قام الممثل الخاص لأوباما الذي يقود قوى التحالف الصليبي الذي شكلته أمريكا لإراقة دماء المسلمين في سوريا والعراق جون آلن ومساعده بريت ماكورك بزيارة لأنقرة في اتصالات خاصة بالعمليات العسكرية المزمعة في العراق وسوريا بذريعة تنظيم الدولة في 2014/10/9. وقد صرحت أمريكا على لسان الناطقة باسم خارجيتها ما يلي: "قبلت تركيا بدعم جهود تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة". كما تناولت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس موضوع اللقاءات الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في 11 تشرين الأول في قناة NBC وقالت: "تعهدت تركيا بأنها ستسمح خلال الأيام المقبلة للولايات المتحدة الأمريكية وشركائنا الآخرين باستخدام القواعد التركية وأراضيها في سبيل تدريب قوات المعارضة المعتدلة. وقالت بأنه سيكون بالإمكان استخدام المرافق والإمكانات الموجودة في تركيا من قبل الأمريكيين وقوات التحالف لتقوم بعملياتها في سوريا والعراق". وأخيراً صرح ناطق آخر باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي بأنه سيتم إرسال وفد عسكري إلى أنقرة في هذا الأسبوع للحديث حول الكفاح المشترك ضد تنظيم الدولة. وقال بساكي حول دور تركيا ما يلي: "لا شك أن لتركيا دوراً لتلعبه، لكننا نريد أن نتحدث معهم حول نياتهم، وقدراتهم الاستيعابية، وما يريدون فعله".

من جهته صرّح الناطق باسم الحكومة التركية بولنت أرنج قائلاً: "لا جديد يذكر بخصوص إينجرليك. إن بعض المرافق والتسهيلات المقترحة من قبل تركيا في إطار التدريب - التسليح فقط حديث الموضوع في هذه المرحلة". أما وزير الخارجية مولود شاويش أوغلو فقدم تصريحات من نيويورك بين فيها أن العملية مستمرة قائلاً: "لا يوجد الآن قرار تم اتخاذه بخصوص إينجرليك أو بموضوع آخر".

تشير جميع هذه التصريحات التي تبدو غامضة إلى ما يلي: يتم التخطيط إلى جعل تركيا مركزاً للعمليات العسكرية والسياسية التي ستقوم بها قوات التحالف؛ العصابة الصليبية التي تقودها أمريكا ضد سوريا والعراق. ستكون الأراضي التركية مكاناً لتدريب المجموعات المعتدلة! التي تريد الديمقراطية لمواجهة الشعب الذي يريد إقامة الدولة الإسلامية ومجموعاته المقاومة. وتهدف هذه الخطة إلى وضع الآلية العملية التي لم تتوج بالنجاح عام 2012 في ظل الشراكة الأمريكية التركية، وضعها موضع التنفيذ من خلال التنسيق بين قوى التحالف. وعلى الرغم من غياب التصريحات الواضحة من قبل تركيا وأمريكا فإن التخطيط لا يقتصر على استعمال قاعدة إينجرليك فقط للقيام بالعمليات الجوية العسكرية من قبل قوات التحالف، بل يتم التخطيط لاستعمال القواعد الجوية في أرهاج - مالاطيا ودياربكر وباتمان أيضاً وإن كان لم يكن هناك بتصريحات واضحة جدا من قبل أمريكا وتركيا في الوقت الحالي.

أيها الحكام! إننا في حزب التحرير / ولاية تركيا نخاطب حكام تركيا ونقول لهم: إلى متى ستستمرون في خدمة الخطط الأمريكية الاستعمارية في أراضي الشام والعراق التي يعيش فيها المسلمون؟ إلى متى ستسمحون للإدارة الأمريكية وجنودها الملوثة أيديهم بالدماء أن يعتبروا قواعدنا العسكرية حامياتٍ ومقراتٍ عسكريةً تابعةً لهم، وإلى متى ستسمحون لهم بالتخطيط العسكري انطلاقاً من قواعدنا هذه؟ وإلى متى ستأخذون مكانكم في الجيش الصليبي وتشدون انتباه المسلمين بخطابكم كدولة عثمانية علية؟ إننا اليوم في حزب التحرير كما كنا دائماً سنستمر في قول الحق حتى إن تم تكذيب صدقنا وتصديق أكاذيبكم، وإن تم إعلان الخائن أميناً والأمين خائناً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة»، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» ابن ماجه.

أيها الحكام! إننا نعلم أنكم تقصدون بالمصالح التركية المصالح الأمريكية. نحن باسم الإسلام نحذركم من أن تكونوا شركاء في إراقة دماء المسلمين في سوريا والعراق. إن جعلتم الأراضي التركية قواعد تنطلق منها هذه الحرب الأمريكية ضد الإسلام فلن تستطيعوا أن تقدموا الحساب لا إلى الأمة ولا إلى الله سبحانه وتعالى مالك السموات والأرض. عليكم أن تعلموا أن تركيا ليست أرضاً للناتو ولا قاعدةً للكفار. إن تركيا أرض إسلامية، كانت على مر العصور مهداً للخلافة الإسلامية.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا