المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 21 من ذي الحجة 1428هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الأحد, 30 كانون الأول/ديسمبر 2007 م |
الإنجـاز الحقيقي في مكافحة الإرهاب لا يكون إلا في مكافحة الدول الكافرة المستعمرة- مكتب تركيا
وفقاً للبيان الصحفي الذي أدلى به مجلس الأمن القومي التركي فقد تداول خلال اجتماعه الأخير نتائج العمليات العسكرية التي بُدئ تنفيذها خلف الحدود، حيث جاء فيه: "لقد تم الاتفاق على مواصلة العمليات العسكرية الموفقة التي تقوم بها قواتنا الأمنية بثبات طالما هنالك حاجة إليها". مما هو واضح للعيان أن الأعمال المسلحة بدل أن تُحتوى ويجهز عليها ازدادت شدة ودخلت في الآونة الأخيرة في محور أكثر خطورة وتأزماً، ذلك أنه على الرغم من أن الجيش كان منذ أشهر يصر على القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق إلا أن مما هو ظاهر للعيان أن العمليات العسكرية الأخيرة خلف الحدود المعتَمِدة على المعلومات الاستخبارية الأميركية محصورة في نطاق وأهداف محددة. لقد تمكن الجيش التركي عبور الحدود بعد أن أُخذ إذن أميركا خلال لقاء بوش بأردوغان في الخامس من تشرين ثاني/نوفمبر المنصرم للقيام بعملية عسكرية محصورة معتمِدة على الجيش الأميركي واستخباراتها. الهدف من هذه العملية ليس الإجهاز على الإرهاب بل هي لتحسين صورة الجيش التي اهتزت أمام مناورات الحكومة السياسية التي وقعت تحت الضغوط المطالبة بالقيام بعملية عسكرية خلف الحدود، ولتلافي الظهور بمظهر العاجز عن الوقوف في وجه أميركا. ذلك أن تصريحات رئيس الأركان المسلحة التركية يشار بيوك أنيت تركز على الدعم المعنوي للعمليات أكثر من تركيزها على إنجازاتها الفعلية. وعلى الصعيد الآخر فإن الأعمال المسلحة وحرق السيارات المدنية التي استهدفت المدن الرئيسية خصوصاً اسطنبول والتي صعدت في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع مجلس الأمن القومي يشير إلى أن الخطر قد انتقل من الجبال إلى المدن. فأي نجاح هذا الذي يتحدثون عنه في الوقت الذي يعتمدون فيه على الجيش الأميركي واستخباراته؟ وفي الوقت الذي باتت تحرق فيه السيارات المدنية في مراكز المدن الرئيسية، وفي الوقت الذي يقوم الإعلام ببهرجة العمليات العسكرية وكأنها انتصارات مؤزرة؟! أميركا التي كان الجيش التركي يصفها حتى الأمس بـ "داعمة الإرهاب" كيف أصبحت في ليلة وضحاها "شريكة في مكافحة الإرهاب"؟! كيف نسي الجيش بهذه السرعة الأكياس التي غمم بها الأميركان رؤوس عناصره شمالي العراق عام 2003؟! وما الذي يتوجب قوله بخصوص ادعاء مجلة الإكونومست الإنجليزية من احتمال أن يكون أردوغان قد أعطى بوش وعوداً خلال لقائه الأخير به؟! على الرغم من أن أردوغان قد دافع عن نفسه من أنه لم يعط أية وعود خلال تصريحه الفَظ الذي قال فيه "رئيس وزراء هذا البلد ليس بلا شرف"! فهل أميركا منحت تركيا معلومات استخبارية بالمجان، أم أن لها علاقة بتثبيت مصالح أمريكا في تركيا كما هو كذلك في شمال العراق بالإضافة إلى تهيئة الأجواء لتغيير المادة 221 من قانون الجزاء التركي؟! مما لا شك فيه أن وصف "الإرهاب" هو اختراع أميركي-إنجليزي تم استخدامه بصورة فاعلة كورقة سياسية ضاغطة، لذا فإن مصطلح "إرهاب التنظيمات" ليس بالوصف الدقيق، ذلك أن "الإرهاب" هو من عمل الدول الرأسمالية، فلولا الدول الرأسمالية لما قامت قائمة لأي تنظيم إرهابي ولما ترعرع أي تنظيم إرهابي ولما تمكن من القيام بأكثر من أعمال مسلحة ضيقة محدودة! فمما لا شك فيه أنه لا يمكن لتنظيم أن يقوم بأعمال مسلحة "إرهابية" واسعة دون تلقي دعم مالي ولوجستي من دولة ما، خصوصاً إذا ما لوحظ عوامل أهمها؛ السيطرة على سوق تجارة السلاح العالمي، متابعة مخيمات التدريب، صعوبات تلقي الثقافة العسكرية، تحديد الأهداف بدقة متناهية لا تقوى عليها سوى أجهزة استخبارية متمرسة. لذا فإن الأعمال "الإرهابية" التي تقع في تركيا لا يمكن الإجهاز عليها بعملية عسكرية محدودة، بل ستستمر إلى أن تنجز المقاصد السياسية التي وجدت هذه الأعمال الإرهابية من أجلها، ولن يتمكن من تحقيق إنجاز ملموس قبل أن تُغلق سفارات دول الكفر الرأسمالية التي تسعى لتحقيق مقاصدها السياسية بالإرهاب، وتُقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معهم، ومما لا شك فيه أن هذا لن يتحقق ما لم تتخذ خطوات جريئة ثابتة تجاه الدول الكافرة المستعمرة للعراق. |
|
|
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |