكنّ افتقاد البديل والقيادة المخلصة الرشيدة هو ما ضيّع عليكم الفرصة، فعاد نظام الغرب المستعمر من الشبّاك بل من الباب.
وكذلك اليوم لن ينقلع نفوذ الاستعمار وعملاؤه، إلا إذا وقفتم وقفة رجل واحد وقلتم كلمتكم الفصل "ارحلوا عنّا"، والفرق هذه المرّة:
1- أنّ بينكم قيادة واعية هي حزب التحرير الذي تعرفون شبابه وتعرفون ثباتهم على دعوة الحقّ.
2- أنّ البديل واضح ومأمون فهو نظام الإسلام الذي تؤمنون به.
3- أنّ نظام الإسلام لا يُرفع شعارا عامّا غامضا إنّما يقدمه حزب التحرير طرحا سياسيّا جاهزا للتنفيذ الفوري.
ولم يبق إلا أن تقفوا معنا بل تقفوا مع أنفسكم ودينكم نصرة لربّكم الذي وعدكم وعد الحقّ ولن يخلف الله وعده.
أيّها الأهل في تونس، نخاطبكم اليوم وبخاصّة أهل القوّة والمنعة فيكم:
أنّ لا عمل اليوم تنقذون به أنفسكم في الدّنيا والآخرة، إلّا إقامة دين الله بدولة سياستها على منهاج نبيّكم ﷺ، وإنّ ذلك لأقرب من ردّ الطّرف لو صحّت العزائم. فليس بيننا وبين التّحرّر الكامل إلّا موقف حاسم كالموقف الذي اتّخذتموه في 2011، يطرد كلّ العملاء ويرفض العلمانيّة والرأسماليّة وكلّ فكر وضعيّ ولا يرضى عن الإسلام بديلا. ونذكّركم بقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾، أما آن لكم أن تبصروا الحق وتعلموا أن طريق التحرير والتغيير هي دينكم إسلامكم؟!
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |