أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الأمريكي مارتين دمبسي عن خطة لخمسة خيارات حربٍ محتملة بخصوص سوريا، جاء ذلك خلال رسالة بعث بها إلى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. والخيارات التي أعلن عنها دمبسي هي:

1- تدريب المعارضة السورية بالإضافة إلى تقديم المشورة والمساعدات لها.

2- القيام بهجمات محدودة عن بعد.

3- إنشاء منطقة حظر للطيران.

4- إنشاء مناطق آمنة في سوريا.

5- السيطرة على الأسلحة الكيماوية في سوريا.

أما وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو فقد صرح بهذا الخصوص خلال زيارته التي يقوم بها حاليا إلى بولندا قائلا: "بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن فإن خياراتٍ من هذا النوع ستعود على الشرعية الدولية بالفائدة الكبيرة إذا ما كُتب لها النجاح."

إننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا سبق وأن حذرنا رئيس الوزراء إردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو بخصوص الثورة السورية مرارا وتكرارا، وقلنا لهما بأن يتوخيا الحذر من مخططات أمريكا القذرة وأن يصغيا للشعب السوري ولمطلبه في إقامة الخلافة. وها نحن من جديد نحذر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو من مخاطر الخطة الأمريكية الجديدة القديمة بخصوص خيارات الحرب الخمسة المتعلقة بسوريا وندعوه لأن يكون يقظا على ذلك.

إن خيارات الحرب الخمسة التي أعلنت عنها أمريكا ليست بجديدة، أما تصريحات أحمد داود أوغلو في دعوته لمجلس الأمن أن يقوم بمهامه فقد بَان عوارها. إن الولايات المتحدة الأمريكية تكشف دائما عن هذه المخططات القذرة لكي تشغل الرأي العام الدولي ولكي تحيي القوى العسكرية والنفسية لنظام البعث المنهكة أصلا. وعلاوة على ذلك، إذ إنه بات معروفا أن الخيار الأول وهو (تدريب المعارضة السورية بالإضافة إلى تقديم المشورة والمساعدات لها) الوارد ضمن الخيارات الخمسة التي احتوتها رسالة دمبسي والتي وردت كذلك على لسان الناطق الرسمي للبيت الأبيض جاي كارني هو من أولويات خطط الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بسوريا، يقوم أحمد داود أوغلو بدعم مخطط الولايات المتحدة الأمريكية الشرير هذا ويدعو الأمم المتحدة إلى القيام بواجباتها لدعمه. تُرى كيف يُفسر هذا كله؟

لماذا ومِن أجل مَن تطالب الولايات المتحدة الأمريكية الآن بإنشاء منطقة حظر للطيران بينما هي لم تفعل شيئا من هذا طوال السنتين الماضيتين حيث حول النظام المجرم بطائراته سوريا إلى خراب وأرض منكوبة؟ فمتى ستدركون كذب وغطرسة الولايات المتحدة الأمريكية وأنها دولة عدوة للإسلام، أوليست هي القائلة "إن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر بالنسبة لنا" بينما يقوم نظام حزب البعث من خلال الأسلحة الكيميائية بقذف حمم الموت على رؤوس المسلمين دون تفريق بين شيوخ وشباب وأطفال ونساء ويُقتلون بهذا السلاح منذ عدة أشهر؟ متى سترون وجه أمريكا الحقيقي وهي التي تزرع بذور الفتنة لكبح جماح مطلب الخلافة الذي يتزايد يوما بعد يوم في سوريا ولتمزيق وحدة الشعب السوري وأُلفة الجماعات الإسلامية المقاوِمة ولإيقاع المسلمين بعضهم ببعض؟

فيا أحمد داود أوغلو: دع عنك مجاراة حكام الولايات المتحدة الأمريكية وجنرالاتها الملطخة أيديهم بالدماء واسمع لما يقوله الشعب السوري وتحدث مع من يمثل المسلمين في سوريا الذين يريدون تتويج ثورتهم بإقامة دولة الخلافة الإسلامية واعرف صديقك من عدوك وتذكر أن أولياء الله وحدهم هم الذين يمكن أن يقدموا لك المساعدة. يقول الحق تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) [المائدة/55]

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا